الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
مغارة «بني عاد» قبلة الباحثين عن الانتعاش و الاستمتاع بالنوتات الموسيقية الجليدية
يحتمي الكثير من المواطنين بمغارة بني عاد بتلمسان هروبا من أشعة الشمس، وهي من الكهوف العجيبة «الباردة «التي تجلب عددا كبيرا من الزوار خلال فترة الصيف لاكتشاف روعة وجمال المكان و الاستمتاع بصدى النوتات الموسيقية التي تنبعث من الأعمدة الجلدية.
لحظة بلوغك ولاية تلمسان خلال فترة الصيف يرشدك أبناؤها بضرورة زيارة مغارة «بني عاد» الواقعة بإقليم بلدية «عين فزة» دون سائر المناطق السياحية التي تزخر بها المنطقة على غرار موقع هضبة «لالة ستي» و «المشور «.. و غيرها لكون المغارة الباردة جدا تقع بنحو 75 متر تحت سطح الأرض،لذا يلجأ الكثير من الزوار إليها للاحتماء من أشعة ولفحات الشمس الحارقة و الاستمتاع بالمناظر الطبيعية على مسافات بعيدة جدا، إذ يصل عمق المغارة إلى أزيد من 700 متر بحرارة لا تتجاوز حدود 13 درجة مئوية على مدار السنة وبرطوبة تبدو عالية، معدل ثابت لا يمكن تحمله أو مقاومته بثياب صيفية خصوصا بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة كالروماتيزم وضيق التنفس. دخول المغارة لأول مرة و في ذلك الظلام الذي تنير معالم طريقك بعض المصابيح التزيينية قد يجعل الزائر يشعر بانقباض صدره و تأزم أنفاسه و يحس بقلة مادة الأكسجين، لكن سرعان ما يتأقلم مع الأجواء بالداخل و يستسلم لجمال و سحر المكان.
و فيما يهم البعض بالخروج، يزداد فضول و إصرار آخرين على ولوج هذه المغارة التي استوطنها قبائل الأمازيغ وكانت ملجأ للثوار و المجاهدين إبان الثورة التحريرية المباركة فيما كانت أيضا محل مزار العلامة عبد الرحمن ابن خلدون و ابن خَفَاجة الأندلسي، من أعلام الشعراء الأندلسيين في القرنين الخامس والسادس الهجريين في عصر كان نضج اللغة بلغ فيه منتهاه و المعروف عنه بوصف الطبيعة وجمالها.
وفي الدروب و الدهاليز المهيأة للراجلين لاكتشاف سحر المكان ترى الدهشة بادية على الوجوه وأسئلة الزوار التي لا تكاد تنقطع حول هذا المكسب الطبيعي الذي اكتشفه الأمازيغ في القرن الأول أو الثاني قبل الميلاد، حسب الروايات المتواترة، يقول المرشد إبراهيم مؤكدا بأن هؤلاء جعلوا منها مكانا آمنا، و اليوم تعد فضاء سياحيا بامتياز، ينبغي كما أضاف الحفاظ عليه وتدعيمه، خاصة و أن التعداد السنوي للزوار من مختلف أنحاء الوطن وخارجه يصل إلى 29 ألف سائح سنويا وهو رقم مهم في معادلة الاستثمار السياحي.
و في غمرة الحديث مع المرشد إبراهيم تتوالى طرح الأسئلة عن الترسبات الكلسية التي تحدث نتيجة تسرب مياه الأمطار المحملة بالكلس وبثاني أكسيد الكربون وهو ما يطلق عليه بالصواعد و النوازل الصخرية، التي تقدر فترة تشكل كل سنتيمتر منها، نحو مئة سنة على الأقل.
و تشبه النوازل الصخرية أو الكلسية الموجودة في أسفل المغارة السيوف العربية المصقولة والصاعدة على شكل شجر النخيل، و لكل زائر خياله و حرية تشكيل اللوحات في ذهنه التي تزيدها عذوبة تلك النوتات الموسيقية المنبعثة من الأعمدة الكلسية أو الجلدية إلهاما.
و رغم روعة وسحر المكان إلا أن بعض الزوار ينتابهم الخوف من الصدى غير المتوقع لهديل الحمام و ترسم مخيلتهم مشاهد رعب كتدفق أسراب الخفافيش التي تستوطن عادة مثل هذه الأمكنة الرطبة و المظلمة على طريقة الأفلام الأمريكية حول «مصاصي الدماء»مما يزيد الموقف رعبا وخوفا خصوصا عندما يندفع الكبار و الصغار على حد سواء في تخويف بعضهم البعض، فيضطر البعض إلى الانسحاب و توقيف الزيارة قبل نزولهم إلى القاعدة السفلية.
هشام/ج