أكد وزير التربية الوطنية، محمد الصغير سعداوي، أمس السبت، التزام دائرته الوزارية بانتهاج أسلوب الحوار والعمل التشاركي، للرفع من أداء القطاع وتحقيق...
* درست في الجزائر لأجل مواقفها القوية من القضايا الإسلامية"حلم حققته بعد عمل شاق ودؤوب"، هي عبارة وصف من خلالها المفتي العام للقسم الآسيوي للإدارة...
* أرغب بتطوير برنامج خاص بالذكاء الاصطناعي في الجامعات الجزائريةأشاد الباحث في الذكاء الاصطناعي ومدير تخطيط السعة للذكاء الاصطناعي التوليدي في شركة...
استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الخميس بقصر المرادية، وزير الداخلية للمملكة العربية السعودية، الأمير عبد العزيز بن سعود، الذي قام...
• أطفال و شيوخ يستعملونه للنزهة و الترفيه
بعد أزيد من شهر و نصف على وضع الترامواي حيز الخدمة، لا يزال سكان مدينة سطيف
و المناطق المجاورة لها يكتشفون تباعا وسيلة النقل الجديدة، ففي الوقت الذي يستعمله البعض على غرار الموظفين في التنقل إلى مقر عملهم و البعض الآخر في الوصول إلى وجهتهم و قضاء حاجياتهم، فإن أطفالا و شيوخا يستعملونه للنزهة و الترفيه و قضاء الوقت، موازاة مع تسجيل بعض الحوادث المرتبطة باستعمالات الترامواي، أحدها كاد يؤدي إلى مقتل طفل، إضافة إلى تعمد تخريب بعض تجهيزاته.
تقربنا من مسؤولي و عمال تراموي الذين سردوا لنا يوميات و أحداث، لم يسبق و أن عايشوها من قبل، سواء في حياتهم العملية في قطاعات أخرى، أو قبل تشغيل هذه الوسيلة التكنولوجية التي أحدثت ثورة في عالم المواصلات بعاصمة الهضاب العليا.
يواظبون على ركوب الترامواي لقراءة الجرائد
و كشفت الموظفة قصاص سندس «للنصر» و هي برتبة «أ.أم.بي»، تعمل في مجال التذاكر و الأسعار، مشيرة بأنه و بصفتهم عاملين في الميدان، واجهوا العديد من الصعوبات مع المواطنين سواء المسافرين أو الأطفال على وجه التحديد، إضافة إلى أصحاب المركبات، خاصة الذين لا يحترمون قانون المرور حسبها.
نفس المتحدثة قالت بأنهم يواجهون صعوبات كبيرة مع الأطفال الذين يستغلون الترامواي من أجل الترفيه، سواء عند الركوب المتكرر دون وصي أو دون دفع التذكرة عبر 26 محطة، أو اللعب بالقرب من خط السكة الحديدية التي تمتد عبر 15.2 كلم.
و أفادت المتحدثة، بأن فئة كبار السن و المتقاعدين، يواظبون على ركوب الترامواي أحيانا طيلة اليوم، في رحلتي الذهاب و الإياب على مسافة 30 كلم، من أجل قضاء الوقت و الإطلاع على الجرائد، حيث يمتلكون اشتراكات تخصص لهم بشكل رمزي يقدر بـ 800 دج شهريا.
فيما نفت المعنية ادعاءات غياب الفكة «الصرف» في الأكشاك الـ 26 المنتشرة عبر مسار الخط، قائلة بأن أعوان البيع يزودون بشكل مستمر بالفكة قبل بداية عملهم.
و أضافت مصدرنا، بأن مصالحهم تواجه بعض الصعوبات الأخرى، على غرار تعرض بعض المنشآت للتخريب المتعمد، مثل الموزعات الآلية للتذاكر التي تعرض بعضها للتوقف بسبب الاستعمال غير العقلاني، أو وضع قطع خشنة بدلا من القطع المعدنية.
ففي نفس السياق المتعلق بالحوادث، سجلت مصالح أمن ولاية سطيف، قبل أيام، حادثا خطيرا كاد أن يكون ضحيته طفل يبلغ من العمر 12 سنة، تسلق إحدى عربات ترامواي من الجهة الخارجية، محاولا عبور شطر وسط المدينة، و لم ينتبه لإحدى العوازل الحديدية، حيث اصطدم به و سقط أرضا حيث كاد أن يلقى حتفه تحت عجلات الترامواي، و هو الحادث الذي وثّقته كاميرات مراقبة المركز الولائي للمراقبة بواسطة الفيديو.
ركاب يتهرّبون من التسديد و آخرون لا يصادقون على التذكرة
أحد المراقبين التقت به «النصر» في إحدى الرحلات ، أكد على أن العديد من الراكبين من الجنسين و مختلف شرائح المجتمع، يتعمدون عدم المصادقة على التذاكر، قصد استعمالها من جديد، مشيرا إلى أنهم تلقوا تعليمات صارمة بتسليط العقوبات على المخالفين، من خلال تغريم المتهربين من اقتناء التذاكر، أو الذين يحوزونها دون المصادقة عليها في الأجهزة المخصصة لذلك.
و أشار نفس المتحدث، إلى أنهم يكثفون من عمليات الرقابة، في مختلف المحطات طيلة فترة اشتغال الترامواي، مؤكدا على أن أجهزة المصادقة على التذكرة، يتم قفلها آليا بعد صعودهم، حيث تتم مراقبة التذاكر من طرفهم، و قد وقفت «النصر» على تسليط عقوبات مالية محددة بسعر 200 دج في حالة غياب التذكرة أو عدم المصادقة عليها، إضافة إلى طلب النزول في المحطة الموالية من الركاب المخالفين، على غرار ما حدث مع مراهقين رفضوا تسديد الغرامة المالية.
و أكد أحد أعوان الأمن و الوقاية يعمل بعربة ترامواي، على عدم تأقلم العديد من الركاب مع هذه الوسيلة، من خلال عدم اتخاذهم لإجراءات الأمن و السلامة، مع الرفض في بعض الأحيان التعامل مع تعليماتهم، خاصة الوقوف بالقرب من الأبواب، في وقت لا يزال البعض الآخر يجهل قواعد النزول و الصعود، حيث تسبب تأخر امرأة كانت مرفوقة برضيعها الذي كان على متن عربة، في إحداث حالة طوارئ حقيقية، بعد غلق الأبواب آليا و عجزها عن الالتحاق به، إلى غاية الوصول إلى المحطة الموالية و تكفل نفس الأعوان بتسليمه لها.
و ذكر موظفون و عمال استغلال ترامواي سطيف، مواجهتهم لصعوبات ميدانية من خلال عدم احترام بعض أصحاب المركبات لقانون المرور، من خلال تعمد المرور ثواني قبل وصول العربات ، ما قد يتسبب في حوادث خطيرة، إضافة إلى الركن العشوائي للمركبات و تعمد مرور الراجلين عشوائيا دون الانتباه لمرور العربات، أو استعمال الممرات المخصصة لهم و الانتباه للإشارات الضوئية.
حملات تحسيسية لخلق الألفة مع الوسيلة
كما صرّح عساس مليك، المكلف بالإعلام لدى مؤسسة «سيترام»، بأن مصالحهم برمجت حملات تحسيسية، جابت العديد من المؤسسات التربوية و الفضاءات العامة، قصد توعية الأطفال و المتمدرسين و المواطنين بصفة عامة حول وسيلة النقل الجديدة، بشرح مزاياها و كذا خطورتها في حالة لم يتم احترام إجراءات الأمن و السلامة.
و أفادت إيمان بن ذيب، مساعدة المديرة العامة لمؤسسة «سيترام»، بأنه تم انتقاء الموظفين و العمال بطريقة علمية و مدروسة، بعد إخضاعهم للعديد من التجارب و الاختبارات النظرية و التطبيقية، إضافة إلى تكوين قصير المدى، خاصة بالنسبة لسائقي عربات ترامواي البالغ عددهم 56 سائقا لحد الآن، حسب محدثتنا، إضافة إلى الفرق الميدانية العاملة، مع تزويدهم بمختلف الاحتياطات الأمنية و وسائل العمل، مضيفة في ذات الصدد، بأن نفس الوسيلة تعتبر سريعة و آمنة.
و قال مصدر مطّلع من مؤسسة «سيترام» سطيف، بأن مصالحهم تسجل معدلات جد مقبولة من حيث استعمال الترامواي، تصل إلى 20 ألف مسافر يوميا، حيث دعا المكلف بالإعلام لنفس المؤسسة، بضرورة الإطلاع على مختلف عروض الاشتراك الشهرية و الأسبوعية، سواء الموجهة للطلبة الجامعيين، المتمدرسين، الأطفال، المتقاعدين و حتى الاشتراك العادي المقدر بسعر 1200 دج شهريا، بدون احتساب عدد الرحلات أو الاشتراك الخاص البالغ سعره 1500 دج المدمج مع استعمال حافلات النقل الحضري «إيتوس» بدون احتساب عدد الرحلات.
تعطل الأضواء الثلاثية يخلط حسابات أصحاب المركبات
في وقت لا تزال مختلف المؤسسات المكلفة بإنجاز و متابعة استغلال الترامواي بصدد ضبط كل الأمور التقنية، اشتكى أصحاب المركبات من تسجيل تعطلات متكررة في الإشارات الضوئية الثلاثية، ففي بعض الأحيان لا تكون مشتغلة، ما يتسبب في فوضى مرورية، في وقت تتعطل نفس الوسيلة عند الأمطار الطوفانية بسبب غمر المياه لبعض أشطر السكة الحديدية، مع انتظار الاستلام الكلي للمشروع بكل المحطات إلى غاية محطة التوقف بالباز، حيث تتوقف حاليا عند محطة حي القصرية.
و عند تقربنا من بعض المسافرين، تباينت آراؤهم حول ترامواي سطيف، حيث أكدت السيدة «ق.بهية» على أن نفس الوسيلة أعانتها على قضاء أشغالها اليومية، خاصة و أن إحدى المحطات تقع بالقرب من منزلها، ما جعل مهمتها تسهل في التنقل.كما أعاب أحد الركاب المدعو «ب.بشير» قيمة التذكرة المقدرة بمبلغ 40 دج، و الذي علق بأنه مبلغ مرتفع و يجب التخفيض من ثمنه، في حين وصف المسن «و.اليامين» الوسيلة بأنها عصرية تتوفر على مختلف شروط النظافة و التبريد.كما أكد مسافر آخر يدعى «م.بدرالدين»، على أن الترامواي خلّصهم من تردي وضعية وسائل النقل الأخرى، على غرار قدم حظيرة حافلات النقل الحضري و الزيادات العشوائية المفروضة من طرف أصحاب الفرود و سيارات الأجرة، متمنيا تمديد خط الترامواي إلى أحياء و تجمعات سكنية أخرى على غرار أحياء الهضاب، عين موس، 500 مسكن.
رمزي تيوري