أشرفت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة د. صورية مولوجي، صباح اليوم، على افتتاح المؤتمر الوطني حول المرأة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية تحت عنوان:...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف 9 عناصر دعم للجماعات الإرهابية في الفترة الممتدة ما بين 11 و 17 ديسمبر الجاري، حسب...
ترأس رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، مراسم تقديم أوراق اعتماد السفراء الجدد لكل من اليابان، البرازيل، ماليزيا، سيراليون...
ناقشت الحكومة خلال اجتماعها، أمس، برئاسة الوزير الأول، نذير العرباوي، الجهود المبذولة من طرف السلطات العمومية لضمان تلبية منصفة ومستديمة لاحتياجات السكان من...
هل ما زال هناك مبرر سياسي مقبول أو مسوغ قانوني واحد يسمح لباعة فوضويين مواصلة الاتجار في واحد من عناصر الهوية الوطنية و عرضه بطريقة غير شرعية على الأرصفة و الشوارع؟.
و هل هناك دافع أخلاقي يبيح لمغامرين جدد بمنطقة القبائل، التلاعب بمصير تلاميذ المدارس و طلبة الجامعات و تحريضهم على عدم الالتحاق بمقاعد الدراسة بدعوى كاذبة مفادها أن هناك من يريد عرقلة عملية تعميم تعليم اللّغة الأمازيغية ؟.
بالطبع الإجابة بلا و هي واضحة في أذهان المواطنين و المواطنات الذين تفاجأوا لعمليات إنزال أبنائهم التلاميذ إلى الشارع على مستوى ثلاث ولايات للمطالبة بشيء موجود و تم توفيره تدريجيا و منذ سنوات و هو بين أيديهم حقيقة يلمسونها يوميا.
فعملية تعميم تدريس اللّغة الأمازيغية أصبحت مجسّدة و يتم توسيعها إلى عموم التراب الوطني بصفة ملموسة و لا أحد بإمكانه أن يعرقل عمل السلطات العمومية للتكفل بهذا العنصر من عناصر الهوية الوطنية، كما فعلت من قبل مع باقي العناصر التي تشكل الإسمنت المسلح الذي يربط مختلف المكونات الوطنية للشعب الجزائري.
و لعل تكفل الدولة بجد بهذا الملف و سحبه بحزم من التداول السياسي و سوق الابتزاز، هو الذي أقلق و أغضب هؤلاء الباعة الفوضويين الذين يفضلون دوما المتاجرة بالهوية و التلاعب بالبراءة لأغراض سياسوية مفضوحة، بعدما افتقدوا للحجة و استجابت السلطات العمومية لكافة المطالب المختلفة التي يشترك فيها جميع الجزائريين من القبائل الكبرى إلى القبائل الصغرى إلى الشنوة إلى الشلوح إلى الشاوية إلى الطوارق.
و هي مناطق سجلت باعتزاز المكاسب الكبرى التي مافتئت تحققها كل يوم اللّغة الأمازيغية التي أصبحت منذ عامين لغة رسمية بفعل التعديل الدستوري الأخير و منذ حوالي عشر سنوات تم ترسيمها كلغة وطنية، يتم تدريسها في المنظومة التربوية و في الجامعة الجزائرية و يتم تعميمها و توسيعها بفضل توظيف آلاف الأساتذة في هذا المجال.
كما أن تكفل الدولة بهذا البعد الوطني
و تحصينه، أخذ مكانة مرموقة في منظومات حساسة مثل الاتصال و الإعلام و الثقافة، إذ في ظرف وجيز تمت ترقيته و تدعيمه، حيث تم إنشاء و خلق وسائل إعلام متخصصة تعمل حصريا على إنتاج أخبار و برامج و حصص وأفلام و مهرجانات ناطقة باللّغة الأمازيغية حسب تنوعها الجغرافي.
و قد لقيت المنجزات الكبرى التي تم تحقيقها خلال السنوات الأخيرة قبولا حسنا من مختلف الفئات المكونة للشعب الجزائري الذي اطمأن لحال و وضعية مختلف عناصر الهوية الوطنية من أمازيغية و عروبة و إسلام.
و من شأن خلق أكاديمية اللّغة الأمازيغية حسب ما ينص عليه الدستور، تأطير النقاش الوطني النزيه حول هذا الملف الحساس
و سحبه من التداول الحزبي المغرض، و من ثمة إحالته بأمانة على الخبراء النزهاء للتداول فيه بطريقة بيداغوجية و علمية بعيدا عن الأهواء السياسية التي ألفت المتاجرة فيه بطريقة لم تعد شرعية و لا أخلاقية.
إن المنافسة السياسية النزيهة تقتضي من جميع الفعاليات التزاما أخلاقيا صريحا و النأي بالنفس عن المتاجرة و التلاعب بمختلف عناصر الهوية الوطنية بعدما تصالح الجزائريون مع أنفسهم و فيما بينهم و أجمعوا أمرهم على أن لا أحد يشتري من الباعة الفوضويين و لا يقبل بضاعتهم الكاسدة.
النصر