أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
أحدث الخروج المبكر للمنتخب الوطني من نهائيات كأس أمم إفريقيا، صدمة لدى الأنصار الذين كانوا يحلمون بالتاج الافريقي، ما دام فريقهم الأفضل في القارة وما داموا يملكون أحسن لاعب إفريقي، كيف لا ومنتخبهم هو الذي جرّ بطل العالم إلى الوقت الإضافي في المونديال الأخير وكاد ينتصر عليه، كيف لا و نجوم الجزائر باتت تتلألأ في أقوى الدوريات الأوروبية.
وربما غاب عن الجميع أن الكرة كغيرها تخضع لمعطيات واقعية، وأن الانتصار في الرياضة أو في حقول أخرى يحتاج إلى توفر الأسباب، لأن ما ترسمه الصحافة على الورق يبقى مجرّد كلام وأمنيات قد تكون غير قابلة للتحقيق.
ورغم أن الفريق الوطني استفاد من إمكانيات ضخمة لم تتوفر للفرق الإفريقية، ورغم أنه يتوفر على مواهب وفرديات لامعة جعلته يحقق نتائج طيبة سمحت له باحتلال الريادة القارية لأشهر طويلة، إلا أنه افتقر إلى تسيير ناجع يمكنه من الحفاظ على مكانته ومن التحسن المستمر، من خلال ضمان إطار دائم للعمل وانتقاء اللاعبين ووضع استراتيجيات للمستقبل كما تفعل الأمم الكبيرة. لكن هذا المعطى لم يتوفر، حيث ما بدأت معالم فريق قوي تظهر حتى سُجل صراع غير معلن بين رئيس الفاف والناخب الوطني السابق حليلوزيتش انتهى برحيل الأخير واستقدام التقني الفرنسي كريستيان غوركوف الذي تم تقديمه كمهندس فريق المستقبل وواضع مخططات تطوير الكرة الجزائرية، لكن الرجل لم يعمّر طويلا على رأس العارضة الفنية الوطنية وتم تسويق استيائه من الجماهير التي لم تصبر عليه في مقابلتين وديتين كسبب لرحيله، رحيل قلّل من شأنه السيد روراوة الذي قال بأن المنتخب كبر إلى الحد الذي لم يعد في حاجة إلى البحث عن مدربين لأن مدربين عالميين يخطبون وده، وبالفعل فقد اختار من بين الخطّاب راييفاتس وليكنس وانتهت الزيجتان إلى ما يعرفه العام والخاص. وهنا تبرز "العقلية" الجزائرية في إدارة الأمور على ردود الفعل والصراع والأنانية في بعض الأحيان، ولن نحتاج إلى التذكير بأن الأفكار التي تطرح اليوم ظلت على الطاولة منذ المشاركة المخيبة في مونديال ميكسيكو في منتصف ثمانينيات القرن الماضي ولا تتم العودة إليها إلا في أعقاب كل نكسة، حيث يتم الحديث في كل مرة عن ضرورة استقرار الطاقم الفني ووضع مديرية وطنية تعمل على المدى الطويل وإنشاء مدارس تكوين، وغيرها من المقترحات التي لا يتعب المحلّلون من تكرارها، وفي كلّ مرّة يتم الحديث عن الامكانيات والفرص التي نفسدها بسوء تدبيرنا.
الآن وقد زاد عدد وسائل الإعلام وزاد معها عدد المحلّلين والصحافيين الذين يشرّحون ويغضبون ويصرخون وفيهم من يبكي ومن يشتم في البلاتوهات، فإن الأسطوانة ستدور لأيام طويلة فيما يشبه جلسات علاج نفسي من أمراض عديدة يتم إسقاطها على كرة القدم. ويضيع في هكذا حال صوت العقل ويتم استدراج الجماهير إلى نقاشات ساخنة يديرها "إعلاميون" يحملون سكاكين لذبح كل ثور يشتمون رائحة سقوطه، فينسى جمهورهم الوفي أنهم كانوا يمتدحونه قبل قليل، وينسى أنهم مازالوا يروّجون لرؤساء أندية و "بزانسية" خربوا الكرة الجزائرية و ينسى أن الكثير من "المدبرين" يجلسون إلى مواد المفسدين.
لن ينفع الصراخ الآن ولن تنفع الشتائم، كل ما نحتاجه هو صوت العقل الذي يمكننا من إعادة بناء منتخب يملك القدرة على النهوض وإعادة النظر في تسيير المنظومة الكروية الوطنية وتطهيرها من المفسدين، لأن النجاح أسباب والفشل كذلك.
النصر