الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
واقع تمدرس المعاقين بقسنطينة بين أمل الإدماج و ألم العزلة
يعد الالتحاق بالمدرسة من بين أصعب التحديات التي تواجه أولياء الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، على اعتبار أن المرحلة حرجة و تتطلب الكثير من الاستعداد و المتابعة، وقبل ذلك ضمان الحصول على مقعد بيداغوجي مناسب للطفل، نظرا لمحدودية المقاعد الموّجهة لهذه الفئة من جهة و عزلها عن المدارس العمومية، كون غالبية الأقسام موزعة على مراكز صحية بيداغوجية متخصصة من جهة أخرى، ما يعتبره الأولياء تفرقة و تمييزا في حق أبنائهم، مطالبين بإدماجهم بشكل أكبر في المؤسسات التعليمية العمومية و رفع حصتهم السنوية فيها.
كغيرهم من الأطفال يحلمون بصبيحة العودة إلى المدارس، ويتشوقون لارتداء المئزر الأزرق الجميل و حمل الحقيبة المدرسية، هم أطفال يعانون في صمت بسبب الإعاقة، لكن أملهم في الاندماج اجتماعيا، يمنحهم القوة للمطالبة بحقهم في التعليم، بالرغم من الصعوبات الاجتماعية و النفسية و العقلية التي تعيق عملية إدماجهم بالشكل المطلوب، مع ذلك يخوض أولياؤهم رحلة شاقة لضمان حصولهم على تعليم مناسب،إذ توضح السيدة حياة، أم لطفل في الثامنة من العمر يعاني من إعاقة ذهنية بسيطة تكمن في صعوبة النطق و التحكم العضلي، بأن نظرة المجتمع لطفلها لا تؤذيها بقدر ما تواجه صعوبة في تقبل تدريس ابنها في أقسام خاصة بذوي الإعاقة على مستوى مراكز متخصصة، الأمر الذي اعتبرته إجحافا في حقه لأنه كما قالت قادر على متابعة دراسته بشكل طبيعي في مؤسسة تعليمية عادية، خصوصا وان إعاقته لا تتعدى نسبة 80 بالمائة.
محدثتنا أشارت إلى أنها سبق وأن حاولت تسجيل ابنها في مدرسة ابتدائية عمومية، غير أنها اضطرت لسحب الطلب بسبب وضعه العقلي، و قدمت طلبا ثانيا على مستوى مدرسة النشاط الاجتماعي للحصول على مقعد بيداغوجي مدمج في واحدة من مدارس الولاية، إلا أن طلبها لا يزال في خانة الانتظار بسبب محدودية الأقسام و كثرة الطلب حسب ما علمت به من قبل ذات المصالح.
من جعتها عبرت أم أمير، مريض توحد في السابعة من العمر، عن رفضها لسياسة التمييز الممارسة في حق فئة مرضى التوحد الذين يقتصر تعليمهم على الطور الابتدائي فقط، حيث يستفيدون من متابعة خاصة من قبل جمعيات متخصصة ، حالهم حال الأطفال مرضى تريزومي 21، الذين يعيشون عزلة مفروضة، رغم ذكائهم و قدرتهم على التعلم، موضحة بأنها سبق وأن سجلت أمير في قسم عادي بابتدائية بحي الدقسي سليمان، لكنها أجبرت على تحويله بطلب من المعلمة التي قيمته بأنه عاجز ذهنيا و غير قادر على مجاراة زملائه في الصف.
علّقت أم أمير بأن السبب الرئيسي وراء طرد ابنها من المؤسسة هو غياب الاستعداد النفسي عند المعلمة للتعامل مع حالته أمير الخاصة، لذلك اختارت أسهل الحلول وهو طلب تحويله إلى مركز خاص بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
حالات عديدة أخرى لأطفال يعانون إعاقات خفيفة، تواجه مصيرا غير واضح بسبب محدودية الأقسام الخاصة بهم و الميل إلى عزلهم في مراكز طبية بيداغوجية، بدلا من إدماجهم في المؤسسات التعليمية تمهيدا لإدماجهم اجتماعيا، بالرغم من أن الدراسات الحديثة تؤكد على أهمية منح هذه الفئة من الأطفال مساحة أكبر للتفاعل مع الأشخاص الطبيعيين و توفير بيئة تعليمة مناسبة لتطوير قدراتهم.
بهذا الخصوص أكدت مدرية النشاط الاجتماعي بقسنطينة، بأنها تقوم بكافة الجهود لتسهيل عملية تمدرس هذه الشريحة من الأطفال، بالرغم من أن قدرة استيعاب الهياكل المتوفرة لا تكفي دائما لتغطية الطبل المتزايد من قبل الأولياء، مشيرة إلى إحصاء حوالي 250 طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن قائمة الانتظار للحصول على مقعد بيداغوجي، رغم تسجيل أزيد من 670 تلميذا معاقا سيلتحقون بمقاعد الدراسة هذا العام.
ذات المصالح كشفت عن فتح 10 أقسام جديدة للأطفال الذين يعانون من إعاقات ذهنية خفيفة، من بينها 5 أقسام خاصة بأطفال التوّحد، منها ما هو مدمج على مستوى المؤسسات التعليمية و منها ما تم توزيعه على المؤسسات الطبية البيداغوجية، مع التوضيح بأن أقسام أطفال التوحد التي افتتحت على مستوى المراكز الطبيبة البيداغوجية الأربعة بقسنطينة، تعد سابقة هي الأولى من نوعها تهدف إلى استيعاب طلب الأولياء المتزايد.
بالمقابل تم توفير كافة الوسائل المتعلقة بالعملية البيداغوجية وبالخصوص النفسانية و ضمان كافة الشروط الضرورية بالتنسيق مع مدرية التربية بقسنطينة، لتحسين ظروف التمدرس بالأقسام المدمجة في المؤسسات التربوية و المقدرة بخمسة أقسام جديدة، ليرتفع عدد الأقسام المدمجة الخاصة بهذه الفئة في الولاية إلى 17 قسما تضم 167 تلميذ، ذلك في انتظار افتتاح ممركز بيداغوجي جديد بحي الشالي لاستيعاب الطلب.
وتحسينا لظروف تمدرس الأطفال المحتاجين ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد تم تخصيص جزء هام من ميزانية قطاع الضمان الاجتماعي الموجهة للحقيبة المدرسية، حيث رصدت لصالحهم 670 استفادة، ستوزع قبل الدخول المدرسي المقرر بتاريخ 6 سبتمبر القادم.
نور الهدى طابي