فيما تم إرجاء فتح ملف ديون النوادي

لجنة مشتركة لإعداد مسودة عقد اللاعب المحترف
أرجأ الرئيس الجديد للفاف جهيد زفيزف، تشريح قضية الديون المقيدة على النوادي المحترفة بناء على القرارات الصادرة عن الغرفة الفيدرالية للمنازعات، وأكد خلال الاجتماع الأول للمكتب الفيدرالي الجديد على أن الوضعية الراهنة تستوجب عملية تشريح استعجالية، بحثا عن حلول ميدانية ناجعة، تكون كافية لتخليص الكرة الجزائرية من أعوص المشاكل التي أصبحت تهدد المنظومة الكروية الوطنية.

وتشير المعلومات التي استقتها النصر، من مصدر داخل الاتحادية، إلى أن زفيزف أصر على ضرورة التطبيق الصارم للقوانين المعمول بها، من خلال إلزام النوادي بتسوية وضعيتها تجاه غرفة المنازعات، لتلقي الضوء الأخضر من أجل تأهيل المستقدمين الجدد خلال "الميركاتو" الصيفي الحالي، لأن المعطيات الميدانية تؤكد بأن كل الفرق المعنية بتنشيط الموسم القادم لبطولة الرابطة المحترفة، منشغلة بعملية الاستقدامات، دون الأخذ في الحسبان العقوبة المسلطة عليها من طرف الغرفة الفيدرالية، على خلفية شكاوى كان قد تقدم بها لاعبون ومسيرون من أجل المطالبة بمستحقاتهم العالقة، وكأن هذا الإجراء العقابي يبقى مجرد قرار "إداري" لن يكون له انعكاس عند استخراج الإجازات عشية انطلاق المنافسة.
وأشار مصدر النصر في ذات السياق، إلى أن إلحاح الرئيس الجديد للفاف على ضرورة التقيّد بالنصوص القانونية في التعامل مع هذه القضية، يلزم كل الأطراف المعنية بالبحث عن حلول كفيلة بإخراج البطولة الوطنية من هذه "الدوامة"، لأن الوضعية الراهنة ليست وليدة الموسم الفارط، بل كانت من عواقب تراكمات السنوات الست الأخيرة، وذلك منذ الشروع في اعتماد نسخة النموذج الموحد لعقد اللاعب المحترف، لأن هذه الوثيقة كانت تخدم مصلحة اللاعبين فقط، دون مراعاة وضعية النوادي، على اعتبار أن بنودها محصورة في الحقوق المادية للاعب ومدة العقد، دون التطرق إطلاقا إلى الجوانب المعمول بها في علاقات العمل بين الشركة والموظف، مما أغفل حقوق وواجبات كل طرف، وهو أمر كان رئيس الرابطة المحترفة عبد الكريم مدوار، قد تحدث عنه خلال الجمعية العامة للرابطة منذ نحو أسبوع، وعرج عليه أثناء جلسة المكتب الفيدرالي ليوم الخميس المنصرم.
من هذا المنطلق، أكد مصدر النصر بأن زفيزف أصر على ضرورة برمجة جلسة عمل في أسرع وقت ممكن، بين الرابطة المحترفة وغرفة المنازعات بحضور ممثلين عن المكتب الفيدرالي، تخصص بالأساس لتشريح الوضعية العالقة، وإعداد مسودة نموذج جديد لعقد اللاعب المحترف، مع العمل على رسم خارطة طريق تنطلق من المعطيات الراهنة، بحثا عن تقليص مؤشر الديون المقيّدة على النوادي المحترفة بصورة تدريجية، سيما وأن مؤشرات الانفراج لاحت ـ حسب مصدر النصر ـ في الأفق، لأن المديرية العامة للمؤسسة الوطنية للتلفزيون، أبدت نواياها الجادة في تسديد نسبة كبيرة جدا من الشطر العالق من حقوق البث التلفزيوني لمباريات بطولة الرابطة المحترفة، بقيمة تقارب 280 مليار سنتيم، فضلا عن إمكانية تفعيل بنود عقد رعاية شركة "موبيليس" لبطولة الرابطة المحترفة وحتى المنتخبات الوطنية والفاف، الأمر الذي ستكون له انعكاسات جد إيجابية على الوضعية المالية للنوادي، بتحصيل مبلغ إجمالي لا يبتعد كثيرا عن قيمة الديون الناتجة عن قرارات غرفة المنازعات، والتي ارتفعت في عهد شرف الدين عمارة إلى 340 مليار سنتيم إلى غاية 30 جانفي الماضي، كعاقبة حتمية للتسهيلات الاستثنائية التي كان قد أقرها، والتي زادت في إثقال كاهل النوادي بالديون.
إلى ذلك، فإن الملفت للانتباه أن الوضعية التي استعرضها المكتب الفيدرالي في جلسة الخميس الماضي، تمثل حوصلة نشاطات غرفة المنازعات إلى غاية نهاية "الميركاتو" الشتوي للموسم المنصرم، بسبب عدم دراسة الشكاوى التي كانت قد طرحت على طاولة الهيئة الوصية في نهاية الموسم، مما يعني بأن القيمة المالية مرشحة للارتفاع أكثر، بالنظر إلى الملفات الكثيرة التي تم إيداعها من طرف اللاعبين "المحترفين"، للمطالبة بمستحقاتهم في الشهرين الأخيرين، ولو أن الإشكال الذي أثاره أعضاء المكتب الفيدرالي في هذا الجانب، يكمن في موعد دخول النموذج الجديد لعقد اللاعب حيز التطبيق، لأن التكييف مع المعطيات الميدانية يستوجب مصادقة الهيئة التنفيذية للاتحادية على التعديلات المقترحة من أجل المصادقة، قبل الشروع في العمل به، في الوقت الذي استكملت فيه العديد من أندية الرابطة المحترفة الإجراءات الإدارية لتأهيل اللاعبين، وذلك بإرسال ملفاتهم عبر البوابة الرقمية لطلب الإجازات، الأمر الذي قد يؤخر موعد العمل بالعقد الجديد لموسم آخر، وهذا ما قد تنجر عنه حصيلة أخرى من الديون، ناتجة عن قرارات غرفة المنازعات.
زفيزف يعيد الشرعية لغرفة المنازعات
حسم زفيزف في أول جلسة رسمية له في مستهل عهدته على رأس الفاف في شرعية الغرفة الفيدرالية للمنازعات، وذلك بتجديد عهدة الطاقم الإداري لهذه الهيئة، والذي كان قد فقد "الشرعية" منذ أفريل 2022، بعد انتهاء "الفترة الانتقالية" التي كان قد تحصل عليها لمدة 5 أشهر بقرار من الرئيس السابق للاتحادية شرف الدين عمارة، وعليه فإن يوسف حمودة سيواصل مهامه على رأس غرفة المنازعات لعهدة ثالثة تواليا، وهو الذي يحوز أيضا على صفة العضوية في غرفة المنازعات التابعة للفيفا، في حين تم انتخاب ممثلين جدد عن النوادي في هذه الهيئة، وذلك خلال الجمعية العامة العادية للرابطة المحترفة، ويتعلق الأمر بكل من ممثل نجم مقرة، وآخر عن جمعية الشلف، وكذا رئيس اتحاد بسكرة عبد القادر تريعة، في انتظار تكملة التركيبة بتعيين ممثلين عن اللاعبين، بناء على مقترحات تتقدم بها الودادية.
ص / فرطــاس