في رحاب رمضان

خبيرة الجودة والتنمية البشرية المدربة السودانية د. آمال محمد إبراهيم بابكر للنصر
السودان ارتبط سلميا بالإسلام منذ عهد الخلافة  و أهله يشبهون الجزائريين
تكشف الخبيرة الدولية الأستاذة السودانية د. آمال بابكر في هذا الحوار للنصر عن عراقة الإسلام وقدمه في السودان الذي ظل متمسكا به، وترى أن هناك تشابها بين السوداني و الجزائري تربية وشهامة، كما تعرض بعض تقاليد الإفطار السوداني في رمضان، ولم تخف إعجابها بالشخصية الجزائرية، كما تكشف عن السبب النفسي الذي دفع السودانيين لمساندة الجزائريين في أم درمان ضد المصريين.
حاورها : ع. خلفة
متى ارتبط السودان بالإسلام؟
ارتباط السودان بالإسلام قديم جدا، بدأت خيوطه الأولى وأنواره بهجرة الحبشة ثم دخل رسميا بدخول الصحابي عبد الله بن أبي السرح حيث دخل الإسلام كدولة.وتربية إنسان السودان تربية دينية؛ لأن قيام الدولة اعتمد على الدين حتى قبل دخول الإسلام كانت الدولة مسيحية، وبعد دخول الإسلام أصبح السودان دولة إسلامية.حكمها الإسلام ثلاثة قرون؛ كان التعليم عبارة عن خلاوي لتحفيظ الإسلام، وفترة الحكم التركي ظلت إسلامية وبعدها جاءت الدولة المهدية وحكمت بالشريعة الإسلامية،وحتى دخول الانجليز لم يؤثر في شكل التعليم كثيرا، حيث تمسك المشايخ بالتعليم الديني الخلاوي. وحتى الآن نجد الالتزام  بالشريعة غالبا على سلوك الإنسان السوداني المتدين بطبعه خاصة إنسان الشمال.
من هي الشخصيات الدينية التي تركت بصماتها في تاريخ السودان؟
هناك شخصيات تاريخية ارتبطت أسماؤهم بالأشخاص الذين حكمت أسرهم السودان كالمهدى والميرغنى، إلى جانب الزعماء الدينيين الذين برزت أسماؤهم في خمسينيات القرن الماضي وارتبطت بالسياسة والحكم،ومفكرون وفقهاء درسوا علوم الشريعة وحاولوا وضع بصماتهم ورؤيتهم على الفكر الإسلامي الدعوى، ومنهم الدكتور حسن الترابي رحمه الله الذي مثل الجانبين الزعامة والرؤية الفكرية للدولة الإسلامية والخير يوسف نور الدائم و الدكتور عصام البشير،وهو من الشخصيات المعروفة في الجزائر، ومفكرون آخرون لم يرتبطوا بالسياسة و آخرون مثلوا أحزابا سياسية، وهناك أيضا مشايخ الطرق الصوفية الذين نشروا علوم الشريعة والتعليم الديني،وترتبط هذه المشايخ مع الزوايا الموجودة بالجزائر، خاصة طريقة الشيخ عبد القادر الجيلاني، إلى جانب الطريقة القادرية و البرهانية و السمانية، وهي كلها طرق ضاربة في جذور التاريخ العربي الإسلامي.
ما الذي يجمع بين الشعبين الجزائري والسوداني؟
اعتقد أن التربية الصوفية هي ما يميز الشعبين السوداني والجزائري، إلى جانب القدرة على التكيف مع الآخر وسرعة التآلف والمحبة، فالتشابه بين إنسان الجزائر والسودان معروف؛ لأن الجذور التاريخية مزجت بين الشعبين على بوابة الصحراء، ويربط بين الشعبين الدين واللغة والتراث والثقافة؛ بل حتى الإثنيات وعلاقات الجغرافيا والتاريخ، وأعتقد أن العلاقات لابد من توثيقها وتعزيزها ببرامج مشتركة في التعليم و الرياضة والشباب والثقافة.
ألهذا شجع السودانيون الجزائر ضد مصر في ملحمة أم درمان؟
هذا من جانب؛ ومن جانب آخر وجدنا الجزائريين يرددون النشيد الوطني الذي يثير في الشارع السوداني معان مرتبطة بالنخوة والرجولة،والعلم الجزائري كان حاضرا ما جعل الجميع يحترم المشجع الجزائري. بينما أحضر المصريون الممثلات والراقصات وكانوا يقولون لنا إن المصريين أهم! المصريون لم يتقربوا من العقلية السودانية ولم يعرفوها، فقد تخيلوا الشعب السوداني بالصورة النمطية التي يعرضونها عنه في أفلامهم، شعب ينبهر بالقصور والمظاهر، وتناسوا أن السوداني متفرد في مقدرته للحكم على الآخر،وتحمله لمسؤولية التعامل معه من عدمه.
كيف تبدأ التحضيرات لشهر رمضان؟
تبدأ الاستعدادات لرمضان من شهر رجب بتحضير مشروب الحلو-مر وهو (الآبرى) بالسودانية،وهو صناعة يدوية سودانية يصنع في كل بيت من طحين الذرة العادية، بعد تزريعه لمدة أسبوع ثم طحنه وتخميره، وتطعيمه بالقرفة والجنزبيل والكمون وخلاصة الكركدي و العرديب والتمر. و(الآبرى) مشروب له فوائد صحية وطعم مميز، إلى جانب هذا المشروب الرمضاني توجدالأكلات الشعبية ومنها العقيدة والقراصة، وهي بديل للخبز تصنع في المنزل مع ملاح العقلية الويكة، وهو خليط من اللحم المجفف مع البامية المجففة والمجموعة مع البصل المقلي.
وقبل الإفطار بساعة يتجمع الرجال في الساحة لتلاوة القرآن، وهي ساحة يتم فرشها من قبل الشباب بالسجادات. وفيها يتم الإفطار، حيث يفطر الرجال والشباب في الساحة العامة تحسبا لمرور الضيوف،وفي كل الشوارع والساحات تجد موائد الإفطار التي يسهم كل بيت في إعدادها بحسب إمكانياته،وبعد الإفطار وصلاة المغرب يتم إخراج أواني القهوة والشاي والحلويات حيث يستمر الأكل والشرب حتى موعد صلاة التراويح، ثم تنظف الساحة، ويذهب الجميع لصلاة التراويح،وبعدها تتحول ساحة الإفطار لساحة لعب يقيم فيها الشباب منافسات رياضية، لتمتد السهرة حتى السحور وصلاة الفجر، ليعود الشباب إلى المنازل، ونسجل هنا أنه في السنة الماضية شاركت وكذلك المركز الثقافي البريطاني.
يقال إن اللحوم كثيرة بالسودان كيف تساهم اللحوم في طبق رمضان وما أشهر الأطباق؟
وجبة الإفطار لا تتضمن اللحوم، إلا بقدر الحاجة القليلة؛ لكن نتعاطاها أكثر في وجبة العشاء،وغالبا يكون ذلك بعد صلاة التراويح؛لكن في الأيام العادية تتناول اللحوم المشوية على الفحم، وغالبا نتناول لحم الضأن الصافي. وتقدم اللحوم فقط مع الشطة المخلوطة مع الليمون وزبدة الفول السوداني والملح و البصل الأبيض أو الأخضر،كما يكون في المؤسسات يوم للإفطار الجماعي، حيث تفطر النساء مع بعض، والرجال مع بعض، كنوع من الترابط الاجتماعي، أحيانا تجهز بالمؤسسات كرتونة الصائم بها كل الاحتياجات وتوزع للمعسرين بالتقسيط المريح.
كلمة أخيرة؟
أنتم شعب الجزائر تسكنون الوجدان، لكم مساحة في العقل والقلب والروح، لقد عرفت الشعب الجزائري عن قرب وأحببته بكل أطيافه؛ لأنه شعب متميز بالعلم والثقافة والوعي الوطني، ونعرف دوره العربي وجذوره الثقافية وغيرته المتميزة على الدين والوطن وقضايا العروبة.
د. آمال محمد إبراهيم بابكر
• مدير مكتب المجلة الاوروبية لتكنولوجيا علوم الرياضة في السودان
•عضو مجلس إدارة الاكاديمية الدولية لتكنولوجيا الرياضة في السويد
•مدير ورشة الدعم المؤسسي بوزارة الشباب والرياضة بتمويل من اليونيسيف
•متحصلة على شهادة تقديرية من الاكاديمية الدولية لتكنولوجيا الرياضة
•جائزة البحث المميز من سمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم للإبداع الرياضي
من أعمالها:
•كتاب موضوعات معاصرة في الادارة الرياضية
•رؤية استراتيجية لتطبيق نظام التأجير التمويلي كأحد أساليب الخصخصة في مجال تطوير البُنى التحتية للرياضة في السودان
•دور اللغة المستخدمة في نقل الحدث الرياضي في تطوير العلاقات الدولية
•أشرفت على العديد من الدورات التدريبية في العالم.

رمضان شهر التغيير
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله يحل على المسلمين في المعمورة بأسرها شهر رمضان الكريم؛ ليجد الناس أنفسهم أمام تغير الكثير من العوائد والعادات، فنمط الأكل والشرب تغير من وجبات عديدة طيلة اليوم إلى وجبتين رئيسيتين الفطور والسحور، ونمط المعيشة تغير من التقشف والاقتصاد إلى البذل والانفاق الذي قد يصل حد الإسراف والتبذير؛ ولكن هل هذا هو التغيير المنشود في حياة المسلم في هذا الشهر الفضيل الذي هو بحق شهر التغيير؟.
إن التغيير المنشود في هذا الشهر الكريم حتى يحدث الأثر المرجو منه، ويحقق المقصد المراد والهدف المنشود هو تغيير النفوس من السيئ إلى الحسن، ومن الحسن إلى الأحسن، نرتقي بتفكيرنا وتصورنا، وسلوكنا وأخلاقنا، ونتعاطى مع مجريات الأحداث تعاطيا إيجابيا، مصداقا لقوله تعالى: }لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا بأنفسهم{، هذا الشهر الذي جعله الله تبارك وتعالى وسيلة لتحقيق الجوهرة المفقودة التقوى {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}.فمما لاشك فيه أن الانسان يحمل في طوايا نفسه سلوكيات وأخلاقا حميدة، وأخرى سيئة،تتجاذبانه؛ فتارة يغلب جانب الخير على الإنسان فيرتقي في مدارج السالكين؛ فتطغى السلوكيات الحميدة، فيغدو وكأنه ملك رحيم، وأحيانا أخرى ولأسباب عديدة وعوامل شتى ينحدر هذا المخلوق العجيب إلى مدارك الردى فتطغى عليه تلكم السلوكيات الفاسدة والأخلاق الذميمة، فيصبح كالبهائم بل هو أضل سبيلا، فكان شهر رمضان محطة للتخلية، يتخلى فيها الإنسان عن كل أسباب الفساد وعوامل الشر، ومحطة للتحلية، يتحلى فيها بكل معاني الفضيلة ووسائل الصلاح. وفي هذا السياق يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم { قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ }. هذا هو التغيير الحقيقي في هذا الشهر الكريم، وبهذا العلو والسمو في الخلق والتغيير في النفس يحقق المسلم مقصود الشارع من هذا الشهر الكريم؛ فيتطهر حقا من الأدران ويتحرر من الأهواء ويحقق العبودية الحقة لله تعالى، وإذا انتصر على ذاته وهواه، سهل عليه النصر على الأعداء. ولعل هذا المعنى من شهر رمضان قد غاب عن أذهان المسلمين فأصبح رمضان شهرا كباقي الشهور، تقع فيه الموبقات وتقترف فيه أشنع الجرائم وأبشع الآثام.
د. عبد الحق ميحي

أخبار المسلمين في العالم
إيطاليا: تخصيص ساحتين منفصلتين لصلاة القيام
صرح مستشار المدينة "جاكومو أنجيلوني"في مدينة "برجامو" شمال شرق "إيطاليا"، أن مجلس البلدية قرر تخصيص ساحتين منفصلتين للمسلمين لأداء صلاة قيام شهر رمضان.جاء ذلك عقب خلاف بين أعضاء الجالية الإسلامية؛ مما أدى إلى إغلاق مسجد المدينة الرئيس وظهور مركز إسلامي جديد، وأصبح المسلمون يصلون في الشارع، وأثاروا ضيق سكان المنطقة، فطلب القائمون على ذلك المركز تخصيص مكان لهم للصلاة.وتمتلك البلدية ساحة انتظار للسيارات يمكن منحها بخصم خاص للمناسبات الدينية وفقًا للقانون، ولذلك تم منح هذه الساحة للمسلمين بخصم يصل إلى 75%،إضافة إلى ساحة "كوريدوني" الأصلية للألعاب الرياضية.

فتاوى
ما حكم الاحتلام في نهار رمضان؟ وهل يوجب القضاء؟
الاحتلام هو خروج المني في حالة النوم، أي أنه لا دخل للشخص في ذلك، ولا مسؤولية له عنه؛ وهو يختلف عن الاستمناء،فمن احتلم في نهار رمضان فلا شيء عليه وصومه صحيح ولا يجب عليه قضاء ولا كفارة.
ما حكم الاستمناء في نهار رمضان؟
الاستمناء جلب الشهوة واستدعاء المني وإخراجه قصدا بأي وسيلة باليد وغيرها؛ والإنسان مسؤول فيه عن إخراج المني مسؤولية مباشرة؛ ولهذا يلحق بالجماع في إفساد الصيام، وثبوت القضاء والكفارة على فاعله في نهار رمضان.

من أقوال علماء الجزائر
«يجبُ علينا أنْ نستعدَّ، وأنْ نكونَ رجالاً يتشرَّفونَ بحملِ لقبِ الرُّجولةِ الكاملةِ، وأنْ نندفعَ لفتحِ المستقبلِ فتحاً مبيناً؛ ليسمُوَ الإسلامُ سُموًّا عظيماً، ولتنتشرَ العربيَّةُ انتشاراً ذريعاً، ولتُنسفَ -إلى غيرِرجعةٍ-تلكَ الخرافاتُ والبدعُ والأباطيلُ الِّتي هيَ ضدَّ أخلاقِنا، وضدَّ أمَّتِنا، وضدَّ دينِنا الحنيفِ».

عالم الكتب:  كتاب لا إكراه في الدين لطه جابر العلواني
كتاب جريء ناقش فيه المفكر الإسلامي الراحل طه جابر العلواني إشكالية حد الردة بمنهج نقدي تحليلي خلص فيه إلى أن هذا الحد لا علاقة له بأصول الإسلام، وأصل لرأيه بالأساس بنصوص القرآن الكريم، كما تعرض بالنقد لأوجه الاستدلال التي أوردها القائلون بأن للردة حدا من الأحاديث النبوية والآثار، وكشف عن ظنية هذه الآثار سندا ودلالة؛ ليقرر بأن الصدر الأول لم يكن يضع هذا الحد في الوضع التشريعي الذي تكرس بعدئذ، وأن الإسلام كرس حرية العقيدة كما تنظق بذلك آيات القرآن الكريم في أكثر من موضع.