الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
نجح الفلاح عبد العزيز عزوز، ابن بلدية فركان بولاية تبسة، في تحقيق تجربة رائدة في زراعة النخيل والزيتون، محققا نتائج مشجعة جعلت نشاطه يحقق صدى واسعا بين المزارعين، فأصبح مرجعا لكل من يرغب في تطوير هذه الزراعة التي تتميز بها المنطقة كما يسعى للترويج لها محليا ووطنيا وحتى عالميا.
النصر تنقلت إلى بلدية فركان، في أقصى جنوب ولاية تبسة، أين وقفت على أشجار النخيل وهي تعانق أشجار الزيتون على مختلف أصنافها ويتشابك الرمّان والتين والأعناب، في فسيفساء طبيعية تشكلت في بساتين فركان على مر التاريخ. ورغم أن معالم الاندثار صارت بادية في أكثر من بستان، إلا أن الفلاح عزوز عبد العزيز، أحد سكان هذه المنطقة الضاربة في أعماق التاريخ، اختار الوفاء لأرضه والتفاني في خدمتها، حيث يملك مستثمرة فلاحية لإنتاج الزيتون الفركاني، التمور ومختلف المزروعات، فضلا عن اهتمامه بتربية الماشية والنحل.
«التيفشنة» الرومانية لعصر الزيتون تقليديا
ومن خلال حديثنا معه بخصوص علاقته بخدمة الأرض، أكد الفلاح أن فركان تتوفر على أشجار الزيتون التي تعد الأقدم في المنطقة، إذ تعود لـ1200 سنة، وحسب التجربة، فإن الشجرة الواحدة تعطي ما يقارب من 100 لتر من الزيت. لاحظنا بالمكان معصرة تقليدية تعود لعهد الرومان، يطلق عليها “التيفشنة” ويخرج منها زيت الزيتون الطبيعي، وقد بادر شباب المنطقة إلى ترميمها بعد تعرضها إلى التلف.
محدثنا أوضح أن عملية العصر تتم بالطريقة التقليدية، فبعد أن يجمع الزيتون ويحمل إلى البيوت، يشرع في فرز الزيتون الناضج وغير الناضج كل على حدة وينقّى جيدا، وبعد هذه العملية المضنية والصعبة، يتم غسل الزيتون المراد عصره بالماء الساخن، ثم يوضع بجانب “القرقابة” وهي عبارة عن حجر كبير مسطح ومحفور في الوسط وفوقه حجر دائري مكور وكبير يسمى “الكرد”، ثم يتقابل النسوة حوله، فتقوم إحداهن برمي حبات الزيتون في القرقابة، بينما تحرك الأخريات الكرد يمينا وشمالا، حتى تصبح حبات الزيتون على شكل عجين.
ويتم بعد ذلك وضع العجين في “القسرية” وهي عبارة عن إناء كبير مصنوع من الحجارة والجبس يشبه الزير ويوضع عادة في مكان دافئ حتى لا يتجمد العجين ويسهل استخراج الزيت، وفي الليل يدخل النسوة في “القسرية”، بعد أن يضعن واقيات في أقدامهن وسيقانهن، حتى لا يتأذين من نوى الزيتون ويقمن بعملية الرفس والعفس بالأرجل لعدة ساعات، حتى ينضج العجين ويصبح الزيت باديا وظاهرا
للعيان.
وأرجع الفلاح، ارتفاع سعر زيت الزيتون الفركاني الذي يقدر سعر اللتر الواحد منه بـ 1500 دج، لصعوبة جنيه، ومن جهة أخرى، لقلة العرض لأن العمل يتم بطريقة تقليدية بحتة والطلب على المنتج من قبل المستهلكين كبير، لاستعمالاته المختلفة، فضلا عن شهرته التي تجاوزت الحدود وعراقة أشجاره، ناهيك عن فوائده الصحية الكثيرة.
وتحدث الفلاح عبد العزيز، بحسرة، عن تراجع الاهتمام بالزيتون في منطقة فركان، بعد أن كان الآباء والأجداد يحافظون على شجرة الزيتون ويعتنون بها انطلاقا من تهيئة تربتها وتقليم أغصانها ومراعاة مواعيد سقيها، لأن حياتهم كانت تعتمد أساسا على الزراعة والفلاحة وما تجود به الأرض من خيرات، غير أنه وبمرور الزمن، تراجع هذا الاهتمام لاسيما من قبل الشباب، لتطور الحياة والرغبة في الكسب السريع، رغم تشجيع الدولة لخدمة الأرض.
إيطاليون يعترفون بجودة الزيت «الفركاني»
محدثنا أشار إلى أنه يعمل بكل ما أوتي من قوة لتتبوأ بلدته المكانة الفلاحية التي تستحقها، ولعل مساهمته في ترميم معصرة الزيتون التقليدية التي تعود للعهد الفينيقي رفقة مجموعة من سكان البلدة وكذا ترميم محيط المسجد العتيق والمنبع المائي المعروف باسم «العين اللّوطية»، لهو خير دليل على إخلاصه لأرض الأجداد ومرتع الأحفاد، كما يهتم بتطوير العمل الفلاحي واكتساب طرق حديثة، وذلك ما يظهر جليا من خلال اهتمامه بحضور الملتقيات الخاصة بالمجال الفلاحي، ومن أبرز مشاركات عزوز عبد العزيز، حضوره المعرض الدولي للتمور بقصر المعارض في الجزائر العاصمة، حيث كان الممثل الوحيد لولاية تبسة، ضمن جناح الغرفة الفلاحية.
ويقول الفلاح إنه عرض الزيت “الفركاني” المتميز بجودته عن باقي الأنواع الأخرى، من حيث نسبة الحموضة وذلك بشهادة خبراء إيطاليين مختصين في المجال، فهو زيت الشجرة المباركة التي تعود للعهد الروماني ببلدية فركان، التي تتوفر على أنواع الزيتون الكثيرة ومنها الزليطني، الودكي، زق الطير، والزرّازي وغيرها.
أكثر من 50 نوعا من التمور
وحول أنواع التمور بالبلدية، ذكر محدثنا أنها تتعدى 50 نوعا، منه ما هو باق إلى الآن ومنه ما قلّ وتراجع إنتاجه، نظرا لعدم استحداث مشاتل خاصة تعنى بالتطوير والمحافظة على تلك الأصناف التمريّة، مضيفا أنه ومن أنواع تمور فركان توجد الدقلة الفطيمي، تاكرمست، القسبي، الكنتة، وبيض حمام، وهي أصناف كانت حاضرة بالمعرض الدولي الذي أقيم في قصر المعارض، زيادة على مستخلص عسل التمر «الرُب» الخاص بالتمر الفطيمي.
ومن أصناف التمور التي تتفرد بها فركان، بسر حلو، العمّاري، القصبي، لارشتي أو التاريشتي وغيرها كثير، وذكر المتحدث أنه رسم علاقات جيدة مع منتجين من العراق، ليبيا، بنغلاديش وبعض المستثمرين الجزائريين، بحكم رغبتهم في الاستثمار في التمر «لفطيمي» والزيتون الفركاني، إذ يوجد تواصل بينهم لتجسيد مشاريع في المستقبل. عبد العزيز نصيب