انتقل إلى رحمة الله أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة المجاهد العقيد الطاهر زبيري، قائد الولاية التاريخية الأولى وعضو مجلس الأمة السابق، عن عمر ناهز 95...
وقّعت الجزائر وسلطنة عُمان، أمس، على ثماني اتفاقيات تعاون في عدة مجالات، في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى...
سلم أمس الثلاثاء الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد لوناس مقرمان، بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية، السيد عبد...
قال وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، فيصل بن طالب، إن مشروع قانون المالية لسنة 2025، جاء من أجل دعم وتعزيز كل ما حققته الدولة خلال السنوات...
تعود مرة أخرى قوارب الموت ، وتطرح أكثـر من تساؤل حول الدوافع الحقيقية وراء إقدام بعض الشباب على المخاطرة بحياتهم في عرض البحر دون أدنى توظيف للعقل.
لكن الأخطر هذه المرة الدفع بأطفال أو نساء إلى "الحرقة"، ملاحقة للسراب خلف أمواج قاتلة.
منذ القدم ومنذ سنوات الاستقلال الأولى كانت الظروف الحياتية لغالبية الجزائريين صعبة وصعبة جدا، وبعد الاستقلال لم تجد أغلب العائلات الجزائرية ما تسد به رمقها حتى، وكانت إذا أكلت اليوم لا تأكل غدا، لكن لم نر في ذلك الوقت مثل هذا الجنون والفرار من هذا الواقع بهذه الطريقة.
نعم بالفعل ظروف الكثير من الشباب ليست على ما يرام، لكن هذا لا ولن يكون مبررا وراء ركوب قارب الموت والاتجاه نحو المجهول، وبخاصة وأن التجارب المأساوية في هذا المجال كثيرة و متعددة و ماثلة للعيان، فكم من شاب انتهى به المطاف غريقا في وسط البحر ولم يعثـر حتى على جثته، وكم من جثث أخرجها البحر و قد نهشتها الحيتان، وكم ومن أجساد رست على الشواطئ دون روح ولا حركة، كم من أم ثكلت لم تجف دموعها أبدا؟.
ألا تكفي المآسي التي نقلتها تلفزيونات العالم ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها كي يأتي اليوم أب ليعاود الكرة رفقة أفراد عائلته، ألهذا المستوى صار الهروب من الوطن مباحا؟.
نعم هناك الهجرة وأرض الله واسعة وقد خلقت لبني البشر جميعا حيثما وجدوا، لكن للهجرة شروط وضوابط، وهي ليست عملية هروب جماعي من البلد بهذا الشكل، فقد عانى آباؤنا كثيرا وهم في المهجر قبل وبعد الاستقلال، وكانوا قد هربوا من الواقع الذي فرضه عليهم الاستعمار الفرنسي في ذلك الوقت، لكنهم لم يغامروا عن جهل وجهالة، بل هجروا البلد وراحوا يعيلون أسرهم في ظروف صعبة جدا، وقد نجحوا بالفعل وربوا أجيالا من الرجال والنساء.
ومهما كانت المبررات التي يقدمها من اختاروا الحرقة بهذه الطريقة فإن الحق لن يكون معهم بالكامل، بل بنسبة كبيرة هم على خطأ، لأنهم بكل بساطة غير مدركين بما يقومون به من الخطوات الأولى للمغامرة، فلا طريقة الهجرة مقبولة
و مضمونة بالكامل، بل هي غير معقولة فوق كل هذا.
و ثانيا هم لا يدرون إلى أين هم ذاهبون، والمهم بالنسبة لهم أن يصلوا إلى الضفة الأخرى للبحر المتوسط، ولا يعرفون شيئا عما ينتظرهم هناك، والكثير منهم بعدما نجحوا في الوصول وجدوا أنفسهم في الزنزانات لأنهم دخلوا بلدانا بطريقة غير شرعية، ثم بعد ذلك ليست لهم أدنى فكرة عن فرص العمل في البلدان التي يريدون الوصول إليها، و يعتقدون أن الجنة موجودة هناك.
مع العلم أن الكثير من هؤلاء الشباب يرفضون الكثير من أشكال العمل هنا في الجزائر، ويرفضون التكوين الذي يوفر لهم العيش الكريم ويختارون الحلم والمغامرة المجنونة التي تنتهي في العادة بمأساة.
لكل ذلك ، صار من الواجب على الجميع التحسيس بمخاطر هذه المغامرات المجنونة، وصار على الجهات المختصة أيضا القيام بمهامها وفرض القانون بصرامة.
النصر