تمكنت مفارز مشتركة للجيش الوطني الشعبي، بالتنسيق مع مختلف مصالح الأمن، خلال عمليات عبر النواحي العسكرية في الفترة ما بين 2 و8 أكتوبر الجاري، من توقيف 40 تاجر...
أكدت مجلة "الجيش" في افتتاحية عددها لشهر أكتوبر أن استكمال مسار بناء الجزائر الجديدة لتحقيق المشروع النهضوي، بعد إعادة انتخاب السيد عبد المجيد تبون رئيسا...
استقبل وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني، علي عون، اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، وفدا عن مجمع "إيفيكو" الإيطالي لتصنيع المركبات، برئاسة المدير...
ثمن رئيس الجمهورية السيد ،عبد المجيد تبون النموذج المالي لمشروع قانون المالية لسنة 2025 الذي لم يتضمن أي زيادات ضريبية تمس الحياة اليومية للمواطن،...
عاشت الفئات الأكثر هشاشة و المقيمة على حواف الوديان و بالمدن القديمة الآيلة للإنهيار و كذا تلك التي تسكن المناطق الجبلية الوعرة، أياما عصيبة للغاية بفعل مخلفات الإضطرابات الجوية الكبيرة التي عرفتها البلاد بعد حالة مقلقة من الجفاف و الشح في الأمطار الشتوية.
ففيما استبشر مواطنون بعودة الأمطار بعد طول انتظار و ذهب الخوف من شبح موسم فلاحي أبيض، و استمتع آخرون بالمناظر الطبيعية الخلابة على بساط ثلجي أبيض، سجّلت مع الأسف طيلة الأسبوعين الماضيين، أضرار مادية معتبرة في المنشآت و خسائر بشرية مرتفعة لعشرات الأشخاص قضوا اختناقا بالغاز أو تحت عجلات المركبات المنحرفة عن مسارها تحت ضغط سوء الأحوال الجوية.
و بقدر ما أظهرت موجة الثلوج و سمكها العالي و تساقط الأمطار الطوفانية لعدة أيام متتالية، صعوبات جمّة داخل التجمعات السكنية التي تشكو من نقص في التهيئة و شبكات الصرف، أبانت أيضا عن نقائص في انجاز برامج حماية المدن من الفيضانات و الطرقات و الأرصفة
و الشبكات و أعمال التحسين الحضري التي أنجزت بالمدن الكبرى.
و هي أعمال أصبحت لا تصمد كثيرا أمام التقلبات الجوية حتى و لو كانت بسيطة، إذ أن القطرات الأولى للأمطار تكشف عن عيوب كبيرة تعتري مشاريع تهيئة تم انجازها بعشرات الملايير من قبل مقاولات غير مؤهلة و بطريقة متسرّعة أمام ضغط المحتجين من جهة و من جهة أخرى محاولة السلطات المحلية الإستجابة لإنشغالات مواطنيها.
و يبدو أن الأمور كانت مرشحة لتسجيل المزيد من الأضرار و الخسائر، لولا التدخل الجماعي لمصالح الجيش و الدرك و الأمن و الحماية المدنية و الهلال الأحمر، حيث عملت المصالح المذكورة بفعل تعليمات على مستوى عال على تغطية النقص المسجل في المناطق الأكثر تضررا لضعف إمكانيات التدخل في فتح الطرقات و إسعاف العالقين و تحويل المرضى و إعادة الحياة إلى مناطق مقطوعة عن العالم.
إن الإجراءات الأولية المتخذة بناء على النشرات الجوية الخاصة، مثل رمي الملح في الطرقات و تجهيز كاسحات الثلوج و تسريح البالوعات و تهيئة المجاري المائية، لم تكن كافية لمواجهة عاصفة ثلجية دامت أسبوعا كاملا
و مسّت شمال البلاد و الهضاب العليا و حتى مدنا صحراوية، و لا السيول الجارفة الناجمة عن أمطار طوفانية تهاطلت بغزارة على المدن الساحلية المنبسطة بالغرب و الوسط.
رداءة الأحوال الجوية في حال استمرارها لوقت أطول، تتطلب اتخاذ المزيد من الإحتياطات الأمنية لحماية الأشخاص و الممتلكات في الظروف القاهرة، من خلال إعادة النظر في مخططات حماية المدن و التجمعات السكنية من الفيضانات، خاصة المواطنون الذين شيّدوا بناءات فوضوية على حواف الوديان و ممرات مياه الأمطار.
و قد أصبح من الضروري الإسراع في رفع هذا الخطر الداهم الذي يذكرنا بفيضانات باب الوادي عام 2001 التي جرفت المئات من الأشخاص نحو البحر.
مواجهة الكوارث الطبيعية المعلومة مسبقا، تبدأ أولا باتخاذ إجراءات وقائية كعدم الدخول في عين الأعاصير و تجنب طريقها أي منع البناء على جنبات الوديان و تسريح البالوعات، و ثانيا تفعيل أجهزة التدخل المختصة و المؤهلة للتعامل باحترافية مع أي طارئ قد يكون مصدر خطر على الممتلكات و على المواطنين.
رش الطرقات بالملح و تشغيل المركبات و كاسحات الثلوج و تسريح البالوعات و المجاري المائية و حركة المرور و تزويد المدارس بالمازوت و بناء منشآت تستجيب للمعايير و مساءلة المواطن الذي يبني بيته على شفى الوادي و طرح المخزون الإحتياطي للمواد الغذائية الواسعة الإستهلاك حتى لا يصل كيلو البطاطا إلى مئة دينار ، هي إجراءات وقائية بسيطة عندما تتخذ في حينها، تؤكد جسامة مسؤولية أجهزة الدولة في التكفل بالمواطنين وقت الأزمات.
النصر