* دعوة لانتفاضة من المجتمع الدولي لصالح حقوق الشعب الفلسطيني * ثمن الصمت والتقاعس أمام المأساة الفلسطينية سيكون باهظاأكد رئيس الجمهورية السيد، عبد...
التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
أجواء مميزة تعيشها العائلات التبسية هذه الأيام مع انطلاق موسم الحج ، وهي تودع حجاجها إلى البقاع المقدسة لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام ، فموسم الحج احتفالية كبيرة وبهجة عظيمة لدى أهل تبسة منذ القدم ،حيث يستعد الناس لهذا الموسم العظيم منذ إجراء عملية القرعة وبخاصة الراغبين في الحج .
وحسب ما حدثنا به بعض الشيوخ من كبار السن الذين سبق لهم أداء هذا النسك ، أن الناس يستعدون لموسم الحج قبل حلوله بشهور عديدة ، وإذا ما نوى الشخص الحج تبدأ معه مراسم وعادات وتقاليد رائعة ،ويبدأ الحاج في البحث عن الرفقة الصالحة الطيبة التي تساعده على الخير وتسعى إليه ، ثم يقوم بتجهيز نفسه ماليا وتحضير بعض المؤونة والمواد الضرورية الواجب توفرها كما هو الحال لمادة العسل وبعض الأعشاب الطبية كالعرعار والشيح ....، ولا يمكن للحاج التبسي أن ينسى « السويكة « في رحلته والتي تتفنن النساء التبسيات في تحضيرها باحترافية كبيرة .
كما لا يمكن أن يغادر الحاج مقر سكناه دون أن يُعدّ أهله وليمة ضخمة تتكون من طعام يُطبخ باللحم وفي مقدمتها أكلة « الكسكسي « الشعبية ، ويُدعى إليها الأقارب والجيران والأصدقاء، ويعتبر أهل الحاج هذه العادة إكرامية توارثوها أبا عن جد لا يمكن إغفالها أو نسيانها ، ويسعى جاهدا لقضاء جميع الديون التي عليه حتى لا تبقى هذه الديون حبلا في رقبته ، ويوم السفر ينتقل الحاج إلى أحد المساجد القريبة لأداء ركعتين بعد توديعه من طرف أسرته التي تسكب وراءه الماء وهي عادة معروفة بالمنطقة لما ترمز إليه من أمن وأمان ، ومنه إلى المطار محطته الأخيرة بمدينة عنابة في الطريق إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج .
والاستعداد لتوديع الحجاج لا يقتصر على إقامة الولائم فقط، بل يحرص الحاج على القيام بعدة أمور حتى يغادر الأهل والجميع راض عنه ، ولا يحمل في قلبه بغضاء ولا شحناء لأحد من الناس حتى يكون حجه مقبولا وذنبه مغفورا بإذن الله.
وفي هذا الإطار يقول الحاج « صالح ــ ر» الذي سبق له أن أدى مناسك العمرة قبل سنوات «أن التسامح والتصالح من الطقوس الهامة المرتبطة بأداء فريضة الحج لدى الجزائريين، مضيفا بأن كل من وفقه الله لأداء الحج ، ملزم بتحسين علاقاته مع محيطه والتواصل مع جيرانه وعائلته وأقاربه ومعارفه لتوديعهم، طالبا منهم العفو والصفح عما بدر منه في حقهم من ظلم ، مع ضرورة فتح صفحة جديدة مع مقاطعيهم، مخافة أن يدركهم الموت في بيت الله وهو على خلاف مع أحد، حتى يكون حجه مقبولا .
ومن العادات التي دأب عليها المتوجهون إلى البقاع المقدسة بولاية تبسة ، حرصهم الكبير على مساعدة الفقراء والمعوزين بالصدقات حتى تكون له وجاء وحماية من المصائب وتكفيرا عن الذنوب ،ولعل ما يثير الاستغراب ويبعث على الدهشة تلك الطلبات الكثيرة من الأهل والجيران والأحباب التي تتقاطر على الحاج، الذي يغادر أرض الوطن وهو محمل بقائمة طويلة وعريضة من الاحتياجات والطلبيات الكثيرة التي لا يمكن تلبيتها جميعها حتى ولو كان الحاج مزودا بأموال كثيرة ، والتي عادة ما تكون طلبات غير موضوعية تثقل كاهل الحاج وتسبب له حرجا خاصة أثناء العودة حيث يجد الحاج نفسه أمام معضلة تحديد الوزن الذي يجب ألا يتجاوز 40 كلغ وما زاد عن ذلك يدفع ثمنه بالأورو أو الريال السعودي .
حتى أن الحاج « أبو بكر « قال : تمنيت لو أن ما يطلبه الناس يتعلق بالدعاء لهم في الأماكن التي يستجاب فيها الدعاء ، باعتبار أن الدعاء في الأماكن المقدسة مقبول لاسيما عند باب الملتزم بالكعبة الشريفة وأثناء السعي بين الصفا والمروى ويوم عرفة ، فضلا على طلبات أخرى كالملابس والسجادات والحناء والتمر، التي لها أثر خاص في نفسية الفرد لكونها أحضرت من أطهر بقاع الأرض ، ويعتقد أن فيها البركة وربما فيها حتى الشفاء من الكثير من الأمراض النفسية والجسدية .
و في هذا السياق نجد السيدات اللواتي لم ينجبن بعد سنوات من الزواج يناشدن المتوجهين إلى الحج بإحضار بعض الأعشاب وماء زمزم ليكون سببا في التخلص من معوقات الإنجاب ، أما الشابات اللواتي فاتهن قطار الزواج فلا يفوّتن الفرصة بدورهن و يشددن على الحجاج بتمكينهن من الحناء وبعض أنواع التمور لعلهن يظفرن بعرسان لبناء أسرهن وإنجاب الأولاد ، وتلك أمنية لا نخال أن أية أسرة لا تتمناها لبناتها ،ويظل الحاج على تواصل دائم مع أهله عن طريق الهاتف النقال من ساعة مغادرته إلى غاية عودته حيث يتبادل أطراف الحديث مع المتصلين به من عائلته وأحبائه ، وتجد الحاج حريصا كل الحرص على السؤال و معرفة كل ما يدور في مدينته و وطنه من أحداث ، فحج مبرور وذنب مغفور وسعي مشكور وتجارة لن تبور لحجاجنا الميامين.
ع/نصيب