أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
عاشت الفئات الأكثر هشاشة و المقيمة على حواف الوديان و بالمدن القديمة الآيلة للإنهيار و كذا تلك التي تسكن المناطق الجبلية الوعرة، أياما عصيبة للغاية بفعل مخلفات الإضطرابات الجوية الكبيرة التي عرفتها البلاد بعد حالة مقلقة من الجفاف و الشح في الأمطار الشتوية.
ففيما استبشر مواطنون بعودة الأمطار بعد طول انتظار و ذهب الخوف من شبح موسم فلاحي أبيض، و استمتع آخرون بالمناظر الطبيعية الخلابة على بساط ثلجي أبيض، سجّلت مع الأسف طيلة الأسبوعين الماضيين، أضرار مادية معتبرة في المنشآت و خسائر بشرية مرتفعة لعشرات الأشخاص قضوا اختناقا بالغاز أو تحت عجلات المركبات المنحرفة عن مسارها تحت ضغط سوء الأحوال الجوية.
و بقدر ما أظهرت موجة الثلوج و سمكها العالي و تساقط الأمطار الطوفانية لعدة أيام متتالية، صعوبات جمّة داخل التجمعات السكنية التي تشكو من نقص في التهيئة و شبكات الصرف، أبانت أيضا عن نقائص في انجاز برامج حماية المدن من الفيضانات و الطرقات و الأرصفة
و الشبكات و أعمال التحسين الحضري التي أنجزت بالمدن الكبرى.
و هي أعمال أصبحت لا تصمد كثيرا أمام التقلبات الجوية حتى و لو كانت بسيطة، إذ أن القطرات الأولى للأمطار تكشف عن عيوب كبيرة تعتري مشاريع تهيئة تم انجازها بعشرات الملايير من قبل مقاولات غير مؤهلة و بطريقة متسرّعة أمام ضغط المحتجين من جهة و من جهة أخرى محاولة السلطات المحلية الإستجابة لإنشغالات مواطنيها.
و يبدو أن الأمور كانت مرشحة لتسجيل المزيد من الأضرار و الخسائر، لولا التدخل الجماعي لمصالح الجيش و الدرك و الأمن و الحماية المدنية و الهلال الأحمر، حيث عملت المصالح المذكورة بفعل تعليمات على مستوى عال على تغطية النقص المسجل في المناطق الأكثر تضررا لضعف إمكانيات التدخل في فتح الطرقات و إسعاف العالقين و تحويل المرضى و إعادة الحياة إلى مناطق مقطوعة عن العالم.
إن الإجراءات الأولية المتخذة بناء على النشرات الجوية الخاصة، مثل رمي الملح في الطرقات و تجهيز كاسحات الثلوج و تسريح البالوعات و تهيئة المجاري المائية، لم تكن كافية لمواجهة عاصفة ثلجية دامت أسبوعا كاملا
و مسّت شمال البلاد و الهضاب العليا و حتى مدنا صحراوية، و لا السيول الجارفة الناجمة عن أمطار طوفانية تهاطلت بغزارة على المدن الساحلية المنبسطة بالغرب و الوسط.
رداءة الأحوال الجوية في حال استمرارها لوقت أطول، تتطلب اتخاذ المزيد من الإحتياطات الأمنية لحماية الأشخاص و الممتلكات في الظروف القاهرة، من خلال إعادة النظر في مخططات حماية المدن و التجمعات السكنية من الفيضانات، خاصة المواطنون الذين شيّدوا بناءات فوضوية على حواف الوديان و ممرات مياه الأمطار.
و قد أصبح من الضروري الإسراع في رفع هذا الخطر الداهم الذي يذكرنا بفيضانات باب الوادي عام 2001 التي جرفت المئات من الأشخاص نحو البحر.
مواجهة الكوارث الطبيعية المعلومة مسبقا، تبدأ أولا باتخاذ إجراءات وقائية كعدم الدخول في عين الأعاصير و تجنب طريقها أي منع البناء على جنبات الوديان و تسريح البالوعات، و ثانيا تفعيل أجهزة التدخل المختصة و المؤهلة للتعامل باحترافية مع أي طارئ قد يكون مصدر خطر على الممتلكات و على المواطنين.
رش الطرقات بالملح و تشغيل المركبات و كاسحات الثلوج و تسريح البالوعات و المجاري المائية و حركة المرور و تزويد المدارس بالمازوت و بناء منشآت تستجيب للمعايير و مساءلة المواطن الذي يبني بيته على شفى الوادي و طرح المخزون الإحتياطي للمواد الغذائية الواسعة الإستهلاك حتى لا يصل كيلو البطاطا إلى مئة دينار ، هي إجراءات وقائية بسيطة عندما تتخذ في حينها، تؤكد جسامة مسؤولية أجهزة الدولة في التكفل بالمواطنين وقت الأزمات.
النصر