صاحبة المرتبة الأولى في البكالوريا بعنابة لينة يحياوي: والداي و أساتذتي وراء نجاحي و تفوقي

* هــــدفي دراســـــة الذكـــــاء الاصطناعـــي أو الرياضــيات
تربعت التلميذة لينة يحياوي على عرش المتفوقين في شهادة البكالوريا بولاية عنابة، و لم يكن ذلك صدفة، كما أكدت للنصر، فقد جنت ثمار اجتهادها و مثابرتها و تعبها في جميع الأطوار التعليمية، و اختيارها لطريقة خاصة في التحضير لشهادة البكالوريا، بمرافقة و دعم والديها المهندسين المعماريين، و أساتذتها الذين أحسنوا توجيهها لاستغلال قدراتها العالية في التعلم و الاستيعاب، مشيرة إلى أنها فاجأت الطاقم التربوي بثانوية جراي علاوة بالبوني، بافتكاكها معدل  18.83 من 20 في البكالوريا شعبة العلوم الطبيعية، ما مكنها من الفوز بالمرتبة الأولى ولائيا.

قالت لينة بأنها توقعت التفوق في الامتحان، بعد اطلاعها على الإجابة النموذجية و التنقيط المعتمد في التصحيح،  مؤكدة « عندما اطلعت على الحل النموذجي، اكتشفت أن معظم إجاباتي صحيحة، و طمأنتني بأنني سأكون ضمن الأوائل في الامتحان، و بقيت أعد الدقائق إلى غاية الساعة الرابعة مساء، و اطلعت بنفسي على النتيجة في الموقع الالكتروني الرسمي، و لم أصدق في البداية، فأعاد أشقائي البحث عدة مرات للتأكد،
و اتصلت بي إدارة الثانوية التي درست بها و أخبرتني بأنني فزت بالمرتبة الأولى على مستوى ولاية عنابة، و لا يمكن أن أصف لكم فرحتي و فرحة عائلتي بهذه النتيجة».
توقفت عن المراجعة قبل أيام من إجراء الامتحان
ذكرت لينا بأنها حضرت للامتحان جيدا و جديا، مند بداية السنة الدراسية و راجعت دروسها بشكل عادي، دون أن ترهق نفسها كثيرا، و تلقت دروس الدعم في المواد العلمية، بحكم الشعبة التي تدرس بها، لتتمكن من حل أكبر عدد ممكن من التمارين في الرياضيات، الفيزياء، والعلوم الطبيعية، بعد ذلك تفرغت لمراجعة المواد الأدبية، مشيرة إلى أنها اعتمدت على طريقة خاصة في المراجعة و الحفظ، فكل نصف ساعة، تخصص 5 دقائق للراحة و القيام بنشاط آخر، ثم تعود إلى الدراسة دون أن تشعر بالتعب أو الملل، حتى و لو استغرقت 4 ساعات، و تدعو المقبلين على اجتياز البكالوريا في الموسم المقبل، إلى تجريب هذه التي قد تكون ناجعة بالنسبة إليهم.    
و أوضحت المتحدثة بأنها خلال أيام اجتيازها لامتحان البكالوريا، لم تراجع إطلاقا دروسها، و عند عتها من الامتحان، تأخذ قسطا وفيرا من الراحة في البيت، وتخلد للنوم باكرا.
و أضافت أنها لم تعتمد على المسودات، بل كانت تكتب الإجابة مباشرة في ورقة الامتحان، مشيرة إلى أنها ارتبكت في امتحان اللغة العربية في البداية، عندما استخدمت مسودة، ما أضاع عليها الوقت و التركيز، لكنها عادت بسرعة إلى طريقتها المعتادة في الإجابة.
أشادت لينة بدور والدتها في نجاحها و تفوقها، لأنها رافقتها في المراجعة و التحضير، و والدها الذي وفر لها كل ما تحتاجه من متطلبات و مستلزمات للدراسة، مشيرة إلى أن تخصص والديها في الهندسة المعمارية، جعلها تكتسب منهما أساسيات التحصيل العلمي.
و قالت والدتها السيدة بوطرفة للنصر « لينة مجتهدة منذ صغرها مثل أختها التي تدرس الطب حاليا، فهي تحب الدراسة دون تحفيزها على المراجعة أو الحفظ، و أساعدها أنا وزوجي في شرح بعض الدروس». وأضافت بأنها فضلت التوقف عن العمل بشركة سوناطراك، لتتفرغ لتربية و تعليم أبنائها.
و أكدت التلميذة بأن الفضل في تفوقها يعود أيضا لأساتذتها الذين آمنوا بقدراتها، خاصة في المواد العلمية، و كانوا على اتصال و تواصل دائمين بها لتوجيهها، معلقة» صحيح كاد المعلم أن يكون رسولا».
حصلت على الحزام الأسود في الكاراتي و تهوى الرسم
أوضحت الفتاة أنها لا تستخدم الهاتف النقال و لا تطلع على مواقع التواصل الاجتماعي ، إلا للضرورة، أو  أثناء مشاركتها في نشاطات تطوعية مع الجمعيات، حتى أن أفراد عائلتها ومعارفها يلوموها لعدم الرد على اتصالاتهم.
و أضافت بأنها تقضي وقت فراغها في ممارسة رياضة الكاراتي، التي تعشقها، مشيرة إلى أنها حصلت  على الحزام الأسود في هذه الرياضة، كما تهوى الرسم.
 و تنخرط مع المجموعات الناشطة في إعانة المرضى والمحتاجين، فهي جد مهتمة  بالجانب الإنساني و التطوعي، كما قالت لنا، مؤكدة بأنها تعيش يومياتها في الواقع و ليس في المواقع الافتراضية.
وتنصح لينة التلاميذ المقبلين على البكالوريا في الموسم المقبل بالتسلح بالثقة بالنفس و الإرادة، وعدم الاستماع للأشخاص الذي يحبطون المعنويات.
و بخصوص التخصص الذي ستختاره في الجامعة، قالت بأنها مهتمة بعدة اختصاصات، منها الذكاء الاصطناعي، الرياضيات، الإعلام الآلي والطب، و لم تتخذ بعد القرار النهائي، فهي حريصة على جمع المعلومات الكافية حول هذه الاختصاصات، خاصة من الطلبة الذين يدرسونها، بالإضافة إلى التشاور مع أفراد عائلتها.                                    حسين دريدح