الجزائر تتجه نحو نموذج اقتصادي أكثر استقلالية عن المحروقات ذكر تقرير حديث نشرته مجموعة البنك الدولي أنّ الخطوات التي تتخذها الجزائر لبناء اقتصاد...
أكد وزير الاتصال، السيد محمد مزيان، أمس السبت بالجزائر العاصمة، على أهمية تعزيز الكفاءات الوطنية في مجال الإعلام والحرص على تكوين صحافيين واعين...
أكد مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لشؤون الشرق الأوسط و إفريقيا، على أن حل قضية الصحراء الغربية لابد أن يكون مقبولا من الطرفين،...
من المرتقب أن تشهد عدة ولايات من البلاد، تساقط أمطار تكون في بعض الأحيان رعدية ومصحوبة محليا بحبات من البرد مع هبوب رياح قوية، وذلك ابتداء من مساء اليوم...
يلتحق يوم غد، ملايين التلاميذ الجزائريين بالمدارس، بينهن نسبة مهمة من الصغار الذين يعيشون التجربة لأول مرة، فيما يستعد آخرون للانتقال إلى أقسام أعلى، حاملين إلى جانب حقائبهم المدرسية، كثيرا من الأحلام والآمال بالنجاح والتفوق، ناهيك عن بعض المخاوف أيضا من فكرة الانفصال عن الأهل و ضغط الدراسة و احتمالية الفشل. وعليه فإن التحضير للعودة يجب أن يكون من بين أولويات الأسرة كما تؤكده الأخصائية النفسانية التربوية صبرينة بوراوي، مقترحة بعض الأساليب البناءة و التوجيهات المفيدة لضمان دخول مدرسي إيجابي للتلاميذ في مختلف الأطوار.
تقول الأخصائية في مجال التربية صبرينة بوراوي، إن أهم ما يجب أن يشتغل عليه الأولياء عشية الدخول المدرسي، هو تصحيح صورة المدرسة في أذهانهم أولا، وذلك حتى يتمكنوا من نقلها واضحة وإيجابية إلى أذهان الأطفال الصغار و المتمدرسين الجدد تحديدا.
موضحة بأن هناك من الأمهات مثلا من ينتهجن أسلوب الترهيب أو التخويف والصرامة عند الإشارة إلى الموعد، كأن تقول إحداهن لابنها الصغير « أي جايتك القراية»، بنبرة حادة توحي بأنه على موعد مع نوع من العقاب أو الاختبار الصعب، وقالت إن الطريقة التي ينظر بها الأب أو الأم إلى المدرسة، تترجم من خلال نبرة الصوت والتعبير، إلى صور ذهنية عند الطفل، فيتشكل لديه خوف مسبق من المؤسسة التعليمية أو من المعلم.
وأضافت، بأنه يتعين على الأولياء الانتباه جيدا إلى هذه الجزئية ومحاولة تهذيب طريقتهم في وصف كل ما يتعلق بالمدرسة والدراسة، بل و التركيز على توليد صور إيجابية في ذهن الطفل الذي يدخل المدرسة أول مرة، ومشاعر تحفيزية لدى التلميذ الذي يعود إليها للسنة الثانية أو الخامسة.
كما تحدثت بوراوي، عما أسمته الحب المشروط، وقالت إنها طريقة تحفيزية خاطئة، يعمد من خلالها الأولياء إلى ربط فكرة الدراسة أو النتائج الجيدة بمحبة الطفل، مثال أن يقول الأب لابنه « أدرس كي أبقى أحبك»، وقالت إنه من غير الصحي أن نربط العلاقة بين حب الأولياء وبين المستوى الدراسي لأبنائهم، لأن ذلك سوف يؤثر سلبا على الطفل ويخلف داخله شعورا مضاعفا بالضغط و بالمسؤولية، ويقلل تقديره لذاته و يخلق لديه شكوكا حول ما يستحقه من حب أسري إن هو فشل في تحصيل علامات جيدة.
وأوضحت، بأن هذه المعادلة يمكن أن تشتت تفكيره و تشوه فكرة التعليم عنده، لأنه سيعتبره غاية للحصول على الحب وسببا في فقدانه، و ليس حاجة إنسانية لتطوير الذات و استخدام العقل في إدراك العالم من حوله.
وتعتبر الأخصائية النفسانية التربوية، بأنه يجيب مقابل ذلك أن نشرح العلاقة للتلميذ بشكل مختلف، أو نربط لديه فكرة العلم والمدرسة بفكرة بناء الوطن و الوطنية، وأن نقنع الطفل أو التلميذ بأنه بسعيه للتعلم والنجاح، سيكون فردا مفيدا ومهما لمجتمعه ولوطنه، وأن نعزز في ذهنه متانة التلاحم بين فكرة التعليم و الهوية الوطنية ليفهم أن التعليم جزء منها. وقالت، إنه يمكن هنا انتهاج أسلوب القدوة، كأن تختار الأم قدوة لابنها مثل المتفوقون الأوائل في البكالوريا، وتحاول أن تعلمه كيف يقتدي بهم.
يجب أن نصنع ذكريات سعيدة عن أول يوم دراسة
وقالت المتحدثة، إن صورة المدرسة ترتبط بهذه العوامل مجتمعة، وإن أجزاءها تبدأ في التجمع في ذهن التلميذ منذ أول يوم دراسة، ولذلك يجب أن نصنع له ذكريات سعيدة عن هذا الموعد، مشيرة إلى أن العادات و التقاليد مهمة جدا في مثل هذه الحالات، وأن طقوس الأجداد على بساطتها تبقى مفيدة.
وأوضحت، أن الاحتفال بتحضير حلوى تقليدية مثلا، سوف يشعر الطفل بأهمية الحدث و يمنحه إحساسا بأنها مناسبة سعيدة فعلا، كما أنه من المهم بل من الضروري أن يرافق الأولياء أو على الأقل أحدهما التلميذ إلى المدرسة في هذا اليوم.
ولا يقتصر الأمر على الطفل الذي يلتحق بها لأول مرة، بل ينسحب على المتمدرسين في الطور الابتدائي عموما، لأن ذلك يمنحهم حسبها، دعما معنويا و طاقة إيجابية ويشبع حاجتهم الدائمة للشعور بالاهتمام خصوصا في المحطات المهمة من حياتهم.
وقالت بوراوي، إن هذا الاهتمام يشمل الأطفال الأصحاء وذوي الاحتياجات الخاصة كذلك، واعتبرت بأننا في الجزائر نولي أهمية كبيرة لهذه الفئة خصوصا على المستوى الرسمي من خلال توفير الظروف المناسبة للتمدرس في الأقسام الخاصة والتي تفتح أبوابها لهؤلاء الصغار بداية من سن الثالثة، لكن المشكل غالبا ما يطرح على مستوى بعض الأسر، لأن هناك أولياء يرفضون أو يعجزون عن تقبل الوضع، وهم مطالبون كما أضافت، بالاستعانة بالأخصائيين لأجل تقبل إعاقة أبنائهم وبالتالي تعليم طريقة التعامل معهم في المرحلة الدراسية لأنها حساسة وصعبة.
وحسب المتحدثة، فإن الحلول ممكنة جدا ومتاحة في هذه الحالة، حيث تتوفر برامج متخصصة للمرافقة الأسرية تضمن التحضير على المستوى القريب و المدى البعيد.
وعن أول أسبوع في المدرسة، بالنسبة للتلاميذ في جميع الأطوار التعليمية بما في ذلك الأقسام النهائية، أوضحت الأخصائية النفسانية التربوية والمختصة في مجال التربية، صبرينة بوراوي، أنه يجب أن يكون أسبوعا هادئا بعيدا عن الضغط، لأنها مرحلة استرجاع يعتمد خلالها المعلمون على فروض لتقييم مكتسبات التلاميذ و مساعدتهم على محاولة الاندماج مجددا تدريجيا بعد أربعة أشهر من الانقطاع تقريبا.
وهنا يتوجب على الأسرة أن تكون مرافقا معنويا، أي أنه لا يتعين على الأولياء التدخل لأجل تأطير المراجعة في البيت بعد عودة التلميذ من المدرسة، لأن ذلك سوف يولد لديه شعورا بالضيق والضغط.
وقالت، بأن إقبال التلاميذ في الطور الثانوي وفي المتوسطات على التحضير المسبق للشهادات النهائية، من خلال الالتحاق بدروس الدعم التي باتت تشكل دخولا مدرسيا موازيا، أمر خاطئ، وحذرت من تبعات الضغط و الاستنزاف الناجمين عن ذلك، حيث تنصح التلاميذ بالتحضير تدريجيا و توزيع جدول الوقت بانتظام والتركيز على الدراسة في الأقسام النظامية.
هدى طابي