• توافق الجزائر وعُمان على تعميق العلاقات وإعادة تفعيل آليات التعاون• اتفاق على تكثيف التواصل وتبادل الزيارات بين مختلف الجهات المعنية قررت الجزائر وسلطنة عمان، إنشاء صندوق...
انتقل إلى رحمة الله أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة المجاهد العقيد الطاهر زبيري، قائد الولاية التاريخية الأولى وعضو مجلس الأمة السابق، عن عمر ناهز 95...
وقّعت الجزائر وسلطنة عُمان، أمس، على ثماني اتفاقيات تعاون في عدة مجالات، في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى...
سلم أمس الثلاثاء الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد لوناس مقرمان، بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية، السيد عبد...
أكد رئيس قسم اللغة والثقافة الأمازيغية بجامعة باتنة 01 ، الأستاذ جمال نحالي، للنصر، بأن ترسيم يناير أو ينار 2971 ، كعطلة مدفوعة الأجر للسنة الثالثة على التوالي، تدرج في رزنامة الأعياد الوطنية، مكسب يضاف إلى عديد المكاسب التي تعزز الهوية الجزائرية من خلال الدستور الجديد 2019، كما يعتبر الاحتفال ب»أمنزو نينار» الذي يصادف 12 جانفي من السنة الميلادية، جزءا من الذاكرة الجماعية للمجتمع الأمازيغي الجزائري، من خلال الطقوس و الطرق التي تختلف من منطقة إلى أخرى، حسب المنتجات المحلية، و هو ما يدل على أن الاحتفال المتوارث من جيل إلى آخر، له بعده الاقتصادي .
وأوضح الأستاذ الباحث في حديثه للنصر، بأن الأبحاث و الدراسات حول يناير قليلة، إلا أنها تتطرق إلى التراث المادي و اللامادي، مشيرا إلى أن جل الدراسات المتوفرة، سواء التي تعود إلى فترة ما قبل الاستقلال، أي الدراسات الكولولنيالية، أو الدراسات الحديثة إلى غاية اليوم، كلها دراسات وصفية، لهذا يرى بأنه على مستوى قسم اللغة و الثقافة الأمازيغية، يجب أخذ منحى آخر لهذه الأبحاث، من أجل إبراز الذكاء الاجتماعي للمجتمع الأمازيغي، من خلال تشخيص الممارسات اليومية و الطقوس، لتشكل مرجعية للأجيال القادمة.
و أوضح المتحدث بأن العادات المتوارثة في احتفالات ينار، كانت تتضمن قديما تغيير حجارة الموقد «الكانون» ، و لم يكن طقسا اعتباطيا، حتى وإن كان يدل على التفاؤل بعام جديد، مضيفا بأن الأبحاث بينت أن تغيير الحجارة لم يكن من أجل التغيير فقط، بل يعكس هذا الطقس ذكاء و فطنة الأمازيغ القدامى، فقد كانوا يغيرون الحجارة، لافتقادها الخصائص الحرارية على مدار سنة، فتصبح تدريجيا غير صالحة لإيقاد النار عليها.
و أبرز مثالا آخر عن العادات المرتبطة بالمناسبة، و هو خروج النسوة إلى الجبال لجلب و تغيير الحجارة و التربة، و من ثمة التفاؤل بعام جديد يأتي بالخير و البركة، ما يشير، حسبه، إلى الجانب الروحي و الذكاء الاجتماعي للمجتمع الأمازيغي، على غرار عديد ثقافات المجتمعات التي تمارس عادات معينة، تيمنا بسنة جديدة تأتي بالخير.
الرقمنة الوسيلة الأنجع للمحافظة على التراث المادي و اللامادي
واعتبر الباحث في التراث الأمازيغي بأن التطور الحاصل في كل المجتمعات مع « أوبن سورس»، جعل الرهان كبيرا للحفاظ على الموروث الذي يعد من عناصر الهوية، لهذا وجب، حسبه، العمل بسرعة و بجدية ، من أجل حماية التراث المادي و اللامادي بطرق حديثة ، من خلال رقمنة التراث و مكونات الهوية الجزائرية بأبعادها الثلاثة ، لتكون ذخرا للأجيال القادمة، و تكون خزانا لكل الباحثين، من أجل إبراز الذكاء الاجتماعي للمجتمع الأمازيغي، حيث يكون سندا و مرجعية للأجيال القادمة.
بالنسبة لقسم اللغة و الثقافة الأمازيغية بجامعة باتنة 01 الحاج لخضر، أكد المتحدث أن المساعي متواصلة لمواكبة الثورة الرقمية، من خلال الأبحاث المنجزة من طرف الطلبة و الأساتذة و إدراج مقاييس المعلوماتية ، و منها الأنثروبولوجيا المرئية، و مقياس قاعدة البينات المعجمية، مشيرا إلى أن القسم و للسنة الثالثة سيقيم مسابقة دكتوراه ، ليصل العدد إلى 27 طالبا باحثا في الدكتوراه ، من كل مناطق الجزائر، من أجل تأهيل الأمازيغية، كما أن القسم يطمح لفتح ماستر و دكتوراه حول «المعالجة المعلوماتية للغة الأمازيغية».
وكشف الأستاذ نحالي في ذات السياق، عن تسطير برنامج يضع ضمن أولوياته جمع الموروث اللغوي و التراث الأنثروبولوجي، مشيرا إلى إعداد عدة دراسات ميدانية متبوعة بتحليل و تمحيص للنتائج، لأن معظم الدراسات السابقة أجريت في الفترة الاستعمارية ، وهو ما يحتم، حسبه، على أداء الجامعة الجزائرية لدورها، لكي تنفض الغبار عن الموروث اللغوي و الثقافي لمنطقة الأوراس و الجزائر ككل، باعتبار القسم يضم طلبة من كل أنحاء الوطن، في اختصاصين، هما دراسات اللهجات الأمازيغية، و أنثروبولوجيا التراث و الثقافة الأمازيغية، و ضمن التخصص الثاني يتم التطرق الى كل ما يحيط بالإنسان من ممارسات و طقوس و عادات منها ينار.
و حدد القسم خطة و برنامج من أجل مسح كل مناطق الأوراس الكبير، حسب جمال نحالي، بدراسات مونوغرافيا القرى ، بالاستعانة بالتكنولوجيات الحديثة و الرقمنة.
أمن هوياتي و تصالح مع الذات
و شدد رئيس قسم اللغة والثقافة الأمازيغية، أن ترسيم اللغة الأمازيغية في الدستور، يندرج ضمن الأمن الهوياتي، و التصالح مع الذات، بإبعادها عن كل التجاذبات السياسوية والإيديولوجية وتعزيز الوحدة الوطنية.
و أضاف بأن ترسيم يناير كيوم و طني، يحتفل به كل جزائري ، يعزز الترابط و التشارك الاجتماعي بين كل الجزائريين ، وهذا ما تعكسه صورة احتفال كل المؤسسات الرسمية به، عبر ربوع الوطن، مما يمكن كل مواطن من معرفة المغزى من الاحتفالية، وفي نفس الوقت يمكن أن يصبح موردا اقتصاديا سياحيا، إذ يبرز العادات و الطقوس المختلفة، و يحقق التبادل الثقافي بين مختلف المناطق ، لهذا يمكن تعزيز الاحتفال بإقامة معارض و رحلات داخلية و خارجية، من أجل التعريف بأول يناير و بالتراث الأمازيغي و تحقيق التنمية المستدامة.
يـاسين عبوبو