• إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية • الشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني • على الحكومة صب كل المجهودات لتحقيق راحة...
شرع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ابتداء من يوم أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى...
أطلقت لجنة تنظيم عمليات البورصة (كوسوب)، أمس السبت، بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» بالجزائر العاصمة، بوابة إلكترونية ونافذة موحدة للسوق...
أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
نجحت الفلاحتان زليخة و مباركة في الاستثمار في مجال إنتاج التمور و تربية الأبقار و إنتاج الحليب، و تمكنتا بفضل إرادتهما القوية من توسيع نشاطهما الفلاحي وتنويعه وتوفير مناصب شغل، ضمن مستثمرات فلاحية تتربع على مساحة كبيرة، ساهمت في الدفع بعجلة التنمية الاقتصادية. وحتى وإن اختلفت البيئة التي تنشط فيها الفلاحتان إلا أن الإرادة واحدة.
* زليخة أجرنتي مستثمرة بقسنطينة
أطمح لإنشاء وحدة لصناعة الأجبان
زليخة أجرنتي، سيدة نشأت في بيئة فلاحية نهلت من والديها أسرار خدمة الأرض و تربية الأبقار، و هي اليوم صاحبة أحد أكبر المستثمرات الفلاحية بقسنطينة، توزع كميات كبيرة من الحليب، و تطمح لإنشاء وحدة لصناعة الأجبان و توظيف عدد إضافي من الشباب. قالت السيدة البالغة من العمر 73 سنة، للنصر، بأنها ولدت من رحم الفلاحة، وتربت في محيط تسكنه الأبقار والمواشي، بدأت العمل بهذا المجال منذ أكثر من 60 سنة، رفقة والديها اللذين كانا يحوزا على قطعة أرض، أين كانت تمارس معهما النشاط الزراعي بمختلف أشكاله، كتلقيم الأشجار وحرث الأرض وزراعة الحبوب وتربية الحيوانات، ما جعلها تعشق خدمة الأرض وهي في سن صغيرة.
خدمة الأرض و تربية الحيوانات، هي أعمال وصفتها الفلاحة زليخة، بالشاقة تتطلب قدرة كبيرة على التحمل في البداية، لكن مع مرور الوقت يصبح ممارسها مرودا و قادرا على تحمل كل المشاق، حيث أصبح كما قالت، العمل يسري في عروقها، فلم تخش على نعومة يداها التي أصبحت مقاومة للأشواك و قساوة الحجارة وأغصان الأشجار، و ظلت تقدم يد المساعدة لوالديها و تشاركهم في مختلف الأنشطة الفلاحية، إلى أن تزوجت و أنجبت أطفالا، و ابتعدت عن عالم الفلاحة، حينها أدركت مدى تعلقها بالزراعة و الحيوانات، فاختارت شعبة تربية الأبقار، معتمدة على خبرتها المكتسبة من الوالدين، حيث أطلقت مشروعها بإمكانات بسيطة، و عملت على توسيعه، لإعالة أطفالها، حيث واجهت الصعوبات بمفردها و تحملت مسؤوليتي تربية الأبناء و إعالتهم و تربية الأبقار،
و قد ورّثت فيما بعد حبها للفلاحة لأبنائها الذين وفقوا في نشاط غرس الأشجار المثمرة والخضروات بشتى أنواعها، و بلغوا مرحلة تسويق المنتوج .
ظهرت بوادر نجاح تجربة زليخة الفلاحية، بعد أن وسعت في مزرعتها، و انتشلت شبابا من البطالة و أشرفت على تكوينهم، و تحولت إلى أكبر منتجي الحليب بالولاية، حيث عقدت اتفاقيات مع ملبنات لتوزيع حليب البقر، مرجعة تفوقها في المجال ولائيا، إلى إرادتها القوية و تحملها مشاق تربية الأبقار و توفير الغذاء لهم رغم كبر سنها، حيث تقضي ساعات طويلة في تسيير المزرعة، حيث تستيقظ عند الساعة الخامسة صباحا ولا تنام إلا بعد العاشرة ليلا، كما تقوم بين الحين و الآخر بتفقد الأبقار، مشيرة إلى أنها لا تتكل على العمال بنسبة كبيرة و تشرف شخصيا على متابعة الوضع الصحي للأبقار و على الغذاء المقدم لها.
وأوضحت المتحدثة للنصر، بأن نظرة المجتمع لها في بداية مشوارها كانت سلبية، لكن بإصرارها و نجاحها في توسيع مزرعتها و التوفيق بين مسؤوليتها المهنية و العائلية جعل الكثير يؤمن بطموحها، و أصبحت قدوة لنساء منطقتها اللواتي قبرن شغفهن الفلاحي بسبب خوفهن من نظرة المجتمع، مشيرة إلى أنها تعد أكبر فلاحة في قسنطينة و تشرف على عدد معتبر من العمال.
وذكرت المتحدثة، عدة مشاكل عانت منها كمربية أبقار، وهي غلاء الأعلاف، و عن طموحها قالت بأنها تسعى للحصول على قطعة أرض لإنشاء وحدة إنتاج الحليب و الأجبان للمساهمة في تزويد السوق المحلي بهذه المادة الحيوية، كما توفر مناصب شغل لشباب المنطقة .
أتقن حرفا تقليدية و مثلّت قسنطينة في عدة تظاهرات
و لكسر روتين يومياتها، اختارت زليخة تعلم حرف تقليدية، المتمثلة في صناعه الزرابي، الفخار، حياكة البرنوس و خياطة الألبسة الجلدية، فأصبحت تتقنها ما مكنها من المشاركة في العديد من المعارض الوطنية والدولية ومثلت قسنطينة في عديد التظاهرات، و نالت شرف التكريم في مناسبات كثيرة، عرفانا بالمجهودات التي قامت بها ولازالت إلى يومنا هذا.
* مباركة محجوبي
أتسلّق أشجار النخيل و أنتج أجود أنواع التمور
نجحت السيدة حليمة مباركة محجوبي من ولاية تقرت، القاطنة ببلدة عمر تماسين، بفضل إرادتها القوية في اقتحام عالم الفلاحة وتحقيق التميز والتفوق في إنتاج أجود أنواع التمور بعد أن تخطت الصعوبات، و برهنت على الدور الكبير الذي تلعبه المرأة الريفية في التنمية المحلية.
يعتبر المجال الفلاحي بالنسبة لمباركة بمثابة متنفس يخلصها من الضغوط المنزلية، فلم تسمح للظروف المحيطة بها بأن تحبط معنوياتها، و وفقت هي الأخرى بين تربية أبنائها والحرص على تعليمهم، و بين نشاطها الفلاحي الذي اشتهرت به في منطقتها.
تحدثت الفلاحة حليمة صاحبة 62 سنة عن بداية تجربتها، قائلة بأنها مارست النشاط الفلاحي مع والدها وهي دون العاشرة، فقد كان يعلمها طرق الاهتمام بالنباتات وكيفية جني الثمار وتسويقها، غير أنها وبعد مدة من العمل توقفت عن النشاط بسبب زواجها، فتوجهت لتعلم الخياطة من أجل إعالة عائلتها.وفاة زوج حليمة كان سببا وجيها لعودتها للفلاحة من جديد، وتختص في زراعة أشجار النخيل، وحسب المتحدثة، فإنها الآن تملك حوالي 60 نخلة تعتبرها كأطفالها الصغار، تقوم بالاعتناء بها، وتعالجها، وتسهر على حمايتها من الأمراض، لتضمن ثمار ذات جودة عالية قبل أن تسوقها.
وأكدت الفلاحة، أنها ورغم سنها إلا أنها تقوم بتسلق النخيل بنفسها، لجني التمور، وذلك بمساعدة الشباب العمال الذين قامت بتكوينهم و نقل خبرتها لهم، موضحة بأن المرأة أصبحت تشكل ركيزة المجتمع الريفي، وتساهم في الدفع بعجلة النمو الاقتصادي والاجتماعي بمشاركتها في الإنتاج وتواجدها في مختلف الأنشطة.
وأضافت المتحدثة، بكونها امرأة تقطن بمنطقة محافظة جدا، أن من بين المعوقات التي تعترض سبيل المرأة الريفية هي العقلية السائدة لدى المجتمع ، فالمرأة لا تستطيع الخروج عن سيطرة والدها أو شقيقها أو زوجها، رغم أنها تقوم بمهام الرجل الصعبة. وأشارت، إلى أن العديد من النساء، خاصة المنتجات في منطقتها، يطمحن إلى إنشاء مؤسسات مصغرة متخصصة في مجال فلاحي معين، يتماشى مع ميولاتهن ومهاراتهن المكتسبة، إلا أن أحلامهن اصطدمت بعادات وتقاليد محافظة، لا تزال سارية على مستوى مناطق معينة.
وعن مدى توفيقها بين مهامها المنزلية والعملية، أكدت بأنها وفقت إلى حد بعيد، بحيث تتوجه صباحا بعد صلاة الفجر، نحو مزرعتها لجني المحاصيل والاعتناء بأشجار النخيل، ثم تعود للمنزل في حدود الحادية عشرة صباحا من أجل تحضير وجبة الغذاء وتنظيف المنزل، ثم تكمل ما تبقى من نشاطها الفلاحي، وحسب المتحدثة، فإنها تنتج أنواعا عديدة من التمور، التي تمكنت بفضلها من المساهمة في الإنتاج الوطني والمحلي.
لينة دلول