الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
الوعي التضامني سلاح الجزائريين في مواجهة الأزمة الصحية
كشفت جائحة كورونا خاصة الموجة الثالثة منها، عن الوعي الجماعي و روح التضامن و التآزر بين الجزائريين في المحن و الأزمات، و أبرز نشطاء عبر هذا الملف، صورا إنسانية تعبر عن أسمى روابط الأخوة و الوحدة، عندما يتعلق الأمر بإنقاذ الأرواح و علاج المرضى و التصدي للأزمة الصحية و مخاوف نفاد مخزون الأوكسجين في المستشفيات، حيث انتفض الجميع و نظموا حملات تضامنية لمساعدة المرضى وجمع التبرعات، لاقتناء التجهيزات الطبية، من منطلق أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع، و قدم محسنون صكوكا على بياض و منح آخرون إعانات بالملايير، و قدم أطفال ما جمعوه من أموال في حصالاتهم و تبرعت نساء بحليهن الذهبية، رغم عوزهن، لتجاوز الأزمة الصحية.
ع/ بوعبدالله
و في خضم هذه الأزمة، نصح مختصون بتنظيم حملات التضامن و التبرع و إبعادها عن العشوائية، خاصة في ما يتعلق بالتركيز على الجوانب التقنية و النوعية في اقتناء مختلف التجهيزات الطبية من مكثفات و مولدات الأوكسجين لتكون أكثر نجاعة و ديمومة، فضلا عن التقيد بالإجراءات الوقائية و الإقبال على حملة التلقيح، لأن الحملات التطوعية لاقتناء التجهيزات تساعد على التخفيف من الضغط على المستشفيات و التقليص من معاناة المرضى، لكنها لا تقضي على الوباء، في حين حذر حقوقيون و جمعويون من مغبة استغلال هذه الهبة الشعبية التضامنية، من قبل سماسرة المناسبات و المحتالين الذين يترصدون الفرص لجمع الأموال، مشيرين إلى بعض المنشورات الاحتيالية التي تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، و أكد أستاذ في القانون أن جمع التبرعات يخضع لقيود و شروط وجب توفرها، و أي إخلال بها قد يقود صاحبها إلى السجن و دفع غرامة مالية.
«من خيرك يتنفس غيرك» شعار أبناء العاصمة في جمع التبرعات
قدم الجزائريون صورا إنسانية مؤثرة، قل مثيلها، بوقوفهم في صف واحد و اتحادهم في تكتل للجمعيات و التنسيقيات و المنظمات، لجمع التبرعات للمساهمة في التصدي لأخطبوط الوباء الذي أصبح منتشرا بأغلب ولايات الوطن، وسجل مؤخرا عددا قياسيا من الإصابات في الموجة الثالثة و قد عقد المتحور دلتا الوضع الراهن، ما زاد من يقين الجزائريين، حسبما رصدناه في هذا الملف، بأن مجابهة الوباء تتطلب تضافر جهود الجميع، شعبا و دولة.
من بين صور التضامن التي رسمها مجموعة من الشباب المنضوين تحت لواء التنسيقية التطوعية لشباب باب الواد بالعاصمة، على مستوى ساحة كيتناي، حاملين شعار «من خيرك يتنفس غيرك» ، بحضور وجوه فنية و رياضية شهيرة، من أجل دعم حملة جمع التبرعات التي بلغت ، حسب القائمين على العملية في يومها الثالث، 3 ملايير سنتيم، لكنها توقفت مؤقتا لظروف تنظيمية، و بقيت مستمرة بالنسبة لأبناء الجالية في الخارج.
و أعلنت التنسيقية في بيان لها، عن توقيف عملية جمع التبرعات، و نبهت إلى تفادي استعمال شعارها و تسميتها في العملية التضامنية، فضلا عن التنبيه الى إرسال الإعانات و الاتصال بالأرقام المنشورة في ملصقاتها و صفحتها الرئيسية عبر فايسبوك، كما نوهت إلى أن العملية التطوعية لشباب باب الواد، لا تملك فروعا و لا جهة أخرى مسؤولة عن جمع التبرعات في الجزائر، في إشارة إلى محاولة استغلال شعار و اسم التنسيقية، و ضرورة حمايتها من المحاولات الاحتيالية، و جاء أيضا في البيان أن التنسيقية تهدف إلى جمع التبرعات لمواجهة أزمة كوفيد19، و تسطر برنامجا لاقتناء 100 مكثف الأوكسجين.
الاستعانة بالأئمة في قسنطينة و صكوك على بياض بالبرج
و في ولاية قسنطينة، انطلقت حملة تضامنية كبرى يوم 28 جويلية المنصرم، بتأطير من مديرية الشؤون الدينية، مكنت من جمع أزيد من مليار سنتيم، لاقتناء مولد أوكسجين للمستشفى الجامعي بن باديس، حيث تبرع رجال أعمال و مواطنون من مختلف الشرائح الاجتماعية، بأموالهم، بالتنسيق مع الجمعيات الخيرية التي ساهمت في الحملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
و في ولاية برج بوعريريج أعلن منسق اللجنة الولائية للتضامن، عن تقدم مستثمرين و محسنين إليها و أعربوا عن استعدادهم لمنح صكوك على بياض، لاقتناء محطات لتوليد الأوكسجين و كل ما تحتاجه المستشفيات والمراكز الصحية، فتم جمع مبلغ 20 مليار سنتيم لحد الآن، و تقديم طلبيات لاقتناء 4 مولدات للأوكسجين و 500 مكثف و300 قارورة أوكسجين، لتغطية الاحتياجات المتزايدة لهذه المادة، كما ساهمت مؤسسات خاصة في منح كميات من الأوكسجين من مخزونها الذي يستعمل في صناعة الأجهزة الكهرومنزلية، حيث فضلت إنقاذ أرواح المواطنين بعد نفاد المخزون بمستشفى بوزيد، لتأخر وصول الشاحنة من ولاية جيجل، على استعماله في نشاطها الصناعي .
مؤسسات تتضامن مع المرضى في عدة ولايات
بادر مستثمرون و أصحاب شركات عبر مختلف ولايات الوطن، إلى التبرع بمبالغ مالية معتبرة، و من بين هذه المبادرات مبادرة مؤسسة صومام التي أعلنت عن تخصيص مبلغ 50 مليار سنتيم، كإعانة لمواجهة هذه الأزمة و توزيع 22 محطة توليد الأوكسجين عبر المؤسسات الاستشفائية بعدد من ولايات الوطن وهي بجاية، الجلفة، تيزي وزو، المغير، البويرة، سطيف، سكيكدة، عين تموشنت، الجزائر العاصمة و تيبازة.
* نبيل فرادي / مجمع «بيتروبركة» بسكرة
تقدمنا بطلبيات لاقتناء محطات لتوليد الأوكسجين و تجهيزات طبية
أكد نبيل فرادي، ابن مالك مجمع «بيتروبركة»، توفير المجمع للأموال الكافية و تقديم طلبيات إلى الممونين، لاقتناء محطات لتوليد الأوكسجين والمكثفات، لتوزيعها على المؤسسات الاستشفائية، مشيرا إلى أن المجمع في انتظار وصولها، عكس ما تم ترويجه عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأنها وصلت و وضعت حيز الخدمة بالمستشفيات عبر عدد من الولايات.
و أشار ذات المتحدث، إلى أن المجمع و عائلته المعروفة بمشاريعها الاستثمارية بمنطقة زريبة الوادي في بسكرة وغيرها من ولايات الوطن، لن تتوانى في تقديم يد المساعدة، و تعتبرها واجبا أخلاقيا في هذا الظرف الحساس، مؤكدا التقدم بطلبيات و دفع الأموال، لكن الإشكالية المطروحة تتمثل في ندرة الأجهزة و العتاد، مضيفا أن القضية قضية وقت، و سيتم توزيعها على المصحات فور استلامها.
و أشار من جهته إلى التنسيق مع السلطات المعنية في ضبط الاحتياجات، والتركيز على اقتناء الأجهزة و محطات توليد الأوكسجين بتقنيات عالية الجودة تضمن فعاليتها و ديمومتها، فضلا عن تكييف المقتنيات، حسب الاحتياجات، حيث سبق و أن قام المجمع بمنح 6 سيارات إسعاف لفائدة المستشفيات، وتجهيز مستشفى زريبة الوادي بأربع أجهزة متحركة للأوكسجين بمبلغ 250 مليون للجهاز الواحد، و سيارتي إسعاف و 40 ثلاجة و تجهيزات أخرى .
* خرشة محمد / جمعية سنابل الخير مغنية تلمسان
تكتلنا كجمعيات و نشطاء للمساهمة في مجابهة الأزمة
قال محمد خرشة، المكلف بالتنظيم بجمعية سنابل الخير في مدينة مغنية بولاية تلمسان، إن مبادرة تكتل أبناء مغنية، المكون من جمعيات وفعاليات المجتمع المدني و نشطاء، لاقت هبة تضامنية كبيرة لتجاوز هذه المحنة، ما سمح بجمع مبلغ مالي يقارب 7 ملايير سنتيم و التنسيق مع الموردين، لاقتناء محطتين لتوليد الأوكسجين من تركيا أو ألمانيا للتخفيف من حدة الأزمة الصحية التي تشهدها المدينة، و دعم مخزون المستشفى بمادة الأوكسجين.
و أضاف، أن ظروف الوباء جمعت أبناء المدينة ودفعتهم إلى التكتل في الجمعيات ومع الخيرين و النشطاء، منذ بدأت الأمور تتأزم و ارتفع عدد المصابين بكورونا، حيث شهد مستشفى المدينة تشبعا و اكتظاظا، ما زاد من الطلب على مادة الأوكسجين وأحدث ارتباكا بين المرضى و أقاربهم، ما جعل التضامن أكثر من ضروري في هذا الظرف الحساس، لإنقاذ حياة المرضى.
و تابع المتحدث أن الخيرين من أبناء المدينة، رفعوا نداء استغاثة لإيجاد حل في أقرب وقت و شراء مولدات الأوكسجين، و هو النداء الذي لقي استجابة واسعة، اذ تم جمع حوالي 6 ملايير و 600 مليون سنتيم، في ظرف يومين فقط، و ارتفع هذا المبلغ إلى ما يقارب 7 ملايير سنتيم، بفضل محسنين من مدينة مغنية و من الجالية بالخارج، حيث تمكن الناشط محمد مسيردي وحده من جمع حوالي 365 مليون سنتيم، و الحصول على 8 مكثفات للأوكسجين من تبرعات المحسنين، كما جمعت جمعية سنابل الخير حوالي 3 ملايير و 400 مليون سنتيم. و شدد المتحدث أن الجميع ساهم في ذلك و الظرف لا يسمح بتغليب كفة جمعية على أخرى أو التباهي بما تم جمعه، فالهدف المشترك هو إنقاذ الأرواح وجميع الجمعيات تذوب في مثل هذه الأزمات، و تنصهر في مهمة واحدة .
بالموازاة مع جمع التبرعات تم الشروع في خطوات للتنسيق مع الممونين لكن يبقى هذا المسعى، حسب السيد خرشة، يواجه مشكل ندرة المولدات والمكثفات في السوق، رغم اتمام جميع الإجراءات القانونية و الإدارية التي دعت إليها الوزارة الوصية، مشيرا إلى حصولهم على جميع الوثائق والرخص لإتمام عمليات الاستيراد، و اقتناء مولدين لتغطية احتياجات 120 سريرا بمستشفى شعبان حمدون الذي تتسع طاقة استيعابه الاجمالية لـ 240 سريرا.
* مداح السعيد / جمعية آفاق طالب العربي بتقرت
خصصنا التبرعات لاقتناء تجهيزات للمستشفى
أكد من جهته مداح السعيد، نائب رئيس جمعية آفاق طالب العربي بولاية تقرت، أن الأزمة الصحية الأخيرة أثبتت تجند الخيرين و المواطنين، لمد يد المساعدة و التضامن، حيث تم جمع مبلغ يقارب 800 مليون سنتيم، لاقتناء مكثفات الأوكسجين، فضلا عن اقتناء سيارة إسعاف لتدعيم مستشفى سليمان عميرات بعاصمة الولاية، و نقل الحالات الاستعجالية.
و أضاف المتحدث أن الجمعية ساهمت منذ بداية الجائحة في التصدي لها و الوقاية منها، فنظمت أول عملية لتعقيم الإدارات العمومية و مكاتب البريد و الأسواق والأماكن العمومية، إلى جانب تنظيم حملات تحسيسية و المشاركة في خياطة الكمامات و الألبسة الواقية للطواقم الطبية، إلى أن بلغت الموجة الثالثة، و سجلت أعدادا قياسية في المصابين بالمتحور دلتا، ما استدعى الانخراط في حملة جمع التبرعات من خلال الاستعانة بأئمة يحظون بثقة المواطنين، حيث تم إلقاء خطب و مواعظ حول الوباء و جمع التبرعات على مدار أسبوع، مع مراعاة اتخاذ جميع الإجراءات القانونية و تبليغ السلطات المحلية، بمراقبة المحضر القضائي.
و أشار المتحدث إلى أن الجمعية تركز خلال الفترة الأخيرة، على إنجاح حملة التلقيح، و تنظيم قافلة للتوجه إلى كبار السن و المقعدين، بالتنسيق مع المؤسسة الصحية الجوارية، لتمكينهم من الحصول على اللقاح بمنازلهم .
* بشير بوسماحة / جمعية «الناس للناس» بورقلة
وفرنا قارورات و مكثفات الأوكسجين قبل ظهور الموجة الثالثة
قال بشير بوسماحة، نائب رئيس جمعية «الناس للناس» بولاية ورقلة، للنصر، أن الجمعية أطلقت عمليات تضامنية لتزويد المستشفى بقارورات الأوكسجين و المكثفات، قبل ظهور الموجة الثالثة و الفيروس المتحور، و أكد، حسبه، خبراء و مختصين، أن محطات توليد الأوكسجين بمستشفى محمد بوضياف كافية، لتغطية احتياجات المرضى .
و أضاف أنه إلى جانب توفير 06 قارورات و مكثفات أوكسجين لمساعدة المرضى على تجاوز محنتهم سابقا، مع إمكانية استعمالها في الاستشفاء المنزلي، تم منذ حوالي أسبوع، إطلاق حملة تحت شعار «اقتناء ما يمكن اقتناءه» من المكثفات و القارورات و الأجهزة المتحركة.
و أكد بوسماحة للنصر «بناء على آراء الخبراء و المختصين في شركات التموين بهذه المادة ، فإن محطتي توليد الأوكسجين بمستشفى ورقلة، كافيتان لتغطية الطلب و احتياجات المرضى من الناحية التقنية»، مشددا بأنه يمكن حاليا أن تغطي احتياجات جميع الأسرة، لكن العجز يمكن أن يسجل في حال التشبع و تسجيل حالات تتجاوز طاقة الاستيعاب الإجمالية، ما يحتم استعمال القارورات و المكثفات ومنحها للمرضى في حال الاستشفاء المنزلي.
و نظرا لاتساع رقعة ولاية ورقلة و للتمكن من تغطية بلدياتها، تطمح الجمعية إلى تغطية حوالي 70 بالمئة منها بالمكثفات والقارورات، حيث يصل إلى الجمعية، حسب المتحدث، حوالي 45 طلبا على المكثفات من مختلف الفئات الاجتماعية من المسنين و المراهقين، و خاصة النساء الحوامل، يوميا.
* سميرة بعداش / أخصائية نفسانية
حملات التضامن مهمة للرفع من معنويات المرضى
شددت الأخصائية النفسانية، سميرة بعداش، على أهمية التضامن والتكافل مع المرضى المصابين بكوفيد 19، في هذا الظرف بالذات، و ذلك عن طريق توفير الأوكسجين و المساعدة النفسية، ما يرفع من معنوياتهم ويعطيهم الأمل في الشفاء، فالحالة النفسية المستقرة، دورها كبير في تقوية المناعة، كما قالت للنصر.
و أضافت النفسانية، أنه بات ضروريا على الأخصائيين النفسانيين، تقديم الدعم النفسي و المعنوي لزرع روح الأمل في نفوس المرضى بالمستشفيات، لأن الجانب النفسي ضروري لتقوية المناعة، فالقلق و الاكتئاب و الخوف و الهلع، كلها عوامل تنقص المناعة النفسية، مما يؤدي إلى نقص المناعة الجسمانية.
كما أن المساندة والمرافقة النفسية مهمة وتشعر المريض بنوع من الارتياح، في وقت يطغى الشعور بالقلق والهلع على المصابين بفيروس كورونا في المستشفيات، ما يسبب لهم اضطرابات عصبية، تحد من المناعة.
و أكدت المتحدثة على ضرورة تثمين الهبات و الحملات التطوعية من مختلف الهيئات والجمعيات و أرباب العمل والمجتمع المدني و المحسنين، لكونها تعطي للمريض انطباعا بوجود من هم بجانبه و يفكرون في شفائه، ناهيك عن اطمئنانه على توفير الأدوية ، و خاصة مادة الأوكسجين، ما يزيل المخاوف من حدوث ارتباك في توزيع هذه المادة، فتوفير ظروف الراحة النفسية للمريض مهمة، لأن ذلك يساهم في زرع البسمة و الأمل .
و أضافت المتحدثة أن تكثيف التكفل النفسي و المعنوي بات ضروريا، في خضم الموجة الثالثة من وباء كورونا، و اقتراب الإصابات من عتبة الألفي حالة، وما يتبعها من صعوبات في توفير الأوكسجين الذي يعتبر الحل الوحيد لإنقاذ حياة المرضى، و تعتبر جهود الخيرين والمحسنين إلى جانب الدولة، أحسن صورة تتجلى فيها روح التضامن والتكافل الاجتماعي، في عملية التبرعات المادية المتمثلة في شراء مولدات الأوكسجين و المعنوية المتمثلة في رفع المعنويات و القيام بحملات توعية و تحسيس للمواطنين بالتحلي بروح المسؤولية والإجراءات الوقائية.
* منصوري فاطمة الزهراء/ نائبة رئيس جمعية الصيادلة ( أنفا)
على الجمعيات تنظيم العملية التضامنية و الاستفادة من خبرة المتعاملين
نبهت فاطمة الزهراء منصوري، نائبة رئيس الجمعية الوطنية للصيادلة الجزائريين، إلى ضرورة تنظيم العملية التضامنية، بما يجعلها أكثر نجاعة و فعالية، بدءا بتحديد قائمة المقتنيات، حسب احتياجات المستشفيات والمراكز الصحية، اذ لا يمكن أن نحصر النقص في مولدات الأوكسجين و المكثفات لوحدها، بل توجد نقائص أخرى، لذا وجب تكييف قائمة المقتنيات، و تفادي توفير تجهيزات تفوق حجم الاحتياجات، في حين يبقى النقص مستمرا في تجهيزات أخرى على درجة كبيرة من الأهمية، مشيرة إلى ضرورة أخذ بعين الاعتبار ذلك عند منح الإعانات للمؤسسات الاستشفائية والمرضى.
و أكدت، في حديثها للنصر، أن الجمعية تنصح بضرورة التنسيق بين مختلف الفاعلين لتسيير أمثل للتبرعات، و حتى عمليات استيراد مكثفات الأوكسجين و غيرها من التجهيزات، التي فتحت السلطات المجال للجمعيات لاستيرادها و يجب أن تراعي لجانب التقني لمختلف الأجهزة ونوعيتها و يستحسن التعامل مع المتعاملين ذوي الخبرة في هذا المجال.
و أضافت المتحدثة أن الجمعية، حرصت منذ سنة 2020، و في عز أزمة كورونا، على تفعيل دور الصيادلة في مواجهة الأزمات الصحية على الصعيدين المهني و الجمعوي، من خلال تسطير نظرة مستقبلية شاملة للمنظومة الصحية و طرق تطويرها، خاصة بعد منح الجمعية الغطاء القانوني للمشاركة الميدانية في تقديم المساعدات و الخدمات الصحية الإضافية، مشيرة إلى أن الجمعية بادرت إلى إمضاء اتفاقية شراكة مع مديرية الوقاية في وزارة الصحة، للمشاركة في مختلف الحملات التحسيسية الوطنية، و نشر ومضات تحسيسية لشرح طرق انتشار فيروس كورونا، أعراضه و طرق الوقاية منه، و التحسيس بضرورة تلقى اللقاح وفعاليته و كل ما يتعلق بالأعراض الجانبية، فضلا عن تنشيط ندوات علمية عن طريق التحاضر عن بعد لفائدة الصيادلة، واقتراح تعميم التلقيح على الصيدليات الخاصة، و تنظيم تكوين مستمر لتمكين الصيادلة من التحضير الجيد لهاته المهمة، و تقديم مساعدات في ظل الأزمة الصحية الأخيرة، تتمثل في تجهيزات خاصة بمصالح الإنعاش ووسائل وقاية لمستخدمي المصالح الإستشفائية، بالإضافة إلى تجند صيادلة جمعية «أنفا» عبر أكثر من 33 ولاية لتقديم مئات تجهيزات التنفس، و أكثر من 250 ألف قناع واق و 4500 واقي للوجه، عبر 85 مصلحة طبية للإنعاش، وهذا بالتعاون مع جمعيات أخرى ناشطة في الميدان.
* عبد الحق قريمس / حقوقي وناشط جمعوي
حملات جمع التبرعات مقيدة بشروط و عقوبات
أكد عبد الحق قريمس، أستاذ القانون بجامعة جيجل وعضو بالمنظمة الوطنية لإرشاد وحماية المستهلك و محيطه، أن جمع التبرعات يخضع إلى قيود وشروط و أي محاولة للاحتيال والنصب، أو عدم الأخذ بعين الاعتبار هذه الشروط، ستعرض صاحبها و مرتكبها إلى العقاب الجزائي على نشاط جمع التبرعات دون رخصة، و لا يمكن اهمال هذا الجانب، رغم تثمين روح التضامن لتجاوز الأزمة الصحية التي ألقت بظلالها مع ظهور الموجة الثالثة.
و أضاف أنه في حالة القيام بنشاط جمع التبرعات دون رخصة، يعتبر الفعل مخالفا للقانون، ويخضع للعقاب الجزائي المقرر في الأمر 77-03 في قانون العقوبات، حيث تنص المادة الثامنة من الأمر، على الحبس من شهر إلى سنتين وغرامة من 2000 دج إلى 20 ألف دينار، أو إحدى العقوبتين، دون المساس بالمادتين 372 و 376، فالمادة 372 تخص « من توصل إلى استلام أو تلقي أموال أو منقولات أو سندات ... وكان ذلك بالاحتيال»، فيعاقب مرتكبها بالحبس من سنة إلى خمس سنوات، وغرامة من 500دج إلى 20 ألف دينار، أما المادة 376 التي جاء فيها «يعد مرتكبا لجريمة خيانة الأمانة كل من اختلس أو بدد بسوء نية أوراقا تجارية أو نقودا أو بضائع أو أوراق مالية ..»، و يعاقب بالحبس من ثلاثة أشهر إلى ثلاث سنوات، وغرامة من 500 دج إلى 20 ألف دينار، مشيرا الى أن هذه الأحكام، تخضع أيضا لعمليات جمع التبرعات التي تتم في الوسط الإلكتروني، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
و قد وضع المشرع الأحكام المطبقة على جمع التبرعات، في الأمر 77-03 والقرارات الوزارية المشتركة،حيث يتم اشتراط الرخصة الإدارية المسبقة لجمع التبرعات، التي تعتبر، حسب ما تقدم به الأستاذ عبد الحميد فريمس من شروحات، شرطا أساسيا لصحة نشاط جمع التبرعات بشكل عام، ومنه جمع التبرعات في إطار الأنشطة والأعمال الخيرية، مثل جمع المال اللازم للتكفل بعلاج المرضى، أو تقديم الدعم للجهات التي تقدم العلاج لهم، مثلما هي حال الهبة الشعبية التضامنية لاقتناء معدات التموين بالأوكسجين، و تمنح هذه الرخصة حسب النطاق الذي يراد ممارسة نشاط جمع التبرعات داخله، من الوالي، بالنسبة لجمع التبرعات الذي يتم داخل إقليم الولاية الواحدة، و من وزير الداخلية، عندما يتجاوز جمع التبرعات حدود إقليم الولاية الواحدة.
أما طلب الرخصة فيحتاج، كما أضاف المتحدث، إلى توقيع شخصين على طلب الرخصة، و ذكر معلوماتهما الشخصية ، واسم الجمعية أو المؤسسة التي يجمع التبرع لفائدتها، و في حالة جمع التبرعات لفائدة الجمعيات، حدد القانون 12-06 المتعلق بالجمعيات، الأحكام الخاصة بموارد الجمعيات وأملاكها ( المواد من 29 الى 38 من القانون 12-06)، وأشار إلى إمكانية اللجوء لجمع التبرعات باعتبارها من موارد نشاط الجمعية، فهي تخضع لنفس شروط الترخيص المطبقة على جمع التبرعات بشكل عام، مع اختلاف بخصوص وجهة الأموال، إذ أنها تخصص لتمويل نشاط الجمعية، التي قد تكون من بينها أوجه المساعدة للمرضى والمحتاجين.
أما بخصوص التسهيلات المقررة لنشاط استيراد أجهزة ومعدات التموين بالأوكسجين، فأشار إلى قيام وزارة الصناعة الصيدلانية بالتخفيف من الشروط والإجراءات المقررة لهذا النشاط، و التي تمثلت في مكونات الملف الإداري الخاص باستيراد أجهزة و معدات التموين بالأوكسجين،و ذلك بالتمييز بين القائم بالنشاط، إذا تعلق بالأمر بجمعية أو بأشخاص طبيعيين، ففي حالة الاستيراد من طرف الجمعيات يحتوي الملف على القانون الأساسي ومقرر اعتماد الجمعية، وطلب ترخيص استيراد لغرض هبة، و تحديد اسم المنتوج والكمية المستوردة، والبطاقة التقنية للمنتوج وفاتورته الشكلية.
أما في حالة الاستيراد من قبل الخواص، فالمطلوب الاعفاء من شرط الحصول على ترخيص للقيام بعمليات استيراد مكثفات الأكسجين أو أية أجهزة طبية مستخدمة في مواجهة وباء كوفيد-19 من طرف الخواص و موجهة للاستعمال الشخصي.
أهم التسهيلات المعتمدة لاستيراد الجمعيات والخواص للتجهيزات الطبية
يرصد أستاذ القانون، عبد الحق قريمس أهم التسهيلات التي من شأنها التعجيل في الحصول على التجهيزات الطبية، فزيادة على اختصار وقت دراسة الملفات الإدارية و الفصل فيها، بأن يتم ذلك بشكل فوري، وإفادة المعنيين من الإعفاءات الجمركية و الجبائية، التي تطبق في الأصل على هذا النشاط، تم فتح المجال أمام الجمعيات والأفراد لاستيراد هذه المعدات والتجهيزات في قرار يأتي كاستثناء على احتكار هذا النشاط من طرف المؤسسات العمومية والمؤسسات الصيدلانية المعتمدة لاستيراد المواد الصيدلانية والمستلزمات الطبية، طبقا لأحكام قانون الصحة رقم 18-11 ونصوصه التطبيقية، وعلى الخصوص قرار وزارة الصناعة المؤرخ في 14 فيفري 2021 الذي يحدد دفتر الشروط التقنية الخاصة باستيراد المواد الصيدلانية والمستلزمات الطبية الموجهة للطب البشري (الجريدة الرسمية عدد 15 لسنة 2021) وأوضح أستاذ القانون، أنه بموجب هذه التدابير الاستثنائية، تستفيد الجهات المرخص لها من القيام بهذا النشاط من التسهيلات المشار إليها، لكونها تقتني هذه المنتوجات لأجل التبرع بها لصالح المستشفيات والمرضى، وليس لغرض ممارسة التجارة وتحقيق الربح.
ع/ ب
* مصطفى زبدي رئيس المنظمة الوطنية لإرشاد وحماية المستهلك ومحيطه
التسهيلات في اقتناء مولدات و مكثفات الأوكسجين شجعت على العمل التضامني
يرى مصطفى زبدي، رئيس المنظمة الوطنية لإرشاد وحماية المستهلك ومحيطه أن الحل الأكثر نجاعة في الوقت الحالي ، هو التوجه إلى اقتناء واستيراد قارورات و مكثفات الأوكسجين، لسهولة الحصول على الطلبيات في أقرب وقت، مقارنة مع طلبيات مولدات الأوكسجين التي قد تطول لمدة تزيد عن الشهرين، مشيرا إلى أن التسهيلات المعتمدة لفائدة الجمعيات في اقتناء و استيراد هذه التجهيزات، شجع على العمل التضامني .
حاوره : عثمان بوعبدالله
النصر: صاحب الموجة الثالثة من الجائحة وعي تضامني، كمنظمة كيف تستقبلون سخاء و تضامن المواطنين في هذا الظرف الاستثنائي؟
مصطفى زبدي: الشعب الجزائري بطبيعته شعب متضامن، و هذه الهبة الشعبية لم نعشها منذ مدة لأسباب مختلفة، نحن كبقية المواطنين سعداء، وهناك من يريد تثبيط هذه العزيمة، بمحاولة التشكيك فيتساءلون مثلا «لماذا يتضامن الشعب في حين أن المهمة كان لا بد أن تكون على عاتق السلطات»، نقول أن هناك في دول أخرى من يدفع الأموال من أجل أن يرى اتحاد الشعب و التفافه وهبة شعبية مثل هذه، فما فرقتنا به السياسة و ما حاول الأعداء أن يفرقوننا فيه، بزرعهم لبذور الجهوية المسمومة، تثبت مثل هذه الأزمات والهبات التضامنية أنهم مخطئون في تقديرهم لوحدة والتحام الشعب الجزائري، بمختلف فئاته وشرائحه، فهناك أطفال يتبرعون ونسوة يمنحن ما لديهن من ذهب وحلي، وغيرها من صور النضال التي لا يمكن إلا أن نثمنها و نرعاها و نعمل على تعزيزها .
ما هو الدور الذي قمتم به لحد الآن، لتعزيز الفعل التضامني؟
نعمل دور الرابط و الباحث عن الممونين بالتجهيزات و المعدات الطبية، و نقوم بدور تذليل العقبات لحماية هذه الهبة التضامنية في إطار قانوني و سليم، لغلق الطريق أمام المنتهزين، كما نعمل على تغذية الفعل الخيري بالترويج لما يحدث، و لا نخفي أن الطلبات التي تصلنا لجمع الأموال واقتناء المعدات، تتجاوزنا في بعض الأحيان، نظرا لبعض الفراغات القانونية، لكن التسهيلات المعتمدة مؤخرا لفائدة الجمعيات، خففت من حدة العراقيل، اذ أصبح بمقدروها استيراد مولدات و مكثفات الأوكسجين، و نقوم حاليا بالربط بين المتعاملين و الجمعيات والمتضامنين و جامعي الأموال، من خلال البحث عن الموردين و المصانع التي تصنع المكثفات والمولدات .
تحدثتم عن فراغات قانونية، هل تقصد الإجراءات المعمول بها لجمع التبرعات؟
من بين الفراغات القانونية التي كانت مطروحة، أن الجمعيات والأشخاص ليس باستطاعتهم اقتناء مكثفات أو مولدات أوكسجين، ومنذ بداية الموجة الثالثة من الجائحة واشتدادها، تم رفع هذه القيود و أصبح بإمكان الجمعيات اقتناء واستيراد ما تريد، كانت عائقا بالنسبة لنا و يبقى عامل اقتناء هذه المنتوجات مرتبطا بضرورة استشارة المختصين والتنسيق معهم، و من جهتنا اتصلنا بمختصين في هذا المجال، وتوصلنا الى الاتفاق مع مورد لاقتناء مكثفات الأوكسجين، دون فائدة و بنصف الثمن المتداول حاليا في السوق الوطنية.
هل نفهم من كلامكم، أن مشكل ندرة المكثفات والمولدات يتوجه إلى الانفراج؟
بالنسبة للمكثفات لا يوجد إشكال، أما المولدات فتحتاج لوقت بعد إيداع الطلبيات، و ما تم اقتناؤه من مولدات كان متوفرا في السوق الوطنية بكميات قليلة، ما يمكن قوله، يجب ألا نعتمد كثيرا على المولدات في الوقت القريب، لأن الطلب العالمي متزايد عليها ولا يمكن جلبها في أحسن الأحوال، إلا بعد مدة تزيد عن الشهرين.
هل يمكن أن نطلع على الطلبيات المقدمة من قبل جمعيتكم ؟
لدينا لحد الساعة ما يمكن لاقتناء عدة محطات، كما أن عددا من المتعاملين اتصلوا بنا وأبدوا استعدادهم لمساعدتنا، لكن تقنيا نحن شبه مشلولين، بحثنا في السوق الوطنية و لم نجد، ولا مولد واحد في السوق الأوروبية، زد على ذلك الإشكال في المدة، فهل من الحكمة أن نودع طلبية في هذا الظرف الحساس و الاستثنائي و ننتظر لمدة تزيد عن الشهرين إلى ثلاثة أشهر، للحصول عليها؟ و عليه اتصلنا بمحترفين في هذا المجال، وننتظر منهم تزويدنا بقائمة المؤسسات التي تتوفر على مخزون في السوق الآسيوية، ما يمكن التأكيد عليه أن المال متوفر والهبات متوفرة، بقيت فقط آليات اقتنائها، نحن كمنظمة و جمعيات أخرى غير مختصين في هذا المجال، و كل مرة نواجه عقبات قانونية، وعقبات في البحث، بالنسبة للمكثفات لا يوجد إشكال وستباع للجمعيات بثمنها الأصلي دون زيادة أما مولدات الأوكسجين فلم نجد حلا بعد .
يقول أطباء أن الموجة الثالثة، جعلت الحديث يكاد ينحصر على نقص الأوكسجين، مع تسجيل انكماش في التحسيس بتدابير الوقاية والتلقيح، فكيف توازنون بين المطلبين؟
كنا من الجمعيات الأولى، التي أطلقت حملة تحسيسية للتلقيح و تلقينا وابلا من الانتقادات، لأننا بادرنا بالحملة عبر كامل التراب الوطني، و هو ما نرصده و ننشره يوميا لمكاتبنا الولائية، شرعنا مؤخرا في المساهمة في تنظيم عمليات التلقيح، لبروز بعض السلوكات و المظاهر السلبية، خاصة في بعض مراكز التلقيح التي شهدت تدافعا و إقبالا ليس له نظير، ما جعلها تتحول إلى بؤر للوباء، و تمكنا من التنبيه إلى إغلاق مواقع لا تتوفر على شروط السلامة.
إننا نرافق حملة التلقيح مثلما ساهمنا في تنظيم الطوابير بمراكز البريد والمرافق المستقبلة للجمهور، خرجنا من مرحلة الشكوك التي جعلت المواطنين يعزفون عن التلقيح ، و الطلبات الآن أكثر مما هو متوفر و الدليل التحضير لانخراط أزيد من 4500 صيدلية للمشاركة في التلقيح، ما يؤكد نجاح تحدي إقناع المواطنين بالتلقيح .
ع/ ب
* أكرم بن طالب / طبيب مختص في الأمراض الصدرية
حملات التضامن أنقذت مرضى لكن الوقاية والتلقيح أهم لمجابهة الوباء
قال، أكرم بن طالب، طبيب مختص في الأمراض الصدرية و رئيس مصلحة الكوفيد بمستشفى بوزيدي بولاية برج بوعريريج، أن الوضعية الوبائية أضحت أخطر بظهور المتحورات، وبالأخص المتحور دلتا، كاشفا عن مساهمة حملات التضامن والتبرع بالأوكسجين في إنقاذ المرضى، لكن يبقى التحكم و السيطرة في الوضعية الوبائية، كما أكد ، مرتكزا على ضرورة التقيد بالبروتوكول الصحي والإجراءات الوقائية والتلقيح، لتحقيق مسعى المناعة الجماعية
نمر بموجة ثالثة من وباء كورونا، كيف تتعاملون مع الوضع لتجاوزها والتخفيف من أضرارها ؟
ـ الموجة الثالثة خطيرة جدا، و ناجمة عن التراجع والتساهل المسجل في التقيد بالإجراءات الوقائية، خاصة في الفترة التي سبقت ظهور هذه الموجة و بلوغ الذروة في عدد الإصابات، إذ لم يعد كثيرون يتقيدون بتعليمات وتوصيات شرط التباعد و وضع كمامات، فكثرة التجمعات وإقامة الأعراس و الأفراح، إضافة إلى ظهور المتحورات، خاصة دلتا الذي ينتشر بسرعة ويسبب أزمة للمرضى في وقت وجيز، كلها عوامل أدت إلى توافد عدد كبير من المرضى دفعة واحدة، ما زاد الضغط على المستشفيات و ضاعف من الطلب على الأوكسجين.
هل تضاعف استعمال الأوكسجين ؟
ـ تضاعف تقريبا مرتين، لأن الوضعية الوبائية أضحت أخطر، و أضحى التحكم فيها أصعب منذ ظهور المتحور دلتا، لأنه جعل من وباء كوفيد 19 أخطر من ذي قبل، بالنظر إلى سرعة انتشاره، حيث عادة ما نستقبل المرضى المصابين بهذا المتحور في مرحلة متقدمة، وهي المرحلة الثانية من المرض، أي مرحلة الالتهابات والتعقيدات التي تصيب الجهاز التنفسي و الرئتين، ما يستدعي إخضاع المريض لعلاج مكثف و مده بكميات كبيرة من الأوكسجين، تتجاوز 15 لترا للمريض الواحد، لهذا أصبح الطلب عليه متزايدا من قبل مختلف المستشفيات وحتى في حالة الاستشفاء المنزلي لبعض المرضى .
صاحبت التعقيدات في الوضعية الوبائية و زيادة الطلب على الأوكسجين حملة تبرعات و هبات تضامنية وطنية لتدعيم مخزون هذه المادة، كيف استقبلتم كأطباء وجنود في ساحة المعركة ضد الوباء، هذه الهبة الشعبية ؟
ـ عندما تكثر الحالات التي تستقبلها المستشفيات، تتحول الوضعية الوبائية إلى أزمة صحية، ينجم عنها الطلب المتزايد على الأدوية وتذبذب في توزيع الأوكسجين، لذا وجب تضافر جهود الجمعيات لتجاوز هذا الظرف المفاجئ والاستثنائي، في هذا الوضع الحرج، نحتاج إلى تعاون ومساعدة الجميع وخاصة المواطنين، لهذا أود أن أنوه إلى أننا لو احترمنا تعليمات الوقاية، لما وصلنا لهذه الحالة، لذا أجدد ندائي إلى المواطنين لتجنب التجمعات والعمل بالنصائح والتقيد بالإجراءات والتوصيات الوقائية، فأفضل وسيلة يتضامن بها الفرد مع المجتمع، هو أن يكون واعيا بالخطر الذي يتربص به و بمن حوله، ناهيك عن آثاره السلبية بما فيها التكاليف المادية.
نطلع يوميا على حملات التضامن والتبرع ، خاصة ما تعلق منها بتوفير الأوكسجين في هذا الظرف الحساس،و المبادرات التي تهدف إلى توفير قارورات و مكثفات الأوكسجين و خاصة محطات توليد الأوكسجين التي أصبحت ضرورية لتجاوز المحنة، فهذه الموجة سنتجاوزها، و قد تحدث أزمة صحية أخرى، لهذا نثمن مثل هذه المبادرات، خاصة وأنها تأتي في وقت حرج، لحماية أرواح المرضى و تدعيم ما يتم توفيره في الحالات الاستعجالية و الاضطرارية، وهي جد مهمة لإنقاذ الكثير من الأرواح.
المطلوب كسر سلسلة العدوى
ما هو المطلوب حاليا من المواطن؟
ـ المطلوب حاليا هو كسر سلسلة انتقال الفيروس، فالتقيد بالإجراءات الوقائية أمر ضروري، لأن هناك من لا يلتزمون بتوصيات الوقاية و لا يزالون يستهترون بخطورة الوباء، لهذا وجب الحجر و الردع للمخالفين، لأن الأمر يتعلق بالصحة العمومية و بمن حولهم و ليس بهم فقط، أما الأمر الذي لا يقل أهمية عن الوقاية في الوقت الراهن، هو التوجه بقوة إلى التلقيح، نعلم بتداول أفكار مغلوطة عنه ، و نحن كأطباء مختصين نطمئن الجميع بأن كل الدراسات الحالية تؤكد أن التلقيح مفيد جدا ، خاصة لتوفير الحماية من الإصابات الخطيرة ، هو مؤمن و آمن و لا توجد أعراض جانبية خطيرة له، فهو مثل اللقاحات الموجودة، حتى الأطفال الصغار أخذوا اللقاح وهم في صحة جيدة، لذا أؤكد مجددا أن الوقاية والتلقيح أساسيان للوصول إلى المناعة الجماعية، وكسر سلسلة انتشار الفيروس، والحد من الإصابات للعودة إلى الاستقرار في الحالة الوبائية.
حوار : عثمان بوعبدالله