* دعوة لانتفاضة من المجتمع الدولي لصالح حقوق الشعب الفلسطيني * ثمن الصمت والتقاعس أمام المأساة الفلسطينية سيكون باهظاأكد رئيس الجمهورية السيد، عبد...
التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
تسلّح السيد أحسن بوجريدة، بالثقة بالنفس و التفوق في دراسته، ليتحدى إعاقته الحركية، و يزرع الأمل في نفوس ذوي الاحتياجات الخاصة، فهو من أبرز إطارات جامعة محمد الصديق بن يحيى بجيجل، و يشغل حاليا منصب مدير مكتبة كلية العلوم الطبيعة و الحياة بالقطب الجامعي، بعد أن تدرج في عدة مناصب، كما أنه أمين فرع نقابي يدافع عن حقوق العمال بالجامعة، و كان منتخبا لثلاث عهدات متتالية، و لا يزال يواصل مساره المهني المليء بالتحديات.
كـ. طويل
إعاقتي حفزتني على النجاح في دراستي
صنع أحسن بوجريدة، اسمه كمناضل يدافع عن حقوق العمال، فقد مثلهم لأزيد من 12 سنة، كما أنه إطار، يعتبر قدوة لشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة و كل الشرائح الاجتماعية، باجتهاده و تفانيه في عمله.
النصر توجهت إلى المكتبة المركزية بالقطب الجامعي بجيجل، فوجدنا أحسن في انتظارنا، يسير مستندا على عكازين و كله ثقة في نفسه، دعانا إلى الدخول إلى مكتبه، و كانت إطارات الجامعة في كل مرة تقطع حديثنا، للاستفسار عن ملفات و تقارير تتطلب أن يرد عليها.
وصف بوجريدة حياته بأنها شاقة و ممتعة في نفس الوقت، قائلا في حديثه مع النصر، "عانيت لسنوات طويلة من مشكل الحركة و التنقل، لكن كان يريحني الإصرار على النجاح و التفوق، عندما كنت طفلا صغيرا كنت أذهب إلى المدرسة، و أنا أحمل العكاز بيدي و أسير، و كان القليلون فقط يفهمون و يقدرون معاناتي و صبري.. أتذكر أنني بدأت تعليمي بمدرسة لهزيل عمر سنة 1977، و كانت تبعد عن مقر إقامتي بحوالي كيلومترين، و بدأ التحدي في تلك المرحلة، كل يوم كنت أبحث عن طريقة للتنقل، و في معظم الأحيان أعتمد على العكاز".
و أضاف المتحدث أنه كان يتسلح دائما بالصبر و العزيمة و الإصرار و يؤمن بأن التفوق في الدراسة هو السبيل الوحيد لمواجهة نظرة المجتمع إليه كطفل معاق، و في سنة 1992 تحصل على شهادة البكالوريا، تخصص تسيير و اقتصاد و كان الأول على مستوى ولاية جيجل، و بعدها، و بالرغم من وجود التخصص بجامعة جيجل، إلا أنه قرر مواصلة دراسته بجامعة قسنطينة، في تخصص علم المكتبات، مؤكدا للنصر" إعاقتي كانت تحفزني و تزيدني عزيمة، بالرغم من صعوبة التنقل و الحياة بالإقامة الجامعية".
الأول في الدفعات و المسابقات الوطنية
و تابع المتحدث بأنه تخرج من الجامعة سنة 1996، و شرع في التفكير في طرق الاندماج في الحياة المهنية، و قرر المشاركة في عدة مسابقات، و في شهر ماي 1997، شارك في المسابقة الوطنية لتوظيف الأرشيفيين التي نظمتها المديرية العامة للأرشيف الوطني، و احتل المرتبة الأولى وطنيا، و لظروف شخصية لم يلتحق بالمنصب، قال أحسن بهذا الخصوص" الفوز بالمرتبة الأولى وطنيا زادني إصرارا، فأنا أنتمي إلى ولاية معزولة و جبلية و من ذوي الإعاقة، لكنني تمكنت من تحقيق النجاح"، و في نفس السنة شارك في مسابقة التوظيف بجامعة جيجل، و نجح و بدأ العمل بالجامعة.
و ذكر المتحدث بأنه بالرغم من الصعوبات التي واجهها و نظرة "بعض الأطراف" إليه ، بسبب إعاقته الحركية، قرر ألا يفشل و يواصل صموده، فهو يؤمن جدا بأن الإعاقة هي إعاقة الذهن وفقط.
و تمكن خلال مساره الوظيفي، من التدرج من مساعد إداري، إلى محافظ المكتبة جامعية، ثم رئيس مصلحة بمكتبات عدة كليات بولايته، إلى أن عين مديرا لمكتبة كلية العلوم الطبيعة و الحياة بالقطب الجامعي بجيجل.
أدافع عن العمال و أمثل المواطنين بالمجلس البلدي
قال لنا أحسن، أن يومياته عادية، كأي موظف من زملائه، فهو يلتحق بعمله باكرا، ليغادره في المساء، و يقوم بمهامه كمسؤول، على أحسن وجه.
و أضاف بأنه يدافع عن حقوق العمال، باعتباره الأمين العام للفرع النقابي للعمال بجامعة جيجل، و تم انتخابه كأمين عام لمكتب التنسيق لقطاع التعليم العالي لاتحاد العمال، و أصبح يدافع عن مئات العمال الذين وضعوا فيه ثقتهم لتمثيلهم.
و أردف أحسن، بأنه كان عضوا بالمجلس الشعبي البلدي لثلاث عهدات متتالية، لمدة 14 سنة، و ساهم في تسليط الضوء على انشغالات المواطنين، و مارس مهامه المختلفة على أحسن وجه، كما أكد، و نشط في إطار العديد من الجمعيات المحلية.
و أكد أحسن بوجريدة، بأن تحقيق الذات و بلوغ النجاح، بالنسبة لذوي الهمم، يتطلبان الصبر و الثقة في النفس و البحث عن مفاتيح التميز، و بالنسبة إليه فإن التفوق الدراسي جعله يصل إلى مبتغاه، بالرغم من الصعوبات اليومية التي يواجهها، على غرار صعوبة ولوج مختلف المرافق، لأن أغلب المؤسسات و الفضاءات لم تتم تهيئتها بالشكل المطلوب، ليتمكن المعاقين من التنقل داخلها بحرية و أريحية.
و شدد المتحدث بأن الإعاقة عبارة عن تحد و اختبار و قضاء و قدر و فقط، و تتطلب الصبر من أجل الاندماج في الحياة اليومية، داعيا المعاقين إلى الإصرار على تحقيق النجاح و التميز. و أشار إلى أنه دعا عدة مرات الجهات المعنية إلى إعادة النظر في مدة تقاعد ذوي الاحتياجات الخاصة، فمن غير المعقول، حسبه، أن يتقاعد شخص معاق في سن الستين، لأنه يتعب أكثر من غيره خلال حياته المهنية. كـ. ط