* دعوة لانتفاضة من المجتمع الدولي لصالح حقوق الشعب الفلسطيني * ثمن الصمت والتقاعس أمام المأساة الفلسطينية سيكون باهظاأكد رئيس الجمهورية السيد، عبد...
التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
أثبت العديد من صناع المحتوى في الجزائر، مقدرتهم على إنتاج محتوى هادف، بوسائل شخصية بسيطة، يمكن أن تتوفر لدى عامة الناس واستطاعوا من خلال ذلك مزاحمة بعض القنوات التلفزيونية وسرقة مشاهديها، والوصول إلى موقع محترم ضمن خارطة صناعة المحتوى الرقمي في الجزائر، ومن بين النماذج الناجحة نجد فاتح سعادة المعروف في المجال باسم "فاتح ديزاد"، ابن حي "خروبة" الذي تمكن في أقل من سنة من تكوين قاعدة جماهيرية كـبيرة داخل الوطن.
يحظى الشاب بالمتابعة و التشجيع، بفضل ما يقدمه من فيديوهات لاقت ترحيبا كبيرا من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لكونها تعكس في كثير من الأحيان معيشة البسطاء من الجزائريين، حيث يتم تداولها على نطاق واسع على مختلف الصفحات و غالبية المنصات خصوصا يوتيوب و تيك توك و فيسبوك، رغم أن أرقام متابعيه ربما لا تعكس مدى الشهرة التي تشهدها أعماله، إذ يسجل حساب الانستغرام الخاص به 169 ألف متابع، و فيسبوك 163 ألفا، في حين وصل حسابه على "تيك توك" إلى 775 ألفا.
كأس العـالم أحيت الشغف
قال فاتح للنصر بأنه و رفقاؤه لم يُتوقعوا كل هذا النجاح في البداية، ولم يكن هو يتصور يوما بأن محتواه سيحصد مئات الآلاف وملايين المشاهدات، على منصات التواصل الاجتماعي، موضحا، بأن نشاطه الذي انطلق قبل حوالي العام بفيديوهات تحمل طابعا فكاهيا، كان بغرض صناعة فيديو أو اثنين في إطار الاستخدام العادي والمزاح مع الأصدقاء، كأي ناشط على شبكات لتواصل الاجتماعي، غير أن التفاعل الكبير والقبول من المتابعين جعلاه يستمر في تقديم محتواه، مع اختلاف في الأسلوب الذي أصبح يميل إلى الجدية أكثر، مراعاة للمواضيع الإنسانية الحساسة التي يطرحها.
وبحسب محدثنا، فإن التزاماتهم الشخصية وانشغالاتهم المهنية هو وشركاؤه جعلتهم يتوقفون لعدة أشهر عن صناعة المحتوى، خاصة وأنّهم يزاولون أعمالا أخرى، فهو صاحب صالة رياضية، وأصدقاؤه صالح و أمين و رابح، يملكون أعمالا خاصة، وبالتالي فإن صناعة المحتوى ليست مصدر رزق لهم، وهو ما دفعهم إلى التوقف وعدم النشر في فترات منتظمة كما تستوجبه عملية صناعة المحتوى، فتارة تكون المجموعة مكتملة وتارة أخرى لا، وأحيانا يكون التصوير مبرمجا في ساعة معينة فيتم تغيير توقيته بسبب الانشغال.
وأضاف، بأنه استعاد شغفه بصناعة الفيديوهات، خلال فترة تواجده بقطر بالتزامن مع تظاهرة كأس العالم، حيث راودته بعض الأفكار أثناء ذلك فقام ببلورتها بعد عودته إلى أرض الوطن، أين أنتج فيديو حول عقوق الوالدين وصلت مشاهداته إلى 7.8 مليون عبر "تيك توك"، وآخر عن حسن الجيرة، و أشار إلى أن الأشهر الماضية شكلت انطلاقة جديدة بالنسبة له.
قضايا عن الواقع المعيش بأسلوب مقنع
اشتهر فاتح بصناعة فيديوهات اجتماعية هادفة، تعكس الواقع المعيش وطرح يتميز بالكثير من الواقعية، كما أنه يختار أماكن التصوير بعناية على حسب ما يقتضيه الموضوع والفكرة، وأوضح بأنه عندما يعالج موضوعا عن الفقر يختار محيط يعبر عن ذلك، وينتقي ملابسه بدقة مثل وكذلك الأمر عند تناول مواضيع أخرى مثل الميراث.
وأضاف المتحدث، أنه يفضل عدم استخدام مؤثرات صوتية أو بصرية بغية الوصول إلى أقصى حد من الواقعية، لكنه يحب إضافة بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي يمكن إسقاطها، وتتناسب مع المضمون حتى يحقق الإقناع.
وأشار، إلى أنّ المحتوى الهادف يملك جمهورا خاصا ومحترما، رغم انتشار السطحية على منصات التواصل الاجتماعي بصفة عامة، و المحتوى الهادف رغم صعوبته، يتميز بثقل حسبه، و بمكانة مميزة لكونه ينتج في إطار يسوده الاحترام، و يلتزم بخصوصيات المجتمع.
ويعتبر فاتح ورفاقه مواقع التواصل الاجتماعي منبرا لمعالجة مختلف الظواهر السلبية، حيث أخذ على عاتقه مهمة إصلاح ما يمكن إصلاحه من سلوكيات، من خلال إيصال معاناة الفئات التي تستهدفها فيديوهاته كالأيتام و العمال الأجراء البسطاء ساعيا إلى نشر الإيجابية.
لم يخضع الشاب لأي تكوين في صناعة المحتوى و هو ليس خريج معهد الفنون، لكنه هاو في كتابة السيناريوهات القصيرة والتصوير والتركيب وكذا الإخراج، وهي موهبة اكتشفها كما عبر مضيفا، بأنه مع توالي الفيديوهات اكتسب خبرة أكبر في صناعة المحتوى وطور نفسه في المجالات ذات الصلة.
وفي سياق حديثه، عن تجربته مع صناعة المحتوى، أفاد فاتح بأنه و شركاؤه يعتمدون كليا على مواردهم الخاصة، في تغطية التكاليف التي تتطلبها الفيديوهات، حيث يقومون بالتصوير بالاعتماد على هاتف محمول فقط، بالإضافة إلى بعض اللواحق التي تعتبر ضرورية مثل ضابط الإضاءة و المثبت. وتعتبر أكبر معضلة للاستمرار في النشاط هي غياب التمويل " سبونسورينغ"، لأنه شرط مهم لرفع جودة الإنتاج وضمان الاستمرارية.
مواقع التواصل الاجتماعي قوة تأثير
محدثنا قال، بأن مواقع التواصل الاجتماعي، قوة لا يستهان بها في التأثير، وهو ما خبره من خلال تجربته المتواضعة على حد تعبيره كما أنها بوابه للشهرة و الظهور، خاصة بعض المنصات على غرار "تيك توك"، الموضع الذي ظهر كمنافس حقيقي لبقية المنصات، وانتشر كالنار في الهشيم، ما جعل الكثير من النشطاء والمستخدمين العاديين يفضلونه عن باقي المواقع الأخرى.
وعلى حد قول فاتح، فإن شبكات التواصل الاجتماعي، صارت في الوقت الحالي منافسة لقنوات التلفزيون، بالنظر للعدد الضخم من متابعيها و ومستخدميها، وفضلا عن الخدمات التي توفرها كنشر الفيديوهات على أوسع نطاق في فترة وجيزة، و مئات الآلاف أو ملايين المشاهدات التي تحققها، قائلا بأن، الفيديو الذي أعده عن موضوع "الحسد"، وصل عبر فيسبوك فقط إلى 2.6 مليون مشاهدة، و حقق على "تيك توك" 2 مليون مشاهدة، فيما وصل فيديو قهر الرجال إلى 10 ملايين مشاهدة، وأيضا وتعدى موضوع الأيتام 6.5 مليون، فيما تخطى فيديو حول موضوع تصوير موائد الإفطار عتبة 3.4 مليون. وهو ما جعله يصر على الاستمرار في طرح أعماله على حساباته عبر مختلف المواقع، ولما لا التوجه مستقبل إن توفرت الفرصة للمشاركة في أعمال على قنوات تلفزيونية جادة مثل قنوات التلفزيون العمومي.
ولم ينكر صانع المحتوى، بأن هناك عوائق تصعب الاستمرار على المواقع، أهمها قيود وضوابط النشر، كما أن بعض الصفحات تقوم بنشر فيديوهاته وتحقق نسب مشاهدات عالية بفضلها دون أن تنسب إليه، كما أن هناك من ينسبون أعماله إليهم، وهو ما جعله يفكر في التوجه إلى ديوان حقوق الملكية الفكرية لحماية أفكاره، خاصة بعد انتشار محتواه واتساع رقعة شهرته الآونة الأخيرة، بدليل ارتفاع نسب المتابعين لحساباته، إذ زاد حسابه على "الفيسبوك" بـ 1000 متابع خلال يوم واحد، ليصل العدد إلى 163 ألف متابع، بعدما توقف قبل حوالي شهر ونصف عند حدود 70 ألفا، كما قفز في فترة وجيزة حسابه على "تيك توك" إلى 775 ألف متابع، مقابل تسجيل 7.8 مليون إعجاب.
وأضاف المتحدث، أنه يهتم كثيرا بآراء المتابعين، و كثيرا ما يتفاعل مع الأفكار التي يقترحونها عليه في التعليقات أو على الخاص عبر حساباته كما أنه يسعى جاهدا للمحافظة على السمعة الطيبة التي نجح في تكوينها احتراما لمتابعيه.
إسلام قيدوم