كبدت العدو الفرنسي أزيد من 170 قتيلا: إحيـــاء الذكــــرى 68 لمعركتـــــــي «الدبيديبي»و«غوط سلطان» بالوادي

أحيت الأسرة الثورية والسلطات المحلية بالوادي، أمس الثلاثاء، الذكرى 68 لمعركتي «الدبيديبي» بالرباح و«غوط سلطان» بتغزوت التي وقعت بين يومي 15 و 16 جانفي 1956، مخلفة خسائر في جيش العدو الفرنسي فاقت 170 قتيلا.
وذكر أستاذ التاريخ بجامعة الوادي، الدكتور عزام عبد القادر عوادي، «للنصر»، أن معركة الدبيديبي جنوب بلدية الرباح بالوادي، حسب ما سجل من شهادات تاريخية، جرت بأمر من القائد «ورتاني بشير» المدعو، سيدي الحني، من الولاية الأولى، الذي كلف «البشير مزيان» و«فرجاني العربي» و«خليفة وادة» لقيادة عمليات بالمنطقة منطلقين بدورية تضم 34 مجاهدا وصلت شمال الولاية بالمنطقة المسماة «بئر حمه» من أجل جمع المؤونة وتجنيد المجاهدين والتوجه نحو منطقة الرباح بأحد الغيطان في منطقة الدبيديبي التي وصلها فجر 15 جانفي 56 .
وتفطن ذات المجاهدين، حسب الدكتور «عزام عبد القادر عوادي»، إلى أن جيش العدو استطاع تقفي أثرهم في الرمال وتحديد مكان اجتماعهم بمساعدة عدد من «القومية» المجندين للرصد والإخبار عن أي تحركات ومباغتتهم بسرب من الطائرات المقدر بـ 12 طائرة بدأت قصفها للمكان وتواصلت حتى منتصف الليل مخلفة أزيد من 70 بين قتيل وجريح من جانب القوات الفرنسية، مع إسقاط طائرة واستشهاد حوالي 25 مجاهدا.
أما معركة غوط سلطان، حسب ذات المصدر، فقد جرت في اليوم الذي تلا معركة الدبيديبي، بعد توجه ما تبقى من مجاهدين على قيد الحياة عائدين منطلقين من الرباح مرورا ببلدية الوادي  ثم كوينين، إلا أن أعين المستعمر كشفتهم وسارعت للوشاية بهم وعند وصولهم إلى جر ورماس رآهم أحد أعوان الاستعمار فأسرع للوشاية بهم وكان الأمر كذلك إلى أن خرجت قواته من الوادي بدعم من قوات أخرى متمركزة بقمار وتغطية جوية بـ 3 طائرات.
كما أمر القائد، البشير مزيان، المجاهدين بعد تحليق الطائرات واكتشاف أمرهم، بالتوجه إلى غوط سلطان والغيطان المجاورة له، مشيرا إلى أن تمركزهم في هذا المكان جعلهم يقضون على العديد من قوات المستعمر الذي كان يظن أن المجاهدين كلهم في غوط سلطان وقد حاصرت قوات العدو غوط سلطان بلفيفها القادم من الوادي وكذلك قمار، ثم حاصرت الغوط الثاني بعد أن علمت بوجود المجاهدين فيه ولم تقلب الموازين إلا بعد تدخل الدفاع الجوي وأظهر المجاهدون شجاعة فائقة نجحوا من خلالها في قتل أزيد من 100 جندي فرنسي.
تجدر الإشارة، إلى أن المصالح المحلية من أسرة ثورية وسلطات مدنية وعسكرية، أحيت الذكرى 68 للمعركتين بالتنقل للنصب التذكاري الخاص بكل معركة واستذكار مجرياتهما بعد رفع العلم الوطني وقراءة الفاتحة والدعاء لروح شهداء المنطقة وتكريم عدد من الأسر الثورية من أبناء المنطقة.
منصر البشير