* دعوة لانتفاضة من المجتمع الدولي لصالح حقوق الشعب الفلسطيني * ثمن الصمت والتقاعس أمام المأساة الفلسطينية سيكون باهظاأكد رئيس الجمهورية السيد، عبد...
التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
يرى البروفيسور جمال بن ساعد مختص في علم الأوبئة بمستشفى ديدوش مراد في قسنطينة،
أن الحجر الصحي ولمدة شهرين هو الحل الناجع لكبح سرعة انتشار وباء كورونا وتفادي سيناريو بعض
الدول الواقعة في أزمة صحية، كما دعا المواطنين إلى الالتزام بالنصائح وتحاشي الاحتكاك والتخلي
عن بعض العادات السيئة التي قد تضر بأعداد أكبر، فيما يتوقع من الدولة صرامة أكبر في فرض
الإجراءات قبل الدخول إلى مراحل أخطر.
وقال الطبيب في حوار للنصر إن أزمة فيروس كوفيد 19 أظهرت عيوب المنظومة الصحية ببلادنا ومن بينها ضعف الاهتمام بالطب الوقائي رغم أنه غير مكلف مقارنة بالطب العلاجي، إضافة لمركزية العلاج التي تفرض ضغطا على المستشفيات وتربك الطواقم.
n النصر : الجميع الآن عبر العالم يتحدث عن فيروس كورونا، كمختص في علم الأوبئة ما هو التعريف الصحيح لهذا الوباء؟
جمال بن ساعد: في الحقيقة هذا الحوار هو فرصة لتصحيح الكثير من الأمور، و توضيحها للرأي العام في ظل هذا الكم الهائل من المعلومات ، منها ما هو صحيح و منها ما هو مغلوط . الكورونا فيروس كأول اسم للوباء، وهو من ناحية الفحص الطبي يعرف على أنه زكام حاد، لتقرر بعدها منظمة الصحة العالمية إطلاق مصطلح كوفيد 19 أي «مرض الكورونا فيروس لعام 2019 تزامنا و تاريخ ظهوره ، و كان يعيش في البداية عند الحيوانات و بعدها انتقل إلى الإنسان و تغير من الناحية الجينية من الوسط الحيواني إلى الوسط الإنساني و تحديدا في مدينة ووهان في الصين ، إلا أن طريقة انتقاله لم يحسم فيها الباحثون و العلماء بشكل دقيق، كما أن الفيروس لما انتقل من الحيوان إلى الإنسان لم نعرف عنه شيئا باستثناء أنه ينتقل عن طريق اللعاب ،إما بالعطس أو السعال على بعد متر و ينتقل من شخص لآخر ، و أكثر من 80 بالمئة من المصابين عبر العالم هم حاملون للفيروس دون أعراض، بينما 10 بالمئة منهم تظهر عليهم أعراض متقدمة تتطلب الإنعاش في المستشفى و عموما هم الأشخاص الذين لهم ضعف في جهاز المناعة إما لعامل السن أو المرض.
nالجزائر دخلت المرحلة الثالثة من المرض ، هل يمكن أن نعيش سيناريو مماثل لما تعيشه بعض الدول في العالم؟
/ الفيروس يتفشى بسرعة كبيرة بعد أول حالة سجلت هنا ،و المتعلقة بامرأة و ابنتها في بوفاريك كانتا مصابتين بدون أعراض ، حيث تقدمتا للمستشفى من أجل التحليل بعدما اختلطتا مع مصاب و أثبتت النتائج إصابتهما بالفيروس, و منها انتقلت العدوى لأفراد آخرين دون أعراض ، و حسب هذا الانتشار الذي بلغ عدة ولايات، يمكن القول إنه ينتشر بنفس وتيرة الصين و بعض الدول الأوروبية ، المشكل الحقيقي هو في عدد الحالات المعقدة التي بإمكانها نشر الفيروس الذي له قدرة كبيرة على الانتشار بخمسة أضعاف و أحيانا أكثر ، حسب تقديرات الباحثين في العالم ، و الشغل الشاغل في الجزائر هو هاجس تضاعف هذه الاعداد و كيفية التكفل بها.
n هل تأخرت الجزائر في اتخاذ الإجراءات الاحترازية ،و هل نحن مطالبون بتشديدها؟
/ الإجراءات لم تكن في وقتها المضبوط، لكنها ليست متأخرة كثيرا، لأن اتخاذ قرارات في مثل هذه الحالات يبنى على تقارير وبائية يقدمها مختصون ، و هو في رأيي سبب تأخر الدولة في فرض هذه الإجراءات الاحترازية ، لكن الهاجس اليوم يتمثل في محاصرة المرض و منع انتشاره .
n هل أنت مع فكرة إعلان حالة الطوارئ الكلية مثلما يذهب إليه بعض الأطباء ؟
/ نعم ، من منطلق تخصصي فإن الحجر المنزلي الكلي هو الحل الوحيد لتكسير سرعة انتقال الفيروس ، نحن مضطرون لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة خلال الأيام المقبلة و الذهاب الى فرض حالة الطوارئ ، متبوعة بحزمة من الإجراءات الردعية لمدة شهرين كأقصى تقدير ، للخروج بأقل ضرر من هذه الأزمة، مع التحلي بالهدوء في مواجهة المشكلة و تحلي المواطنين بالمسؤولية الفردية ،و اقتناع كل فرد بأن الحجر هو الإجراء الصحي الوقائي الوحيد لتفادي وقوع الكارثة على الأقل شهرين لتجاوز المرحلة الثالثة ،و دخول المرحلة الرابعة و العودة إلى الحياة الطبيعية ،لأن المنحنى البياني للوباء في تصاعد ملحوظ بسبب الحضانة الصامتة للفيروس ، و المواطنون في الجزائر مطالبون بتوخي الحذر و التزام المكوث في البيت و تفادي الاحتكاك لأن الإبقاء على مثل هذه التصرفات يهدد حياة أربعين مليون جزائري.
n هناك غياب كلي لوحدات الصحة الجوارية في التكفل بالمرضى مع ظهور هذا الوباء، مقابل ضغط كبير على المستشفيات، لماذا هذا التباين؟
/ هو إشكال كبير و جوهري سببه مركزية العلاج ، بسبب هشاشة المنظومة الصحية في الجزائر و التركيز على المؤسسات الاستشفائية الكبيرة , ما سبب ضغطا عليها و على الطواقم الطبية و الشبه الطبية، و مع تفشي وباء كورونا ظهر دور المؤسسات الصحية الصغيرة المطالبة بامتصاص هذا الضغط الأيام المقبلة ، و سيرورة الأمور بهذه الوتيرة ستجبرنا على تجنيد كل الهياكل الصحية ، و إعادة النظر في منظومة الصحة لأن الطلب الصحي سيتزايد بشكل رهيب الأيام المقبلة ، بالنظر إلى طبيعة المرض ، لأن 5 إلى 10 بالمئة من المصابين في مراحل متقدمة من الإصابة يحتاجون إلى الذهاب لمستشفيات بها أسرة للإنعاش و هو أقصى حد للعلاج و مع إمكانية تضاعف أعدادهم سيظهر عجز المستشفيات في التكفل بكل الحالات، و في مرحلة قصيرة جدا يستلزم تجنيد كل الإمكانيات الطبية و الهياكل الصحية.
n هل هناك عجز في الجانب الوقائي في الجزائر ، و هل هذا التخصص يلقى الاهتمام الكافي؟
/ هناك إهمال كبير لهذا الشق من قبل المنظومة الصحية مقارنة بالجانب العلاجي الذي يخصص له ميزانيات كبيرة , و قد أظهر هذا الوباء عجز الطب الوقائي , كما تفطن الجميع خلال هذه الأزمة لأهمية الوقاية التي تتطلب اهتماما كبيرا في ظل هذه الظروف الصحية ، أما بالنسبة للمختصين في علم الأوبئة و الباحثين، هم موجودون لكن ليس بالعدد الكافي ، و الموجودون لا ينالون الاهتمام المطلوب ، و بالحديث عن السبب نعود دوما إلى إهمال الدولة للجانب الوقائي و السياسة الوطنية التي تنعكس على الحياة العامة ، فنجد الطلبة في اختيار التخصصات الجامعية يفضلون الطب العلاجي على حساب الطب الوقائي، لأن حظوظ الممارسة تكون أكبر ، عكس ما يحدث في الدول الكبرى مثلا في أمريكا أطباء الوقاية توليهم الدولة اهمية كبيرة ، لأن الأوبئة عند وقوعها تسبب خسائر كبيرة في الأرواح و الأموال ، بينما الوقاية منها لا تكلف كثيرا مقارنة بالطب العلاجي.
n هل ستساهم هذه الأزمة الصحية في تخلص الجزائريين من الكثير من عاداتهم السيئة التي قد تكون سببا في العدوى؟
/ هناك الكثير من العادات السيئة في المجتمع ، و التي غالبا ما تساعد على انتقال العدوى للكثير من الأمراض الخطيرة منها كوفيد 19، الذي ينتقل عن طريق اللعاب باستخدام الأيدي ، و بوجود مثل هذه العادات السيئة فإننا نساهم في انتشار الفيروس، و هي عادات أوصلتنا إلى الحجر المنزلي و حان الوقت لتفاديها و تصحيحها، وحسب
اعتقادي أن الحجر المنزلي سيساعد في التخلص من الكثير منها.
n أثار البرتوكول الدوائي الذي شرعت عدة دول في تجريبه جدلا كبيرا ، ما رأيك في الخلاف الحاصل بشأنه ؟
/ حسب رأيي لا يجب الذهاب للحلول السهلة ، حقيقة هذا البروتكول هو حل من الحلول و بإمكانه التقليص من حدة المرض لبعض الحالات ، لكن من الناحية التقنية لتكون له فعالية وبائية يجب توفر الإمكانيات اللازمة لتشخيص كل حالة على حدة قبل إعطاء هذا العلاج كما أن أثاره السلبية خطيرة ، الدواء موجود في الجزائر لكن إمكانيات تطبيقه حاليا غير متوفرة ، العلاج الوحيد المتفق عليه في العالم هو الحجر الصحي لإنقاص الضرر بعشرة أو عشرين في المائة و تفادي وقوع إصابات بأعداد خيالية الإنسان مطالب بالتحلي بروح المسؤولية .
n كيف يضمن الحجر المنزلي الشفاء ، و ما هي المرحلة التي تتطلب من الشخص التوجه للمستشفى ؟
/ المتفق عليه في العالم أن الحجر المنزلي هو أنجع علاج لوباء كوفيد 19 ، كما أن 95 بالمئة من المصابين يمكنهم الشفاء نهائيا في حال الالتزام بالبقاء في المنزل و تفادي الاحتكاك و إتباع طرق الوقاية ، بينما نحتاج في نسبة تتراوح ما بين 5 بالمئة إلى 10 فقط الذهاب للمستشفى، أي في حالات الأمراض المزمنة و المسنين ، أما في الحالات العادية فمن الأفضل تفادي الذهاب للمستشفى و عدم الخروج من المنزل مع تناول بعض المسكنات ، و رغم أن الإصابة بالفيروس لا تظهر إلا بعد مرور 14 يوما بظهور الأعراض المتعارف عليها كالحمى و السعال الحاد ، إلا أنه يمكن للشخص أن يعرف أنه مصاب في الأيام الأولى في حال ضعف حاسة الشم لديه، و هو مؤشر على الإصابة و في هذه الحالة عليه المكوث حتما بالمنزل .
هـ ـ ع