الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
تقترح الإعلانات الخاصة بمستحضرات التجميل، الممولة على منصات التواصل الاجتماعي، الكثير من المنتجات، إلى جانب خدمة التوصيل و تقييم المنتج، و كلها عوامل ساهمت في انتعاش سوق الجمال، و دخول عدد كبير من الباعة المستقلين و المندوبين على خط التسويق، ما غذى الهوس بالبشرة المثالية، و حول التقدم في السن و ظهور التجاعيد، إلى عيب أو مدعاة للخجل، وذلك بفعل توحيد معايير الجمال و تكريس قالب معين، يروج له نجوم انستغرام و فنانون، هم طرف في معادلة صناعية كبرى، تساوي ملايير الدولارات، و تخفي وجها آخر للتحايل والتقليد و الغش المقنن.
هدى طابي
الملاحظ أن هذه الإعلانات التي تركز على منتجات سرية تحارب التجاعيد و تؤخر الشيخوخة و تنعم الشعر و تساعد على تفتيح لون البشرة، قد تصادفك خلال تصفحك للتطبيق، دون حتى أن تكون قد بحثت عن منتج من هذا النوع، و السبب هو الاستثمار الكبير الذي توليه الشركات المصنعة، لجانب الإعلان على مواقع التواصل، بشكل حول الجمال الجسدي، إلى موضوع يجعلك تتصور لكثرة التركيز و الترويج له، بأنه أهم قضية على كوكبنا، و أن الإنسان الذي لا يحظى ببشرة صافية فاتحة، و جسد ممشوق و شعر أملس وشفاه وردية منتفخة ورموش طويلة و أنف صغير ليس جميلا ، أو على الأقل إنسان مستهتر، لا يهتم بنفسه و يتحمل مسؤولية عدم وسامته، خصوصا و أن المستحضرات موجودة و عدم استفادته منها خطأ كبير يرتكبه.
تكريس الاستهلاك بالاعتماد على المؤثرين
تعتبر مستحضرات التجميل و العناية بالجسم و البشرة و الشعر، من أكثر المنتجات التي يتم تسويقها و بيعها عبر هذه المنصات، و ذلك بالاعتماد على المؤثرين و الفاشينيستا « نجوم الموضة»، حيث تشير الأرقام إلى أن هذه السوق بلغت قيمة 13.5 مليار جنيه استرليني، سنة 2018 وحدها، بزيادة بلغت نحو 17 بالمئة، في ظرف خمس سنوات، ويرجع سبب نمو المبيعات، إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي.
و في الجزائر مثلا، تحول التسويق لهذا النوع من المنتجات، إلى هوس بين نجوم انستغرام و فايسبوك، لدرجة أنهم باتوا مستعدين لفعل أي شيء، لأجل رفع عدد متابعيهم، بغية الحصول على الإعلانات، كونها أسهل وأسرع وسيلة للكسب، و السبب هو حجم ميزانية الإعلانات التي تخصصها الشركات لهذا النوع من الدعاية، و قد سبق لمؤثرة معروفة يتابعها 6 ملايين شخص على انستغرام، أن تحدثت عن الأمر ، قائلة ، بأن تكلفة الإعلان لمنتج معين عبر حسابها، على هذا التطبيق هي 30 مليون سنتيم، و أن الرقم يخضع للمراجعة، حسب عدد أيام الإعلان و حجم التفاعل مع المنشور، ونوعيته، أي أن يكون عبارة عن صورة مرفقة بتعليق، أو فيديو عبر خاصية «ستوري».
و عرضت قبلها مؤثرة جزائرية مشهورة مقيمة في السويد، خدمة الإعلان للمنتجات عبر حسابها الذي يتابعه مليونا شخص، و ذلك مقابل مبلغ 10 ملايين سنتيم.
والمتابع لمنحنى الإعلانات على هذه المنتجات تحديدا، سيلاحظ بأنه يأخذ اتجاها تصاعديا على مواقع التواصل، مقابل تراجع كبير جدا للإشهار التقليدي، حيث يعتمد التسويق لمنتجات الجمال، على فيديوهات تدريبية ينشرها نجوم و مؤثرون عبر شبكات التواصل، تظهر كيفية وضع المستحضرات، مع التأكيد على فعاليتها السحرية، حيث يدعمون المنتجات التي يستخدمونها، و ينتقدون أحيانا المنتجات التي لا يحبونها، وهي موضة ولدت مع بروز ظاهرة «الكاردايشن» و برامج تلفزيون الواقع، حيث تشير أبحاث أجراها خبراء تحليل السوق الاستهلاكية، بأن 54 في المئة من زبائن مستحضرات التجميل الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 34 عاما، يتأثرون بالمشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي.
«الجمال الكوري» و الدعاية الذكية لمنتجات العناية بالبشرة
قالب الجمال الموحد و المكرس عبر مواقع التواصل، و المرتبط بالبشرة المثالية الخالية من العيوب، حول كل تفصيل بسيط في الوجه إلى شائبة، و ضاعف الدعاية بشكل كبير على منتجات العناية بها، حيث تروج الشركات في كل مرة لموضة جديدة مختلفة، و آخرها موضة الجمال الكوري، المتمثل في البشرة البيضاء الموحدة الصافية، و التي لا يمكن الحصول عليها عبر استخدام منتج واحد، بل باستخدام منتجات متعددة من نفس المجموعة، و هي خطة تسويق ذكية، لما يعرف بتشكيلة المستحضرات « غام»، فبدل أن تشتري منتجا واحدا، يتعين عليك شراء أربعة أو خمسة مستحضرات، تطبق على مراحل، تشرحها لك مؤثرة على انستغرام، و تعلمك كيفية تطبيق أمصال و زيوت وأحماض و أقنعة للوجه، لضمان النضارة ومحاربة التجاعيد و الشباب الدائم، حسبها.
إعلانات مغشوشة وأخرى تلاحقك..
حاولنا استطلاع آراء بعض السيدات، حول مدى تفاعلهن مع إعلانات مستحضرات التجميل على مواقع التواصل، فأكدت كثيرات ممن تحدثنا إليهن بأنهن جربن منتجات سبق وأن عرضت عليهن عبر فايسبوك و انستغرام، أو روج لها بكثرة على مجموعات من قبيل « جربنا لأجلك»، و من أكثر المنتجات رواجا، نجد كريمات توحيد لون البشرة و القضاء على التجاعيد و التصبغات و الكلف و مصل تجديد الخلايا و تشبيب البشرة ومستخلصات الزيوت، و كذا الفيتامينات التي تقلل أو توقف تساقط الشعر وتساعد على تكثيفه و إطالته.
و النتيجة أن بعض الزبونات تعرضن للغش و التحايل، حيث اتضح بأن المنتج إما مقلد أو أنه عادي و لا يختلف عن غيره، أو أن حجم العبوة صغير جدا، مقارنة بصورتها على الإعلان، ويتعلق الأمر هنا بالإعلانات التي تروج لها حسابات وصفحات البيع و الشراء المختلفة، والتي يقوم صاحبها بحظر أو تعليق تفاعلك مع الحساب، بمجرد أن تشكو له من نوعية المنتج.
فئة ثانية قالت، بأنها وفقت في اختيار المنتج، و أن إعلانات مواقع التواصل مفيدة وقد خدمتها، حيث علقت سيدة اشترت «ريتينيول» المضاد للتجاعيد من موقع متخصص في بيع المستحضرات الأصلية، « لقد أعجبني الموقع الذي اشتريت منه، فهو معروف بجديته و تعامله المباشر مع الشركات المصنعة، حتى أن مسيري الموقع، يتواصلون معي بعد مدة من استخدام المنتج، لمعرفة رأيي فيه و تقييمي لمستوى الخدمة و التوصيل، كما يعرضون علي تجريب منتجات أخرى». علما بأن ذات الموقف تكرر مع أكثر من سيدة، حيث أكدن بأنهن بمجرد شرائهن لمستحضر معين، يتلقين لاحقا عددا لا محدودا من الرسائل عبر البريد الإلكتروني، لمعرفة آرائهن و دعوتهن إلى تجريب منتجات أخرى، و كأن الشركات و المواقع تلاحقهن في محاولة لكسب أكبر عدد من الزبائن.
و لا يقتصر الأمر على المواقع و الصفحات، بل يشمل أيضا مندوبي المبيعات الذي يعرضون عليك منتجاتهم باستمرار، و يحاولون إقناعك بشرائها بشتى الطرق.
هـ. ط