الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
تحافظ ابنة قسنطينة ليندة غنام، على علاقتها بالدمى رغم أن سنها تجاوز الأربعين بثلاث سنوات، فالعرائس بالنسبة إليها عنوان للفرح و جسر تمده نحو ذكريات الطفولة الجميلة، و لذلك فقد قررت أن تتخصص في صناعتها بطريقة مبتكرة، وما يميز علمها، هو أن دُماها صديقة للبيئة تصنعها من مواد مستعملة، تعيد تدويرها بطريقة ذكية لتنتج أشكالا عديدة بتصاميم جميلة، و تحاول اليوم، تلقين الحرفة لغيرها و نقل تجربتها إلى جيل من الصغار لتكرس الحس البيئي لديهم و الاستثمار في مواهبهم من خلال دورات تعليمية تنظمها بين الحين والآخر.
تصاميم من وحي الخيال
قالت الحرفية، بأنها بدأت رحلتها في صناعة الدمى وهي في سن مبكرة حيث كانت تقوم بجمع بقايا الأقمشة والصوف والأزرار وكل الأغراض التي تستخدم في نشاط الخياطة لتصميم الدمى مؤكدة، بأن الأشغال اليدوية حازت دائما على اهتمامها منذ الصغر، حيث علمتها كل من جدتها و والدتها فن الخياطة والتطريز، وهكذا صارت ماهرة في صناعة الدمى اليدوية وكانت تحاول أن تصنع شيئا مختلفا و جديدا في كل مرة كنوع من تحدي الذات للتدريب على التجديد و الإبداع.
قالت، إنها و بعد سنوات من التعلم و الإلمام بجميع التفاصيل المتعلقة بصناعة الدمى الجميلة في المنزل، قررت أن تنتقل إلى مرحلة أخرى تكون أكثر احترافية، ولذلك التحقت بالمسرح و بدأت في التعلم أكثر عن السينوغرافيا و تصميم الدمى المسرحية، باعتبارها واحدة من أهم الصناعات الفنية في العالم، حيث كرست حبها للبيئة في شكل إبداع مختلف بالاعتماد على البقايا و الأشياء المستعملة في صناعة أشكالها، حيث تعيد من خلال عملها تدوير و رسكلة الكثير من المواد كأقمشة الملابس و الأحذية القديمة البالية و الإسفنج و ورق الكرتون و الجرائد و البلاستيك، مع الاستعانة بمواد مساعدة في تشكيل الدمية، على غرار الغراء و السيلكون.
وتقوم المصممة بصناعة قالب الدمية كاملا في البداية، ثم تهتم بباقي تفاصيل الشكل و اللون و الزينة، وتستوحي تصاميمها كما أوضحت لنا من عالم الخيال السرمدي، معتمدة على ما تجود به بنات أفكارها في كل مرة، فيحدث أن ترسم الدمية قبل صناعتها، وقد تباشر العمل على الفكرة مباشرة بمجرد أن تتبادر إلى ذهنها، أما صناعة الملابس فتكون بعد دراسة معمقة مع مختصين لتعزيز المصداقية في العمل.
هواية تتطلب لمسة إبداعية
وحسب الشابة ليندة، فإنه وبالرغم من أن صناعة الدمى تمر عبر عدة مراحل، وتستغرق الكثير من الوقت، كاستخدام المواد المعاد تدويرها و التي تحتاج إلى تعديلات، إلا أن العملية ليست صعبة في مجملها، بل تتطلب الكثير من الحب والإبداع لتصميمها بدقة.
وأكدت المتحدثة، أن صناعة الدمى تعد بالنسبة إليها، مجالا رائعا لتجسيد عالم الطفولة النقي الذي لا مكان فيه للكذب، كما أن تعلم المهارات من هذا النوع و تطوير الذات في كل مرة أمر ضروري لأي فنان يطلب النجاح.
وأضافت، بأنها صممت عددا غير محدود من الدمى، أغلبها كانت موجهة للمسارح والجمعيات، بعضها أحدث ضجة في الوسط الفني موضحة، بأنها تصنع الدمى بيديها فقط، ولا تعتمد على أجهزة الخياطة وذلك بغية إتقان عملها على أكمل وجه، كما قالت بأن سفرها الدائم إلى مصر كان له دور كبير في تنمية حسها الفني، ناهيك عن إطلاعها المستمر على أعمال مصممي العرائس في العالم والوطن العربي خاصة.
وأشارت، إلى أنها تقوم بتصميم أشكال مختلفة من الدمى بمختلف الأحجام والمواد والتقنيات سواء كانت على هيئة إنسان أو حيوان، وهي تفاصيل يحددها الزبون والمكان الذي يقدم فيه العرض كما أوضحت، مؤكدة، بأنه لم تحقق في بداية مشروعها دخلا ماديا، بل كانت تصنع الدمى من باب الهواية والاستمتاع بهذا الفن فقط، ولكنها تمكنت من إنتاج وتسويق منتوجها في السوق المحلية لاحقا بعدما احترفت صناعة الدمى المسرحية.
وتابعت ليندة قائلة، إن الإقبال وتفاعل الناس مع الدمى التي تصنعها كان إيجابيا، مشيرة إلى أن كثيرا من الآباء صاروا يهتمون جدا بالجانب النفسي لأبنائهم ليس فقط بالسلامة الجسدية، ولذلك يتواصل معها البعض من حين إلى آخر، للسؤال عن مواعيد دوراتها التكوينية التي تنظمها لتلقين الأطفال فن صناعة العرائس والأشغال اليدوية، وهي دورات تلقى اهتماما كبيرا و استحسانا في كل مرة.
وأضافت المتحدثة، بأن برنامجها التكويني موجه للأطفال و لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، لما يحمله فن صناعة الدمى من مزايا إيجابية كتحسين التعبير و التواصل و تطوير المعارف الاجتماعية، ناهيك عن أن التفاعل داخل الورشة مفيد جدا بالنسبة لهؤلاء الصغار في الاندماج بشكل أكثر سلاسة.
أطمح أن تصل منتجاتي إلى زبائن أكثر
وكشفت الشابة، بأنها تحضر لمشروع صغير، قائم على الترويج لنشاطها وتوسيع رقعته الجغرافية بغية وصول الدمى إلى أكبر عدد ممكن من الزبائن، وهذا بعد أن كانت تصنعها لجهات معينة أو للركح فقط.
وأكدت ليندة، بأنها لا تحبذ الترويج لنشاطها في الفضاء الافتراضي خوفا من سرقة أفكارها وأشكال الدمى التي تصنعها وطريقة تصميمها وإلباسها أو كسوتها، مضيفة بأنها تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للحديث إلى أساتذتها المختصين في المجال و تبادل الخبرات و متابعة الجديد كالمشاريع و الملتقيات و المهرجانات.
وأضافت، أن الدمى المستخدمة في المسرح تخضع لشروط ومواصفات فنية من أجل إحداث التأثير لدى الجمهور المسرحي وتكون هذه الأنواع مرتبطة بطبيعة الموضوع الذي تتناوله أحداث المسرحية وزمن وقوعها ونوعها، حيث تتطلب الدمى تنوعا مستمرا في الأشكال والأحجام والتفاصيل والخامات المستخدمة في صناعتها، لأن ذلك مرتبط مباشرة بطرق استخدامها وتوظيفها وتحريكها.
وأكدت المصممة، بأنه من الواجب احترام جميع المقاييس في المسرح الكلاسيكي، كمكان العرض وعدد محركي العرائس والموزعين في العمل وآلية التحريك، عكس مسرح العبث الذي يمكن فيه تجريب تقنيات جديدة تحتمل الصواب والخطأ، وتظهر نتيجة ذلك من خلال تجاوب الجمهور وآراء المختصين.
وأكدت ليندة، بأنها تعتبر الدمى التي تقوم بصناعتها بمثابة الصديق فتتفاعل معها من خلال الاتصال وتبادل الأحاسيس، مشيرة إلى بعض الصعوبات التي واجهتها خلال مسارها العملي، وهي قلة المواد الأولية الخاصة بهذا المجال.
لينة دلول