أشرفت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة د. صورية مولوجي، صباح اليوم، على افتتاح المؤتمر الوطني حول المرأة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية تحت عنوان:...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف 9 عناصر دعم للجماعات الإرهابية في الفترة الممتدة ما بين 11 و 17 ديسمبر الجاري، حسب...
ترأس رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، مراسم تقديم أوراق اعتماد السفراء الجدد لكل من اليابان، البرازيل، ماليزيا، سيراليون...
ناقشت الحكومة خلال اجتماعها، أمس، برئاسة الوزير الأول، نذير العرباوي، الجهود المبذولة من طرف السلطات العمومية لضمان تلبية منصفة ومستديمة لاحتياجات السكان من...
تتعاظم أكثـر مسؤوليات الأولياء و المنظومة التربوية في إنقاذ الأبناء التلاميذ من السقوط في شباك اللعبة القاتلة، بعدما رفع الراية البيضاء خبراء التكنولوجيات الحديثة و فشلوا في اصطياد الحوت الأزرق و توقيف مسلسله المأساوي الذي يبدو أنه لن يتوقف عن تسجيل ضحايا جدد؟.
وزيرة القطاع المعني مباشرة بهذه المأساة أكدت أمام ممثلي الشعب في الغرفة السفلى أنه لا يمكن حجب موقع هذه اللعبة التي قتلت أكثـر من مائة طفل في العالم، لأن تطبيقات "تحدي الحوت الأزرق " و غيرها من ألعاب أخرى لا تقل خطورة، متوفرة كتطبيقات محملة على مواقع التواصل الاجتماعي و في مواقع أخرى أصبح من المستحيل التفكير في حجبها أو حتى عرقلتها.
و قد اتضح أن المشكل لم يعد تقنيا من حيث المصدر الأول لمثل هذه اللعب، بل تجاوز هذه المرحلة ليصبح مشكلا اجتماعيا و أخلاقيا في آن واحد بفعل الانتشار على نطاق واسع بين الأطفال
و المراهقين في غفلة من الأولياء الذين لا يكادون يصدقون أن فلذات أكبادهم ينتحرون أمامهم و هم ينظرون ؟.
و ما دام أن الخبراء و المسؤولين أعلنوا عدم قدرتهم على صيد الحوت القاتل، فقد رموا بالشباك إلى الأولياء في البيوت و الأساتذة في المدارس حتى يتحمّلوا مسؤولياتهم الأخلاقية كاملة في حماية البراءة ليس فقط من لعبة الحوت الأزرق القاتلة، و لكن حمايتهم من أخطار أخرى لا تقل خطورة تضمنتها تطبيقات التكنولوجيا الحديثة التي أدخلت الأطفال في عالم افتراضي كاذب و حرمتهم من حياة الطفولة البريئة.
و قد وقف خبراء الصحة على حقيقة الأخطار القاتلة التي يخلفها الاستعمال غير العقلاني للأجهزة الإلكترونية على نشاط المخ و الأعصاب و باقي الأعضاء النبيلة بفعل التعرض المستمر للأشعة المنبعثة، زيادة على الأمراض العصبية و النفسية التي يقع فيها الطفل و المراهق مثل التوحد و الانطواء و البلادة جراء الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي.
و لا تتوقف الخطورة عند هذا الحد بل تمتد إلى شبكات إجرامية دولية تنشط في مجال الإرهاب
و الدعارة و المخدرات و غيرها من شبكات الجريمة المنظمة التي تتبع العادات الاجتماعية للمراهقين و تحددهم على شبكات التواصل الاجتماعي في مرحلة أولى، و اصطيادهم في مرحلة ثانية كضحايا مفترضين.
فقد أصبح من واجب الأولياء التفطن و حماية أبنائهم من الموت البطيء الذي يتهددهم جراء التسمّر لساعات و ساعات خلف أجهزة إلكترونية قاتلة بأشعتها و هدامة بمضمونها و في النهاية تحوّلهم إلى آلات بليدة بعدما أفقدتهم إنسانيتهم.
كان من المفروض أن يكون الحوت الأزرق طعاما غنيا بالفيتامينات للأطفال لتنمية الذكاء أو لعبة رسوم متحركة تساعد على التسلية، غير أن العالم الافتراضي حوّلها إلى لعبة تؤدي إلى القتل؟.
الذين جنوا المليارات من الدولارات من الرواد الأوائل في صناعة مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة، يشعرون بالذنب اليوم و هم يرون ضحاياهم من جميع الأعمار بمن فيهم الأطفال ينتحرون بلعبة كان من المفروض أن تسليهم لا تقتلهم ببطء تحت الآثار الجانبية المدمرة لعالم افتراضي لم يعد بالإمكان التحكم فيه.
إن خطر التكنولوجيا الحديثة يتهدد الكبار كما الصغار، عندما أصبحوا عراة و مجردين من خصوصياتهم و حميمياتهم أمام وحوش الكترونية تختبئ وراء الشاشات الذكية و تجمع المعلومات الشخصية لتستعملها في غفلة من أصحابها المسلوبين.و لذلك من واجب منظمات حقوق الإنسان و على رأسها المهتمة بحماية الطفولة أن تتحرك و تعبر عن تخوّفها من سطوة المتلصصين و المتطفلين على حياة البشر الخاصة و الذين سيتحوّلون بامتلاك المعلومات و الأموال من سلطة افتراضية إلى سلطة حقيقية تتجاوز سلطات الشعوب و المؤسسات.
النصر