الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
قلعة بني راشد محروسة أولياء الصالحين،تحكي قصة نبات الديس وفرار جيوش الإسبان
عندما تقف في آخر ربوة مطلة على قلعة بني راشد بغيلزان، يتراءى لك بشكل واضح الشكل الهندسي و المعماري للمدينة التي كانت محل تعايش عدة ثقافات، و ملازمة لتكوين الرجال ومهدا للعلماء، و كل بيت أو زاوية تروي الدور الحضاري و السياسي و العلمي الذي شهدته هذه المدينة العتيقة منذ تأسيسها في القرن التاسع للميلاد.
الزائر للمدينة عبر أزقتها الضيقة وتصاميم بعض بناياتها العتيقة التي استوطنها الأمازيغ و الأندلسيون و العرب والعثمانيون منذ تأسيسها في القرن التاسع ميلادي و لازالت لحد الآن محافظة على تجانسها يدرك للوهلة الأولى أنها كانت حاضرة من حواضر العلم و المعرفة بالغرب الجزائري، بل يعود تاريخها لعقود طويلة بدليل عثور فريق من الباحثين قدم من المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ و الأنثربولوجيا، السنة الماضية على أدوات حجرية وفخاريات و بقايا عظمية لحيوانات و جمجمة بمغارة «مصراته» تعود إلى إنسان العصر الحجري وفق ما تناقلته وسائل الإعلام عن فريق الباحثين، إنها منطقة بحاجة للمزيد من البحث و التنقيب عن الكنوز الأثرية يقول مرشدنا محمد وتزداد المدينة مهابة من خلال السكون و الوقار الذي يخيم بداخلها بفعل قلة الحركة و الضوضاء إلى جانب الاحترام اللامتناهي بين أبناء وشيوخ المنطقة ويتجلى ذلك من خلال المعاملات و الأحاديث الهامشية، فأسلوب الحياة «بقلعة « بسيطة بساطة أبنائها، و كرم الضيافة بها أصيل في مجتمع لا يزال محافظ على عاداته وتقاليده.
و أنت تتفقد شوارع المدينة الهادئة تتراءى لك عبر كل ربوة أو مرتفع صغير بعض الشواهد الخاصة بأضرحة أولياء الله الصالحين حيث يقدر عددهم بالمدينة بنحو 365 وليا صالحا بعدد أيام السنة اعتقادا بحمايتها وحراستها من غزو الأعداء من بينهم سيدي إبراهيم التازي، سيدي صالح، و سيدي احمد السهلي وغيرهم، يقول مرشدنا محمد 44 سنة الذي تعرفنا عليه بالقرب من إحدى المحلات التجارية ، ولكل ولي مكانة خاصة بين أهل وسكان المنطقة للدور الذي لعبه في مجال التعليم ونشر المعرفة وتحصين و الدفاع عن المدينة خصوصا إبان الغزو الاسباني للجزائر حيث تعرضت المدينة كما قال استنادا إلى المراجع التاريخية للحصار لمدة ستة اشهر كاملة لكن يقظة علمائها و وحدة الصف والدعم والمدد الذي حظيت به من القبائل المجاورة فك عنها الحصار.
ويذكر صديقه «رشيد « استنادا إلى الروايات التاريخية المتواترة أنه تم إشعال نبات « الديس» الذي تشتهر به المنطقة ليلا في أحد المعارك الفاصلة «معركة السوخ «فتراجع وتشتت الغزاة الإسبان الذين تسرب إليهم الشك بكثرة تعداد الجيوش .
تحتوي المدينة إلى جانب المزارات الكثير من المساجد العتيقة منها المسجد الذي بناه محمد الكبير 1734مـ ومسجد سيدي سليمان بحي الكَـركوري و مسجد أيوب بدار الشيخ ومسجد راس القلعة ومسجد السوخ التاريخي والذي اشتهر بـ»معركة الطلبة» و قصر الأميرة العثمانية وهو فوق غار البير بالقرب من ضريح سيدي إبراهيم التازي وعديد المعالم التاريخية و الأثرية التي هي بحاجة إلى التصنيف و الرعاية وجعل المنطقة التي تقع حوالي 30 كلم بالجنوب الغربي لعاصمة الولاية غيلزان كمسلك سياحي.
و يفتخر سكان قلعة بني راشد بغيلزان بأن مدينتهم مهد للعلماء حيث نشأ وترعرع فيها الولي الصالح دفين مدينة مليانة بعين الدفلى سيدي احمد بن يوسف في القرن ال 15 للميلادي أين بلغ عدد مريديه حوالي 80 ألف شخص وكان له الفضل في طرد الإسبان و ابن الصباغ القلعي العالم الكبير، صاحب عدد من المؤلفات نذكر «بستان الأزهار في مناقب زمزم الأبرار ومعدن الأنوار في سيرة ولي الله أحمد بن يوسف الراشدي» وشرح أجرومية في النحو سماها «الذرة الصباغية في شرح الأجرومية» و مصطفى الرماصي خريج مدرسة مازونة صاحب الحاشية وغيرهم من العلماء الأفذاذ اللذين نقل إليهم كرسي الباي بوشلاغم من بايلك الغرب ما زونة إلى القلعة للتدريس .
وأنت تغادر هذه المدينة الهادئة في لحظات عبور تكتشف ماضي تليد مرصع بالتضحيات وقيم العلم و المعرفة في منحدر جبلي محصن يأبى النسيان.
هشام. ج