• توافق الجزائر وعُمان على تعميق العلاقات وإعادة تفعيل آليات التعاون• اتفاق على تكثيف التواصل وتبادل الزيارات بين مختلف الجهات المعنية قررت الجزائر وسلطنة عمان، إنشاء صندوق...
انتقل إلى رحمة الله أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة المجاهد العقيد الطاهر زبيري، قائد الولاية التاريخية الأولى وعضو مجلس الأمة السابق، عن عمر ناهز 95...
وقّعت الجزائر وسلطنة عُمان، أمس، على ثماني اتفاقيات تعاون في عدة مجالات، في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى...
سلم أمس الثلاثاء الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد لوناس مقرمان، بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية، السيد عبد...
تفيد تقارير إعلامية ترد يوميا من الشقيقة تونس أن هذا البلد الصغير،الذي لازال يصارع آثار الربيع العربي، أضحى و دون منازع الوجهة السياحية الأولى لفئات واسعة من الطبقات الوسطى للجزائريين الذين يبحثون على أي منفذ للهروب من بلادهم في فصل الصيف، و صرف ما أمكن من العملة الصعبة التي يجمعونها بشق الأنفس.
و تتوقع الهيئات التونسية المكلفة بمتابعة التدفق الجزائري على فنادق و شواطئ الحمامات و سوسة و نابل ..، أن يصل العدد واحد مليون و نصف مليون سائح جزائري هذا العام، بعد أن يبلغ الذروة في شهر أوت الجاري أي 100 ألف سائح .
و لنا أن نتصوّر قوافل السيارات المليئة بالأطفال و النساء و حتى العجائز، و هي تنتظر دخولها من المراكز الحدودية على طول مسافة حوالي واحد كلم، و لساعات طويلة، زيادة على ضريبة الدخول التي فرضها الأشقاء على ضيوفهم في إجراء لا يتماشى و آداب الضيافة و أعراف الجوار.
هؤلاء سبقتهم الطلائع الأولى من الرياضيين الجزائريين الذين لا يحلو لهم المقام و التمرن إلا بمعسكر عين دراهم الذي نزل به تباعا 11 ناديا من نوادي النخبة المحترفة التي عجزت عن توفير أدنى وسائل الراحة و الإسترجاع، رغم ما وفرته الدولة الجزائرية من أموال دعم.
صحيح أن تدفق الجزائريين على تونس خاصة في فصل الصيف ، ليس وليد هذه الصائفة، بل يعود لسنوات الثمانينات بعد انفتاح البلاد على العالم الخارجي، و لكن الإقبال المتواصل و بشكل غير مفهوم، يطرح أكثـر من علامة استفهام عن النتائج المرجوة من السياسة السياحية التي اعتمدتها الدولة في إطار برامج متعددة سمحت بتوفير هياكل فندقية عديدة و تهيئة مواقع سياحية هامة، غير أنها لم تتمكن من جذب السائح الجزائري الذي يبدو أن لاشيء يغريه في بلاده، فما هو الشيء الذي يبحث عنه الجزائري في تونس و في غيرها و لا يجده في بلاده.؟
فالجزائريون مازالوا يتوافدون لملء الفراغ الذي تركه الأوروبيون الخائفون على حياتهم من أعمال إرهابية محتملة، على عكس الجزائريين الذي يتسابقون على ركوب المخاطر من أجل البحث عن فضاءات للترفيه و الإستجمام التي هي موجودة عندهم رغم النقائص التي تعتريها.الأكيد أن ما استثمرته الدولة الجزائرية يفوق بكثير ما استثمره أشقاؤنا خلال السنوات الأخيرة في قطاع السياحة، لكن النتيجة الصادمة هي أن التوانسة القائمين على هذا النشاط المربح و بذكائهم و حسّهم الإحترافي، سحروا بعض الصحفيين الجزائريين الذين يقومون بعمل ترويجي، قبل أن يتمكنوا من تجسيد مفارقة عجيبة للغاية تلخص الحكاية من أولها إلى آخرها، حيث يقومون بتنظيم حفلات في بلادهم للسواح، جمهورها من الجزائر و المطربون فيها من الجزائر، غير أن المنظمين الذين يقبضون من تونس بطبيعة الحال.
إن توفير الإطار الذي يبحث عنه السائح الجزائري في الخارج، يمكن توفيره في بلد قارة مثل الجزائر الذي يستوعب الجزائريين و غيرهم من السواح الذين لم يكتشفوا هذا البلد بعد رغم حالة الإستقرار و الأمن التي ينعم بها مقارنة ببلدان سياحية ضربها الإرهاب في الصميم مثل مصر و تونس و سوريا.
صحيح أن بلدا مثل الجزائر و بحكم عوامل تاريخية موضوعية، لم يكن وجهة سياحية بامتياز و لم يحاول يوما أن ينافس أحدا على استمالة السواح و تغيير وجهاتهم، غير أن الرهان على تحول سريع اعتمادا على الإستثمارات العمومية و الخاصة الضخمة، سوف لن يعطي نتائج فورية تساهم في المنتوج الوطني، ذلك أن هذا النشاط الذي يعتبر المصدر الأساسي للدخل في العديد من البلدان ، أصبح هو الآخر محل تلاعب الإرهاب الذي ينتقي ضرباته و يخلي الفنادق و المنتجعات في لمح البصر.
الجزائر بإمكانها مع مرور الوقت أن تتحول إلى بلد سياحي يساهم فيه هذا النشاط الخدماتي في تنويع مصادر الدخل الوطني و خلق مناصب شغل إضافية ، و هذا من خلال استرجاع سوق واسع من السواح الوطنيين الذين نشأوا و ترعرعوا بعد فترة التسعينات و الذين يظهرون إقبالا على الحياة مثل غيرهم من الأمم التي تعيش حالات استقرار و رفاه.
النصر