الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق لـ 22 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub
  بنك الجزائر يسمح للمسافرين بتصدير 7500 أورو مرة في السنة:  تدابير جديدة للحد من تحويل العملة الصعبة إلى الخارج
بنك الجزائر يسمح للمسافرين بتصدير 7500 أورو مرة في السنة: تدابير جديدة للحد من تحويل العملة الصعبة إلى الخارج

 حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...

  • 23 نوفمبر 2024
وزيرة التضامن الوطني تستنفر إطاراتها: تعليمات بتنظيم خرجات ليلية للتكفل بالأشخاص دون مأوى
وزيرة التضامن الوطني تستنفر إطاراتها: تعليمات بتنظيم خرجات ليلية للتكفل بالأشخاص دون مأوى

وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...

  • 23 نوفمبر 2024
أعضاء من الحـزب الوطني الريفي في ندوة صحفـية: سنطلــب تسجيــــل القضيــــة الريفيـــــة كقضيـــــة تصفيـــــة استعمـــــار بالأمــــــم المتحـــــــدة
أعضاء من الحـزب الوطني الريفي في ندوة صحفـية: سنطلــب تسجيــــل القضيــــة الريفيـــــة كقضيـــــة تصفيـــــة استعمـــــار بالأمــــــم المتحـــــــدة

* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...

  • 23 نوفمبر 2024

المسرح الروماني المتدرج بتبسة: معــــلم تاريخـــــــي ينتظـــر رد الاعــــتبار

و أنت تدنو من المسرح الروماني بوسط مدينة تبسة، لا بد أن تتوقف طويلا أمام مدرجاته الحجرية، و الأماكن المخصصة لخروج الحيوانات المتوحشة، نحو حلبة المصارعة، التي كانت تتنافس فيها القوة الجسدية مع العقل، و قد يسافر بك خيالك إلى مشاهد عمرها أكثر من قرنين، كانت مدرجة في خانة التسلية و الترفيه أحيانا، و في خانة الصراع من أجل البقاء و التصفية الجسدية في أحيان أخرى.

    الجموعي ساكر

كما كانت الحلبة في العهد الروماني، تصدح بالغناء و الشعر، مثلما كانت مسرحا لمختلف الفنون، التي تروي أساطير صراع الإنسان، مع نفسه و مع الأسود، لكن هذا المعلم، رغم أهميته التاريخية و الأثرية و التراثية و السياحية، لا يحظى باهتمام ساكنة تبسة، و اكتسحته الضوضاء و هتافات باعة الخضر و الفواكه، فهو يعاني اليوم من تداعيات ممارسة الأنشطة التجارية بالقرب منه، و هي النقطة التي ظلت صداعا مزمنا، يؤرق بال المسؤولين الذين يطمحون إلى ترميمه و تهيئته و تحويله إلى قطب ثقافي و سياحي، يحتضن المهرجانات و الملتقيات الثقافية، على غرار ما يحدث في تيمقاد و جميلة.
متحف مفتوح على التاريخ و محطة هامة للسياح
الرحلة إلى هذا المعلم التاريخي، تعود بنا إلى 1859، عندما تمكن الباحث «هول» من اكتشاف أول أجزائه، التي كانت مدفونة تحت التراب، و واصل الباحثون التنقيب، إلى غاية 1968، السنة التي تم خلالها الإعلان عن التوقف النهائي عن البحث عن باقي أسرار هذا المعلم، على الرغم من أن أجزاء كثيرة منه، لا تزال مجهولة إلى غاية اليوم.
بهذا الخصوص قال مدير الديوان الوطني، لتسيير و استغلال الممتلكات الثقافية المحمية، بتبسة، لطفي عز الدين، في حديثه مع النصر، بأن الحفريات بالمسرح المتدرج، توقفت أواخر الستينيات، لوجود آثار و بنايات حديثة داخله، و يعد من بين البنايات الأولى، التي شيدها الرومان بالمنطقة، إذ تشير المصادر التاريخية المتطابقة، إلى أنه بني في عهد القنصل الخامس الإمبراطور فيسباسيانوس عام 75م، على شكل مدرج أو مسرح، لممارسة الألعاب و فنون القتال، بين المصارعين و الفرسان و أسرى الحروب، فضلا عن استخدامه كفضاء للعروض المسرحية و الحفلات.
هذا المعلم عبارة عن نصب دائري ضخم، محاط بمدرجات حجرية تتسع لـ 07 آلاف متفرج، و يمكن الوصول إليه من عدة جهات، و يتراوح قطره بين 50 و 65 م، و يضم 04 مداخل، و العديد من الحجرات للفرسان و العبيد، و كذا الحيوانات المفترسة، ناهيك عن بعض المداخل الخاصة، بالنوادي المعنية بالمشاركة في مختلف العروض.
و يقع المعلم تحت مسؤولية، الديوان الوطني لتسيير و استغلال الممتلكات الثقافية المحمية، و هو مصنف وطني، و يقوم حراس بحمايته ليلا نهارا، كما خصص فريق من العمال لتنظيفه و تطهيره، و أدرج ضمن المخطط السياحي المعتمد بالولاية، و كان محل زيارات للعديد من الوفود الأجنبية، و الطلبة والباحثين، حيث أجريت حوله دراسات و بحوث و كان موضوع مذكرات و رسائل  تخرج.
و قد زار 47 أجنبيا من جنسيات بولونية و فرنسية وإيطالية و هندية و صينية الموقع سنة 2018، غير أن هذا الرقم تراجع بشكل ملحوظ بعد جائحة كورونا، في حين قدر عدد الزوار الجزائريين لهذا المعلم 2760 زائرا خلال عام 2018، و بلغ عددهم خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية 1221 زائرا ، ويتم الدخول بتذاكر خاصة، تختلف قيمتها، حسب أهمية كل موقع، مع تسخير مرشدين لتعريف الزوار بالكنوز الأثرية، و المخطط السياحي .
إعادة الاعتبار للموقع بغلاف مالي قدره 6  ملايير دينار
الأطراف المعنية بهذا المعلم التاريخي، تؤكد أنه في قلب اهتمامات المسؤولين، وفي هذا السياق، قال مدير الثقافة جمال الدين عبادي، للنصر، أن المسرح المتدرج، استفاد عام 2015 من عملية ترميم، و إعادة اعتبار بغلاف مالي، يقارب 06 ملايير دينار جزائري، غير أن هذه العملية لم تتجسد، و لم تدخل حيز التنفيذ إلى غاية يومنا هذا، فقد طالها التجميد، وقامت  الإدارة بفسخ العقد مع مكتب الدراسات، لعدم التزامه بالشروط الإدارية و التقنية، التي يتضمنها دفتر الشروط، و منها الترميم و بناء السور و التهيئة، وفق مقتضيات حماية الآثار وترميمها.
وشدد المسؤول أن هذا المعلم، في قلب اهتمامات العديد من المديريات، و منها مديرية الثقافة، التي تراهن على تجسيد مشروع إعادة الاعتبار له، ليصبح قطبا ثقافيا و سياحيا وطنيا و دوليا بامتياز، يحتضن التظاهرات، و المهرجانات و الملتقيات الثقافية و الفنية، على غرار ما يحدث في تيمقاد وجميلة.

و قالت من جهتها مديرة السياحة و ترقية الصناعة التقليدية، أمينة بلغيث، بأن قطاعها يهتم هو الآخر بهذا الأثر التاريخي، و تأمل أن يتم استغلاله مستقبلا، بالتنسيق مع قطاع الثقافة، منبهة إلى أن قطاعها يولي أهمية كبيرة للتعريف به و الترويج له، وذلك عن طريق الإشارة إليه، في مختلف المسارات السياحية و مخطط السياحة المعتمد بالولاية، كما تم التعريف به في التطبيقة الإلكترونية و المطويات التي تطلقها من حين لآخر المديرية.أما بالنسبة لعملية استغلاله بصورة جيدة سياحيا، فإن الحديث عن ذلك سابق لأوانه، حسب المسؤولة، وهو مرتبط بإعادة الاعتبار للموقع.
أما رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية تبسة، عبد الرحمان عوايشية، فاعتبر المعلم، كنزا أثريا هاما، و أحد الشواهد التاريخية المنتشرة في مختلف أرجاء المدينة، التي سترفع من شأن السياحة بها، معتبرا حماية المسرح الروماني ليست شأنا إداريا فقط، بل لأطياف المجتمع التبسي ضلع في ذلك، ولا يستبعد محدثنا اللجوء إلى إعادة إحياء، مبادرة إنجاز بعض المحلات التجارية بمحيطه الشرقي، لامتصاص التجارة الفوضوية من ناحية، وتخصيص فضاءات لائقة للشباب لممارسة النشاط التجاري، وفي الوقت نفسه حماية الموقع والمساهمة في تنظيفه يوميا، بالتنسيق مع مؤسسة «بروتاب» تبسة للنظافة والديوان الوطني، لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية.
التجارة الفوضوية صداع مزمن للمسؤولين
يمكن للزائر الوصول إلى المسرح المدرج الكائن بوسط مدينة تبسة، من عدة جهات، لكنه لا بد أن يلاحظ أنه عرضة لرمي النفايات، و تهدده بقايا التجارة الفوضوية، محمي من ناحية، و يحتاج إلى سور من ناحية الشرق لمنع تسلل الفضوليين إليه، كما يحتاج إلى مدخل جديد، و لافتات توضيحية لتوجيه الزوار.
لقد تحول وجود هذا المعلم التاريخي و الأثري بوسط مدينة تبسة، إلى نقمة، لأن تجار الخضر والفواكه، جعلوا محيطه مكبا و مكانا مفضلا لرمي ما يخلفونه من نفايات، أثناء ممارسة نشاطهم، و ظل ملف تطهير محيطه من هذا النوع من التجارة، بمثابة صداع ينغص حياة مختلف المسؤولين.
و يخشى الكثيرون اندثار هذا الكنز الأثري، الذي لم يشفع له موقعه المميز، بوسط المدينة، ليكون إحدى ركائز السياحة في هذه الولاية، و في هذا السياق قال الشاب سفيان، بأن حماية المعلم، مسؤولية يضطلع بها الجميع من مسؤولين و مواطنين، كما أن تنظيف هذا الموقع، الذي يتكفل بها الديوان الوطني لتسيير و استغلال الممتلكات الثقافية المحمية، و كذا مؤسسة «بروتاب» للنظافة و البلدية غير كاف، أسبوعيا و دوريا، فمن الناحية الأركولوجية تواجه الموقع عدة تحديات، بداية بالقمامة التي يطرحها يوميا، تجار السوق المحاذية له، مرورا بيد الإنسان العابثة، و وصولا إلى التربة التي تغمر العديد من مدرجاته و أجزائه، و تنبهت السلطات المحلية، لمثل هذه التحديات، فقامت بتنظيم العديد من حملات التنظيف و الصيانة، حيث تمكن الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، بمعية مؤسسة «بروتاب» للنظافة من رفع 30 قنطارا من القمامة وبقايا التجارة الفوضوية، يوم السبت 07 ماي 2022، و سبق رفع 132 طنا من النفايات المتراكمة المحيطة بالموقع في شهر ديسمبر 2020، باستخدام 04 شاحنات وجرار و جرافة واحدة و14 عاملا متدخلا.
و خلال شهر أفريل 2021، تم رفع 162 طن من النفايات، بالتنسيق مع الجمعيات والنوادي الثقافية، و خلال شهر مارس الفارط تم رفع 90 طنا، مع العلم أنه سبق وأن تم رفع أكثر من 30 شاحنة من القمامة من المسرح، خاصة من مواقع خروج المقاتلين و الحيوانات المفترسة، غير أن كل هذه الجهود قد لا تنفع في ظل تشبث بعض التجار بممارساتهم القديمة، في الرمي العشوائي للنفايات المنزلية.
و يعتبر السكان تواجده بوسط المدينة، نعمة وليست نقمة، إذ يمكنهم من مشاهدة فضاء مفتوح، على تاريخ المدينة العريقة، فهو غير بعيد عنهم و لا يكلف الدخول إليه كثيرا.
بهذا الخصوص اقترح أحد المواطنين، و يدعى صالح، تأمين الموقع بصفة دائمة، و تفعيل المخطط الأمني، الذي يرى المختصون أنه يمكن تجسيد 60 بالمئة منه في الوقت الحالي، و النسبة المتبقية العالقة، مرتبطة بإعادة الاعتبار للموقع، مع توقيف التجار الفوضويين بمحيطه، مقترحا تحويلهم إلى فضاءات جديدة، أو على الأقل إلزامهم بتنظيف الأماكن التي يمارسون أنشطتهم فيها، و المساهمة في نظافة المحيط.بينما أشار محمد إلى عدم وجود برامج جادة، للارتقاء بهذا المعلم، و إخراجه من دائرة النسيان، إلى دائرة الجذب السياحي المطلوب، و السعي للتفكير في موارد مالية إضافية خارج القطاعات القديمة، منبها إلى أن تغيير النظرة لهذه المواقع، من شأنه أن يضخ موارد مالية إضافية للدولة.فيما حمل آخرون المسؤولية لممارسي النشاط التجاري، الذين لا يتوانون في رمي بقايا أنشطتهم، بجوار أو داخل هذا الموقع، مما يشوه منظره العام .
برأي جمال فإن الوضعية الحالية، تحتاج إلى وعي المواطن، أولا بموروثه، قبل الحديث عن إعادة الاعتبار، حتى لا تذهب كل الجهود سدى، أما محمد الهادي فيدعو إلى ترميم الموقع، و إعداد دراسة مستفيضة حوله، و لما لا استئناف الحفريات لاكتشاف ما يخبئه من أسرار، و العمل على إعادة الاعتبار له، ليكون واجهة ثقافية، على غرار موقع تيمقاد بباتنة.
كما شدد مواطنون على صيانة هذا الأثر المادي و الحفاظ على سماته المعمارية، و العمل على إبراز التنوع الحضاري بالمدينة، و إشراك أطياف المجتمع المهتمة، في عملية التحسيس بأهمية المكان.
و  برأي المختصين، فإن الوضع الحالي للمعلم و محيطه الخارجي، لا يسمح بإقامة التظاهرات و المهرجانات الثقافية، خلافا لمواقع أخرى بالمدينة كالبازليك .     
ا. س

Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com