أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
تجمع الجزائر في الثالث ديسمبر القادم فاعلين اقتصاديين من إفريقيا لإبراز فرص الشراكة الضائعة بين بلدان القارة التي لم تفلح في بناء اقتصاد قوي رغم الإمكانيات التي تتوفر عليها، وظلت خاضعة لاستغلال اقتصادي من المستعمرين السابقين أو من الأصدقاء الآسيويين.
والحق أن الجزائر تأخرت في أخذ هذه الوجهة، وعليها اليوم التدارك بوضع القارة السمراء في قلب الإستراتيجية الاقتصادية، خصوصا وأن بلادنا صاحبة أيدي بيضاء على القارة منذ استقلالها، حيث عملت على استكمال تحرير البلدان الإفريقية من الاستعمار بوقوفها إلى جانب حركات التحرّر، ثم ساعدت في عمليات البناء وفتحت جامعاتها ومعاهدها وثكناتها لتكوين الكوادر الإفريقية، كما ساعدت ما استطاعت في مكافحة الأوبئة والمجاعات التي ضربت القارة، وتتحمل اليوم تبعات الهجرة وعمليات التهريب والإرهاب، وأثبتت حسن نواياها بمسح ديون العديد من البلدان، فلماذا لا تتبنى اليوم مبادرة اقتصادية تعود بالفائدة على الجميع؟
وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية رد على منتقدي تنظيم الفوروم الإفريقي للاستثمار والأعمال، في وقت تشهد فيه الجزائر أزمة اقتصادية، بالتأكيد على أن هذا اللقاء يخدم التوجه الاقتصادي للبلاد الذي يراهن على إنهاء التبعية للنفط، مشيرا أن الجزائر هي أكبر دولة إفريقية وأكبر دولة في العالم العربي و «من الطبيعي أن تكون لها طموحات في مستوى موقعها»، واستهجن تضييع فرص للشراكة في هذا الوقت بالذات. و ليس خافيا أن القارة السمراء تشهد نموا غير مسبوق فضلا عن كونها سوقا واعدة (1.2 مليار نسمة) كما تشهد تحولات ديمقراطية من شأنها أن تنهي عهد التوترات السياسية والحروب الأهلية.
تأخر الجزائر عن التوجه الإفريقي في الاقتصاد وإن كان له ما يبرّره في السابق بسبب الأزمة التي عاشتها بلادنا أو الظروف السائدة في القارة، فإنه يبدو غير مبرّر اليوم، وليس هناك ما يمنع الجزائر من جمع الأفارقة من أجل بناء جبهة إقتصادية على قواعد سليمة، خصوصا وأن بلادنا تتوفر على رصيد دبلوماسي وأخلاقي في القارة، عكس بعض البلدان التي تحاول لعب دور أكبر منها ، بعد أن حاولت إنكار واقعها الجغرافي و"تكبرت" على الأفارقة بطلب عضوية الاتحاد الأوروبي أو الانتماء إلى تكتلات في القارة الآسيوية، وحين جد الجد بدأت تتعامل مع الأفارقة بشكل فلكلوري يعكس تعال ونظرة فوقية أقرب ما تكون إلى حالة تقمص تعيس لقوى استعمارية يريد الأفارقة نسيانها. نعم، لم تتاجر الجزائر بالدين ولا بقوتها الاقتصادية ولا بما قدمته للقارة في المحافل الدولية لأنها كانت ترى في كل ما تقدمه لافريقيا واجبا يقتضيه الانتماء ووحدة المصير، ولم يتصرف قادتها بتعالي الملهمين مع الأفارقة رغم أنهم ألهموا حقا وصدقا ولم يتحالفوا مع قوى الشر الاستعمارية، ولم تظهر الجزائر نوايا عدوان أو توسع أو هيمنة منذ استقلالها لم تحاول التمدّد ولم تقم بمسيرات ولا مسارات ضد التاريخ وضد الجغرافيا ولم تستغل ضعف الآخرين لإجبارهم على ولاء تأباه تقاليدها الثورية ، بل كانت تتعامل بندية حتى مع البلدان الفقيرة التي تبني نفسها بمشقة.
لكل ذلك وأكثر من ذلك، أصبح ضروريا أن تتحرّك الجزائر إفريقيا و على الذين يستكثرون عليها هذا الدور أن يصالحوا أنفسهم مع الجغرافيا أولا.
النصر