الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
غير البعض طريقة استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، و باتوا يتعاملون معها بعقلانية أكثر، تجنبا لتأثيرها و خوفا من إدمانها و لما لذلك من تأثير على الصحة النفسية و حتى الجسدية.
لينة دلول
حيث بدأ يظهر وعي متزايد بخطر المنصات التفاعلية على الصحة النفسية، من خلال تقليل التفاعل عبرها لتجنب تأثيرها، خصوصا بعدما اكتشف البعض ثغرات في هواتفهم تبين بأن فيسبوك مثلا، يتابع نشاطاتهم خارج المنصة عن طريق خاصية تتبع، لا ينتبه إليها المستخدم إلا إذا ركز جيدا في شروط استخدام التطبيق، الذي يقترح إلغاءها بعد تفعيله لها بطريقة آلية عند تحميله مباشرة.
يقدم التطبيق كذلك منحنى بيانيا، يبين الوقت الذي يقضيه المستخدم أمام هاتفه، و من يراقب مسار هذا المنحنى سيصدم من كثافة الحجم الساعي الذي يخصصه يوميا وأسبوعيا للمنصة التفاعلية دون أن ينتبه لذلك.
انسحاب مفاجئ
و مع تزايد عدد المنصات و اختلافها، يزيد التحذير من تأثيرها على الأفراد، خاصة وأنها تعتمد على منهجيات تجعل الفرد يدمنها لا شعوريا، بفعل التوظيف الذكي و الكبير لمختلف النظريات النفسية والعقلية والتسويقية والإعلامية التي توجه المستخدمين و تتعامل معهم كمصدر للربح، لأن مكسب هذه المنصات يعتمد بشكل كبير على عدد المشاهدات و مستوى التفاعل.
كثيرون وقفوا مؤخرا على منشورات لأصدقاء افتراضيين قرروا الانسحاب نهائيا أو مؤقتا من مواقع التواصل والعودة إلى الواقع، بعدما لمسوا التأثير السلبي لها على نفسيتهم، وقد تكون وقفت على منشور أو اثنين من هذا النوع على صفحتك الخاصة، أو قد تساءلت عن سر غياب صديق ما على منصة فيسبوك أو أنستغرام فبحثت عنه واتضح، بأن حسابه ملغى أو موقف و السبب قد يرتبط مباشرة بموقف مزعج تعرض له أو تأثير نفسي سيئ سببته له منشورات أو تعليقات معينة ويمكن أن يكون انسحب بعد إدراكه لقيمة الوقت الذي يضيعه وهو مبحر دون هدف على المواقع التي تحولت بنسبة كبيرة إلى فضاء للسلبية والتنمر، وغير ذلك من التأثيرات التي يحذر منها مختصون في كل مرة مؤكدين، بأن الاستخدام المفرط للمنصات التفاعلية يمكن أن يفرز مشاكل كبيرة على غرار الانطوائية و الفردانية و الاغتراب، وذلك لأن هذه الوسائط قامت بتفتيت الجمهور وتقليص العلاقات والتقارب الذي يتميز به المجتمع.
التنمر يضاعف العزلة الرقمية
سألنا البعض عن استخدامهم لمواقع التواصل، فقالوا بأنه متفاوت مع ذلك اتضح لنا، بأن كثيرين من بينهم باتوا يحملون تطبيق فيسبوك مثلا دون إرفاقه بتطبيق « مسنجر» لتجنب تلقي الرسائل، كما أكده لنا رضا طالب جامعي تخصص إعلام واتصال، قال، بأنه ألغى تطبيق المحادثة هذه الصائفة، لكي يحظى ببعض الهدوء و الوقت مع نفسه، لأن تواجده على فيسبوك لا يعني بالضرورة بأنه منفتح على الدردشة أو مستعد لتبادل الحديث مع الجميع.
صبرينة ، حلاقة بوسط مدينة قسنطينة، أخبرتنا أيضا بأنها فصلت التطبيقين، و تركت فقط رقم هاتف الواتس أب، على صفحتها الخاصة بالعمل على فيسبوك، حيث حذفت مسنجر نهائيا، لسببين أولهما أنها كثيرا ما تحرج من عدم الرد على رسائل التعارف و الدردشة، والثاني هو كم التنمر و السلبية الذي تتلقاه من خلال رسائل تصلها على التطبيق، تعليقا على عملها و ما تنشره مثلا من صور على صفحتها، « إذ لا يكتفي البعض حسبها، بالتعليق على الصورة أو السعر، بل يلاحقونك على مسجنر أيضا»، الأمر الذي أثر كثيرا على نفسيتها في مرحلة سابقة و سبب لها الإحباط.
والملاحظ من خلال جولة بين الصفحات المهنية وصفحات بعض المشاهير، هو أن خدمة الرسائل باتت مفعلة بشكل أقل أو ألغيت من الأساس، مع تعويض قناة التواصل بأرقام الفيبر و الواتس أب.
ماجدة موظفة بقطاع المالية، قالت، بأنها باتت تكتفي بمشاهدة المحتوى البصري دون التفاعل أو التعليق والسبب هو أنها كثيرا ما تحس بأنها مراقبة، إذ يكفي أن تتفاعل مع منشور ما حتى يعلق صديق لها أو فرد من عائلتها على الأمر، و يحكم عليها من خلال محتوى المنشور مثلا، ناهيك عن أنها وجدت نفسها يوميا، في مشادة كلامية مع فتاة لا تعرفها، بعدما أبدت رأيها حول موضوع على إحدى الصفحات، والغريب هو أن الفتاة لم تتوقف عند حد الرد على كل تعليق بآخر، بل قامت بشتمها في رسالة على المسنجر، و قدمت تبليغا ضدها لإدارة فيسبوك ما تسبب في حظر حسابها لمدة 29 يوما، وهي تفاصيل أثرت عليها و سببت لها القلق والانزعاج ودفعتها إلى تقليل تفاعلها عبر الفضاء الافتراضي.
كما يلاحظ أيضا أن هناك من المستخدمين من يضعون أنفسهم دائما خارج خط الدردشة « أور لاين» وهو ما يدل على أنهم لا يريدون استقبال رسائل من أحد استخدامهم للتطبيق.
عدم التفاعل لا يعني الانعزال
يوضح أخصائي علم النفس العيادي كمال بن عميرة أن وسائل التواصل الاجتماعي فرضت نفسها على حياة الأفراد بشكل كبير، كما تركت انعكاسات نفسية واجتماعية واضحة بعضها سلبي، و لذلك فإن تقليل التفاعل عبرها بعد مدة من الاستخدام أمر طبيعي و لا يعني بالضرورة أن الفرد يعاني من أعراض العزلة، فقد يكون أدرك عدم حاجته إلى التطبيق أو المنصة، أو بت أكثر وعيا بتأثيرها عليه و بداية إدمانه لها، ما يجعه يميل إلى التخلي عنها تدريجيا.
وفي ذات السياق أشار محمد زيان، أستاذ علم الاجتماع بجامعة قسنطينة2 ، إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تكون سببا في العزلة و الفردانية هي انعكاس لأنظمة اجتماعية لم تعد قادرة على ضمان الأمن والإشباع و الراحة النفسية التي يحتاجها الفرد في عصر يعرف توسع رقعة عدم التكيف التهميش.
مؤكدا، أن هذه العوامل أثرت على عملية التواصل التقليدية و دفعت بالأفراد إلى اللجوء إلى شبكة التواصل التي تعطى لهم هامشا وهميا من الحرية، يضيق كلما زاد التفاعل أكثر بسبب التنمر الذي يطغى على هذه المنصات.