الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
يرى أخصائي الأمراض العقلية و العصبية و استشاري العلاقات الزوجية نصر الدين تيطاح بأن فتح مدارس لتكوين و تأهيل المقبلين على الزواج عبر ولايات الوطن و إخضاعهم لفحوصات دقيقة على يد مختصين تشمل الجانب العضوي و كذا الجوانب النفسية، العصبية و العقلية، من شأنها أن تساهم في تقليص نسبة الطلاق المفزعة بمجتمعنا و أرجع السبب في حدوث 60 بالمائة منها إلى عدم التلاؤم بين الأزواج و بين 15 و 20 بالمائة إلى إخفاء أحد الزوجين مرضه عن الآخر، استنادا إلى الحالات التي عالجها طيلة 37 عاما بعيادته، مشيرا إلى أن المرأة الجزائرية غير سعيدة في كل حالاتها بمجتمعنا الرجالي. كما تحدث الطبيب المتعدد الاختصاصات في حواره مع النصر، عن مؤلفه الجديد "سيكولوجية الزواج" و أبحاثه و مشاريعه المتعددة.
إلهام.ط - تصوير الشريف قليب
. النصر: لماذا حسب رأيك تم تسجيل أعلى نسب الطلاق ببلادنا في السنوات الأخيرة؟
ـ نصر الدين تيطاح: الزواج علاقة نبيلة و مقدسة، لكن الكثير من المقبلين على الزواج ليس لديهم مؤهلات أخلاقية، نفسية، مادية، اجتماعية و استشرافية لهذه العلاقة، ما يؤدي إلى وقوع مشاكل بعد الزواج تؤدي في حالات كثيرة إلى أبغض الحلال، للأسف الميثاق الغليظ أصبح رفيعا و هشا في هذا العصر، بالنسبة للكثيرين .
أقترح العمل بدبلوم تأهيل للزواج
. يتم إخضاع المقبلين على الزواج للفحوصات الطبية، كما جاء في المادة 7 مكرر من قانون الأسرة المعدل ( أمر رقم 05ـ 02 مؤرخ في 27 فيفري سنة 2005) و إلزامهم بتقديم شهادة طبية لا يزيد تاريخها عن ثلاثة أشهر تثبت خلوهما من أي مرض أو عامل قد يشكل خطرا يتعارض مع الزواج، هل ترى بأن هذه الشهادة من شأنها أن تضع حدا لظاهرة إخفاء المقبلين على الزواج لأمراضهم خاصة العصبية و النفسية و حتى العقلية؟
ـ هذا الإجراء شكلي في الغالب، و الفحوصات المطلوبة تركز على الخلو من الأمراض العضوية المعدية أساسا، و الحصول على شهادة طبية لا يعني أن الشاب أو الشابة خضع للفحوصات و مؤهل للزواج، لقد اكتشفت طيلة 37 عاما من الخبرة المهنية، بأن 60 بالمائة من المطلقين الذين قصدوا عيادتي بقسنطينة، انفصلوا نظرا لعدم التلاؤم بينهم على الصعيدين النفسي و الوجداني و بين 15 و 20 بالمائة انفصلوا، لأن أحد الطرفين أخفى مرضه عن الطرف الآخر، سواء كان عضويا أو عقليا أو عصبيا أو عقليا، ناهيك عن أسباب أخرى مختلفة، الملفت أن الغش و التحايل و إخفاء الحقائق و الكذب، تبعد العديد من الأزواج عن رسالة الزواج و تهدم أركانه التي من المفروض أن تبنى على الصراحة و الوضوح و المودة و الاحترام. هذا الواقع يحتم على السلطات المعنية اتخاذ تدابير و إجراءات عاجلة و ناجعة لوضع حد لتزايد نسبة الطلاق بمجتمعنا .
. ما هي التدابير التي يمكن أن تقترحها بحكم خبرتك في مجال الاستشارات الزوجية؟
ـ أقترح ثلاثة تدابير، بدءا بمنع الاختلاط بين الجنسين في مرحلتي التعليم المتوسط و الثانوي، أي في فترة البلوغ و المراهقة، لحماية بناتنا و أبنائنا من الشذوذ الجنسي الذي أصبح للأسف الشديد منتشرا في مجتمعنا بشكل مثير للقلق، و كذا الانحراف و الانحلال الخلقي و المخدرات و قد ساهمت التكنولوجيا، سواء الهاتف النقال أو الانترنت، في تفشي الآفات الاجتماعية في غياب دور الأولياء الذين استقال معظمهم من مسؤولياتهم إزاء أبنائهم و المؤسف أن بعض الأولياء يشجعون أبناءهم على الإبحار في الشبكة العنكبوتية دون رقابة.
يجب منع الإختلاط في المدارس
التدبير الثاني يتمثل في فتح مدرسة في كل ولاية لتحضير و تأهيل الشباب للزواج و ذلك عن طريق وضع برنامج تكويني يشرف على تجسيده مختصون، يتضمن حقوق و واجبات الزوجين و أهمية الزواج و رسالته و أهدافه. في نهاية التكوين يقدم لكل شاب ديبلوم تأهيل للزواج، و أقترح أيضا أن تضع السلطات بطاقات تعريف للشباب بثلاثة ألوان، يرمز كل لون لشريحة معينة، بين مؤهلين للزواج و غير مؤهلين و ما بينهما، أي منهم في الوسط. و هذا يسهل على الأولياء و بناتهم التعرف أكثر على أصهار المستقبل و اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
أؤمن بأن مدارس التأهيل للزواج من شأنها أن تقلص نسبة الطلاق في مجتمعنا، خاصة إذا تلاها تدبير آخر أقترحه على الجهات المعنية. و يتمثل في تكليف أطباء مختصين محلفين بمعاينة الشاب و الشابة المقبلين على الزواج، كل على حدة، و إخضاع كل منهما لفحوص و تحاليل مختلفة، ثم فحصهما معا. بعد ذلك يقدم الأطباء تقريرا مفصلا لكل طرف، حول حالة الطرف الآخر الجسدية العضوية، و النفسية و العصبية و حتى العقلية، ثم يدرس مدى توافق الشخصيتين و قدرتهما على القيام بواجباتهما و تحمل مسؤولياتهما الزوجية و الأسرية.
الخطوة التالية تتمثل في تقديم الطبيب المحلف تقريره عن كل طرف، إلى القاضي أو ضابط الحالة المدنية المكلف بعقد القران، بسرية تامة، عندئذ يقوم هذا الأخير بإرسال قائمة إلى البلدية تثبت صلاحية و قابلية مجموعة من المترشحين للزواج.و عندما يستقبل ضابط الحالة المدنية الفئة غير القابلة للزواج، يشرح لكل طرفين الأسباب و مخاطر الارتباط و يترك لهما حرية اتخاذ القرار و الاحتياطات اللازمة، كما هو الشأن بالنسبة لمرضى السيدا مثلا، و بالتالي تحمل المسؤولية. هذا تنظيم اجتماعي تلقائي للزواج من شأنه أن يقلص الأمراض و الآفات الاجتماعية و الطلاق و يخلق مجتمعا نظيفا و متوازنا.
. ماهي معادلة الزواج الناجح إذن؟
ـ معادلة أساسها الاحترام المتبادل و التقارب النفسي و التوافق و التكامل بين شخصيتي الزوج و الزوجة ، كما أن عنصر الإعجاب هام لتحقيق توازن المعادلة. أود أن أشير هنا إلى أن التفاهم أو التلاؤم بين الزوجين، يجب أن يعتمد على مكونات و خصائص و تركيبة الشخصية "الخام" و ليس الأمور المادية و الاجتماعية، أي الجوهر و ليس القشور و المظاهر. أود أن أشير هنا بأن هناك عنصر آخر في معادلة الزواج الناجح و هو عدم توسيع دائرة الخلافات بين الزوجين، باستشارة أو أخذ آراء الأهل أو الأصدقاء التي تكون في الغالب مغرضة. على الزوجين أن يتعودا و يتدربا على حل كل مشاكلهما معا و في الحالات القصوى التوجه إلى مختص في الاستشارات الزوجية. .
الشهادة الطبية شكلية و لا تثبت سلامة الزوجين
.هل لديك كتابات أو مؤلفات تشرح المعادلة الصعبة للزواج الناجح؟
ـ شاركت بعدة محاضرات في الدورات التكوينية التي نظمتها مديرية الشؤون الدينية للمقبلين على الزواج. أقوم حاليا بالموازاة مع عملي كطبيب، بعدة أبحاث و دراسات حول الدين النفسي و الحمية النفسية و كذا النوم، و أعتقد أن نتائج أبحاثي ستحدث ثورة في علم النفس و طب الأمراض العقلية و العصبية، و ستغير الكثير من النظريات السائدة، خاصة في ما يتعلق بالنوم. و قد شرعت منذ سنة 2008 في تأليف كتاب عنوانه "سيكولوجية الزواج" و تأخرت في طرحه، نظرا لالتزاماتي العائلية و المهنية. أنا الآن بصدد إضفاء اللمسات الأخيرة عليه و سيرى النور قريبا بإذن الله. هذا الكتاب يتضمن أدق التفاصيل حول الحياة اليومية للزوجين و محيطهما العائلي و الاجتماعي و المشاكل التي يواجهانها و الحلول المناسبة للتغلب عليها، حرصا على استقرار و توازن الأسرة التي تؤدي إلى استقرار المجتمع، فكم يحز في نفسي انهيار 60 بالمائة من الزيجات بمجتمعنا و ما ينجم عن الطلاق من عواقب مؤلمة و مدمرة، خاصة بالنسبة للأطفال الذين يدفعون الثمن غاليا، فيسقطون في الغالب في بؤر التشرد و التسرب المدرسي و المخدرات و الاضطرابات النفسية و العقلية. لو فكر الأولياء بموضوعية و حزم و تجردوا من أنانيتهم، لرجحوا على الأقل، كفة حماية و ضمان مستقبل فلذات أكبادهم، و بحثوا عن حلول نهائية لمشاكلهم الزوجية لدى مختصين في الاستشارات الزوجية قبل فوات الأوان.
. ما هي اللغة التي ستصدر بها كتابك؟
ـ باللغة العربية، فأنا أجيد هذه اللغة و أفضلها عن غيرها.
. ماذا لو سألناك عن نوعية المرضى الذين يقصدون عيادتك؟
ـ من كل الشرائح الاجتماعية و الأعمار، فهناك وعي متزايد بدور طبيب الأمراض العصبية و العقلية و أهمية علم النفس و إقبال كبير على العلاج من هذه الأمراض، حوالي 80 بالمائة من الحالات التي أفحصها تعاني من الأرق و الاكتئاب أو الوسواس القهري و الخوف الاجتماعي و الصداع أو الشقيقة و حالات انفصام الشخصية، و كذا المشاكل الزوجية، و يقصدني أحيانا الزوجات و الأزواج معا، طلبا للاستشارة الزوجية، ناهيك عن ضحايا العنف الأسري و عواقب الطلاق من الرجال و النساء و حتى الأطفال و المراهقين. و لا يشكل مرضى انفصام الشخصية سوى 1 بالمائة من الحالات التي أفحصها و أتابعها. في حين تتراوح الحالات الباقية بين الاضطرابات النفسية و السلوكية المختلفة. لقد لاحظت منذ بدأت عملي كطبيب في سنة 1999 وجود عامل مشترك بين النساء اللائي يقصدن عيادتي للعلاج، بمختلف شرائحهن و أعمارهن و وضعيتهن الاجتماعية، و هو أنهن غير سعيدات في حياتهن.
العنف ثقافة موروثة
. كيف تفسر تفشي العنف بأنواعه في مجتمعنا؟
ـ لو نقوم بوزن العنف و الأحقاد الكامنة بمجتمعنا، لوجدناها توازي في قوتها عدة قنابل ذرية. إنه ورث من السلف إلى الخلف، عبر أجيال متتالية، و يسكن الجينات، حتى أنه أصبح بمثابة ثقافة مجتمع، نرى مظاهره و عواقبه يوميا حولنا. لقد خزنه أجدادنا و آباؤنا في الذاكرة الشعبية منذ عهد الاستعمار، من خلال ما عاشوه و شاهدوه أو سمعوا عنه، من سلوكات عنيفة و جرائم و مجازر، ارتكبها الفرنسيون في حق الجزائريين. تعلموا و علموا بذلك، كأنهم تعلموا حرفة أو مهنة أو سلوكات ثم كبتوها في عقلهم الباطن، لكنها يمكن أن تظهر في ظل ظروف و معطيات معينة بطريقة غير مباشرة، كما حدث في العشرية السوداء. بالإضافة إلى الذاكرة الشعبية و العنف الموروث عبر الأجيال، هناك عوامل أخرى رسخت العنف بكافة أشكاله بمجتمعنا و انتشر حتى لدى الأطفال الصغار، عن طريق ممارسة الألعاب الإلكترونية و متابعة أفلام الحركة و العنف بالقنوات التليفزيونية، و ما يشاهدونه من مواقف و سلوكات عنيفة بين أفراد أسرهم و جيرانهم و رفاقهم ووسطهم الاجتماعي.
الطب في المرتبة الثانية بعد الرقية و الشعوذة
. ما رأيك في لجوء بعض المصابين بأمراض نفسية أو عصبية و حتى عقلية للرقية بدل العلاج الطبي المتخصص؟
ـ هذا واقع ملموس، إننا نعيش في مجتمع لا يزال الكثير من أفراده أميين نفسيا و علميا.
حجم العنف والأحقاد في المجتمع توازي وزن قنابل ذرية
للأسف الطب يأتي في المرتبة الثانية بعد الرقية و الشعوذة ، و ذلك بالنسبة لعدد كبير جدا من المرضى، خاصة المصابين بأمراض نفسية أو عصبية أو اضطرابات عقلية، ما يزيد من مضاعفات أمراضهم، فتتفاقم و تصبح خطيرة بعد أن كانت بسيطة و يمكن علاجها بالأدوية.