* دعوة لانتفاضة من المجتمع الدولي لصالح حقوق الشعب الفلسطيني * ثمن الصمت والتقاعس أمام المأساة الفلسطينية سيكون باهظاأكد رئيس الجمهورية السيد، عبد...
التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
يستذكر بعض أبناء قسنطينة هذه الأيام، عادات و تقاليد استقبال الربيع، فيحنون لطقوس مارستها أجيال متعاقبة و صنعت البهجة في أجواء استثنائية، ترسخ صلة الرحم و تجمع العائلات لممارسة ألعاب لا تفرق بين الرجال و النساء و لا بين الصغار و الكبار، في مشاهد تجسّد على مدار أسبوع كامل.
لم يعد أبناء مدينة الجسور المعلقة يستقبلون الربيع، على طريقة جداتهم و أجدادهم، فحلول هذا الفصل الجميل، و إن كان لا يزال مقترنا ببعض العادات، كتقطير الزهر و الورد و تحضير “البراج”، إلا أن الاحتفالات القديمة التي لا يزال يتحدث عنها الأجداد بحنين و أسى كبيرين، زالت و نسيها الأغلبية، و قالت السيدة حفيظة للنصر، إنها تتذكر عندما كانت طفلة صغيرة عادات والدتها و أقاربها و جيرانها لاستقبال الربيع ببلدية حامة بوزيان، التي لم يعد أهلها يحيون هذه العادة اليوم.
“عشا الربيع” على مدار أسبوع
و أضافت المتحدثة أن الاحتفالات كانت تقام كل سنة في بداية فصل الربيع، و تحديدا بداية شهر مارس، أو ما يعرف بالعامية بـ”عشا الربيع”، و كانت تقام على مدار أسبوع كامل، فتحضر الأسر نفسها عشية الاحتفالات، فتخضب النسوة و الأطفال أيديهم بالحناء، و في اليوم الموالي ترتدي النسوة و الأطفال ملابس جديدة، تزينها أشكال زهور ذات ألوان زاهية، توحي بقدوم فصل الربيع، و تتجمل النسوة و يخرجن في نفس الوقت بعد تناول وجبة الغذاء، و يحملن معهن ما جادت به أيديهن من حلويات تقليدية، خاصة بالفصل، يتقدمها “البراج” و “الطمينة”.
و سردت بدورها خالتي زهية تفاصيل تلك الاحتفالات الخاصة، قائلة بأن العروس التي لم تكمل بعد عاما في بيت زوجها، تحظى بزينة خاصة في تلك المناسبة، و كذا الرضيع الذي لم يكمل سنة من عمره، فيخرجان مرفقين بأطباق “البراج” و “الطمينة” إلى أماكن يتم تحديدها مسبقا من قبل الرجال في قلب الطبيعة، حيث تجتمع النسوة و الأطفال و حتى الرجال في مكان واحد.و أضافت المتحدثة أن العروس كانت تخضع لبعض الطقوس من باب الدعابة، فيتم حك قدميها بعشبة “الحرايق”، لمعرفة مدى قدرتها على تحمل حرقتها و استخلاص مدى قدرتها على تحمل مصاعب الحياة.و أكدت خالتي شريفة، أن الاحتفالات لا تتوقف عند هذا الحد، فقد كانت تنظم ما يشبه المنافسات في لعبة “الكرة الشعبية”، و هي لعبة تقول إنها تشبه كرة القدم، لكن باستعمال قشر أو لحاء الشجر ، بعد أن يتم تحضير الأرضية بوضع ما يعرف بـ”الأقواس”، أي المرمى المصنوعة بعيدان أو أغصان الشجر، و يتنافس فيها الجميع، رجال و نساء، وسط أجواء تصفها خالتي شريفة بالاستثنائية التي تفتقدها اليوم كثيرا ، في وقت انقطعت فيه العلاقات بين الأسر و لم يتبق منها سوى البروتوكولات، على حد تعبيرها.
و أكدت السيدة حفيظة أن جميع الأسر في المناطق الريفية بقسنطينة، كانت تحتفل بقدوم الربيع بنفس الطريقة، و تمارس نفس الطقوس، فمنها من كانت تحتفل بالمناسبة ثلاثة أيام، و منها من تمتد احتفالاتها إلى أسبوع كامل، و كانت تنطلق بعد الظهر و تستمر إلى غاية الليل، مضيفة أن الأمر كان يتكرر أيضا، حتى عند استقبال فصل الشتاء الذي لم يعد هو الآخر اليوم، ضمن أجندة أبناء المدينة الذين نسي معظمهم تقاليد حافظت عليها الأجيال القديمة، لعقود طويلة قبل أن تغيب.
إ.زياري