انتقل إلى رحمة الله أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة المجاهد العقيد الطاهر زبيري، قائد الولاية التاريخية الأولى وعضو مجلس الأمة السابق، عن عمر ناهز 95...
وقّعت الجزائر وسلطنة عُمان، أمس، على ثماني اتفاقيات تعاون في عدة مجالات، في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى...
سلم أمس الثلاثاء الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد لوناس مقرمان، بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية، السيد عبد...
قال وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، فيصل بن طالب، إن مشروع قانون المالية لسنة 2025، جاء من أجل دعم وتعزيز كل ما حققته الدولة خلال السنوات...
عملتُ على إخراج الفن إلى الفضاء العام
يسافر الفنان التشكيلي نور الدين قيشو، بلوحاته الفنية إلى خارج الوطن، أين يقيم معارض فردية تبرز جمال الطبيعة من خلال رسم بعض القرى و التعريف بثـراء الموروث الثقافي الجزائري، وقد حط الرحال بعمان قبل أيام، أين قدم إبداعاته الفنية للجمهور هناك، وقال في حوار مع النصر، إن الفنان هو أيضا، سفير لبلاده و مسؤول عن الصورة التي يكونها الآخر عنها، موضحا بأنه اختار الإقامة بشكل مؤقت في هذا البلد، كي يكتسب مهارات و تقنيات أكثـر تطورا في مجال الديكور الخارجي، حتى يعود إلى الجزائر و يساهم في تطوير المجال و إضفاء لمسة فنية على العمران تهذب الذوق العام و تنمي الحس الجمالي لدى المواطن.
حاورته / أسماء بوقرن
أنت من التشكيليين الذين تميزوا بأعمالهم خارج الوطن حدثنا عنك وعن لوحاتك أكثـر؟
ـ نور الدين قيشو : أنا تشكيلي جزائري من ولاية سطيف، و بالضبط من بلدية تيزي نبشار، مقيم حاليا بسلطنة عمان، بدايتي مع الريشة و القلم و الألوان كانت منذ الصغر حيث كنت مهتما بشدة بالرسم و أعشق الطبيعة، كنت أرسم كل منظر طبيعي أشاهده و أحاول أن أبدع في إبراز جماله، لذلك أحرص في كل لوحة أرسمها بقلم الرصاص أو الألوان الزيتية، على توظيف الطبيعة و انتقاء الألوان بدقة.
زاد شغفي بالرسم مع مرور الوقت، فأصبحت وفيا لزيارة المعارض أين عشقت الفن التشكيلي أكثر، خاصة بعد احتكاكي بفنانين كثر، كانوا بمثابة الوقود الذي يغذي ريشتي و قد حظيت بتشجيع منهم. أسعى اليوم إلى ترك بصمتي الخاصة في عالم الفن، و أحاول أن أعرف أكثر بقيمته من خلال المزج بين الإبداع و العمل مع الجمعيات الثقافية و الفنية، حيث أشرف حاليا على رئاسة جمعية ألوان للفن و التراث بولاية سطيف، كما أنني عضو مؤسس لجمعيتي البصمة الوطنية للفنون التشكيلية، و جمعية الرشد الثقافية بولاية سطيف.
ـ ما هي حدود الموهبة بالنسبة للمبدع؟
ـ المؤكد هو أن الموهبة وحدها لا تكفي، بل يجب أن تصقل بالممارسة والبحث والاحتكاك بالفنانين و المشاركة معهم في المعارض و الورشات التكوينية، شخصيا لم أفوت فرصة واحدة منذ سنة 2005، لحضور المعارض و الصالونات و الملتقيات الوطنية و حتى الدولية بتونس و تركيا و سلطنة عمان، أبرزها الصالون الدولي للفنون التشكيلية بأنقرة، و الأسبوع العالمي للتنوع الثقافي بتونس، حينها كان لي احتكاك بفنانين معروفين على المستوى الدولي تعلمت من تجاربهم الكثير، ما ساهم في إثراء رصيدي المعرفي في ميدان الفن التشكيلي، و قد حققت إلى الآن سبع جوائز منها، الجائزة الأولى وطنيا لأحسن رمز لذكرى ستينية عيد الاستقلال سنة 2004، و الجائزة الأولى للفنون و الآداب سنة 2011 ، و الجائزة الثالثة في الصالون الوطني للفنون التشكيلية.
أفضل الواقعية والانطباعية في لوحاتي
ـ تبرز أعمالك الموروث الثقافي و جوانب من تاريخ الجزائر، مثل لوحتي الخالدون و زهرة شقائق النعمان ؟
ـ أمارس الفن التشكيلي في إطار معين، حددت معالمه لأبلغ رسالة فنية راقية تخدم الوطن و تقدمه في أبهى حلة للشعوب العربية و الأجنبية أيضا، لذلك فإن أول محور في أعمالي هو التراث و الأصالة، على اعتبار أن لنا تراثا ثريا بشقيه المادي واللامادي، وهو ثروة كبيرة عامرة بالقيم والعادات والتقاليد والمعارف الشعبية و الثقافة المادية والفنون التشكيلية والموسيقية و الحرف اليدوية، و بالمناسبة فإن هذا المحور، يعد مقياسا يدرس في تخصص الفن التشكيلي بعدد من الجامعات.
أما المحور الثاني، فيتعلق بالتاريخ الجزائري، الذي وجب الحفاظ عليه و نقله للأجيال و التعريف به للأجانب، أما المحور الثالث، فهو بمثابة ترويج لما تزخر به بلادنا من مناظر خلابة و قرى لا تزال محافظة على هندستها القديمة و ديكورها الطبيعي الخلاب، فقدمت لوحات عدة، منها «القرية المهجورة» و «زهرة النرجس» و «زهرة شقائق النعمان» و «زهرة الخلة» و «قريتي الجميلة»، و أخرى «الخالدون» و «مجازر 08 ماي».
ـ تعتمد كثيرا على المعارض الفردية داخل وخارج الوطن ؟
ـ فعلا، بدأت منذ سنة 2017، في الاعتماد على المعارض الفردية، فأقمت أول معرض في رواق «عسلة حسين» بالجزائر العاصمة، تلاه خلال نفس السنة معرضان آخران، الأول في ولاية قسنطينة و الثاني في بجاية، وسوف أواصل على هذا المنوال خلال السنوات القادمة، مع ذلك فقد قررت هذا العام أن استقر مؤقتا بمسقط عاصمة سلطنة عمان، بعدما تلقيت دعوة لإقامة معرض هناك، وهي دعوة جاءت انطلاقا من اطلاع المنظمين على ما أنشره من أعمال على مواقع التواصل، كما أنها فرصة لتطوير إمكانياتي في مجال الديكور الخارجي، الذي تخصصت فيه منذ 10 سنوات، حيث مكنتني المنصات التفاعلية من توسيع رقعة شهرتي و حققت هدفي بالخروج إلى الخارج، للترويج للموروث الثقافي الجزائري و التعريف بتاريخ بلادنا عن طريق وسيلة راقية هي الفن.
مناخ الفن التشكيلي في الجزائر مناسب
ـ هل مناخ الفن في سلطنة عمان أفضل بالنسبة لك؟
ـ سبب إقامتي بعيدا عن العائلة في عمان، هو السعي لتطوير قدراتي في مجال الديكور و دراسة سوق العمل هناك، لكن مناخ الفن التشكيلي في الجزائر أحسن.
أخرجت الفن إلى الفضاء العمومي
ـ أنجزت لوحات فنية لتزيين فضاءات عمومية و بنايات، حدثنا عن هذه التجربة ؟
ـ لم أرغب في تقييد الإبداع وحبسه داخل إطار اللوحة و المعارض، أردت تقديم الفن في الفضاءات العمومية، أين يمكن للجميع تأمله و التمتع به، فحرصت على تعلم رسم الجداريات، و نلت شرف رسم عدد معتبر منها بولاية سطيف، مثل خلفية الشلالات، كما زينت بعض الحدائق العمومية بوسط المدينة و في بلديات أخرى، و هذا رغبة مني في إضفاء الحس الجمالي الفني على المدينة و الارتقاء بالذوق العام خاصة بالنسبة للجيل الصاعد، كما أسعى للمساهمة في تحسين واقع الحركة التشكيلية، و الدعوة إلى الاهتمام بهذا المجال و تخصيص قاعات دائمة للعرض، و لما لا تخصيص حصص تلفزيونية عن الفن التشكيلي و إصدار مجلات للترويج الدائم لإبداعات الفنانين.
ـ ما هي مشاريعك المستقبلية في مجال الفن التشكيلي؟
ـ أسعى إلى التركيز على الديكور الخارجي، و رسم الجداريات حتى في المجمعات السكانية التي تخلو من أي مظاهر فنية وجمالية، و هذا للارتقاء بالذوق العام و تقديم صور جميلة عن المدن الجزائرية. أ ب