الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
بلدية العقلة .. تحلم بحفر الآبار و تطالب بالمزيد من إعانات السكن الريفي
يعتقد الزائر لبلدية العقلة أن سلامته ستكون على المحك، وعلى المتجه لهذه البلدة الحدودية مع ولاية خنشلة، التسلح بالحيطة والحذر لمواجهة أي طارئ، وبين الحكم المسبق والنظرة الميدانية تنكشف للزائر حقيقة الوضع الأمني الذي لم يعد هاجسا لدى المواطنين من المقيمين أو المسافرين العابرين لطرقات البلدية، كما تنكشف لقاصدها ملامح أخرى إضافية كانت غائبة عن الانطباع الأولي المتداول.
روبورتاج و تصوير الجموعي ساكر
فمنذ الوهلة الأولى من زيارة منطقة العقلة تتأكد حقيقة مجتمعها المسالم والبسيط في أحلامه والحالم كغيره من سكان ولاية تبسة بمستقبل أفضل وبمنغصات أقل، وبرأي قطاع مهم من سكانها فإن التدهور الأمني وخاصة في تسعينيات القرن الماضي كان سحابة صيف عابرة، وأن ما علق بالذاكرة الجماعية لا يترجم الصورة الراهنة للعقلة التي طوت تلك الصفحات المؤلمة، بحيث دبت الحياة في مشاتيها، وأعيدت الحيوية للعديد من مرافقها وبذلك تخلصت من التبعية الجزئية لمدينة الشريعة، كما انخرط سكانها في موجة التدفئة العصرية بغاز المدينة، وتوسعت الكهرباء للأحياء والأقطاب السكنية الجديدة، وصارت العقلة مقصدا لسكان البلديات الثلاث الصغرى التابعة لهذه الدائرة.
غير أن ما تحقق لا يمكنه أن يحجب المشاكل التي يعاني منها المواطن العقلي على غرار رفع الحظر عن حفر الآبار لتطوير الفلاحة، وانعدام التهيئة وحاجة المواطنين لحصة إضافية من إعانات الدولة الموجهة للسكن الريفي، فضلا عن تحدي القضاء على السكن الهش والاستفادة من بعض الهياكل والمقرات المغلقة، ويأمل مواطن العقلة فتح فروع إدارية لعدد من المؤسسات العمومية لتقريبها من المواطنين، على غرار مقرات لسونلغاز وبنك الفلاحة والتنمية الريفية و التشغيل واتصالات الجزائر ووكالة للتأمينات الفلاحية وغيرها.
بلدية العقلة التي تقع على بعد 70 كلم إلى الجنوب الغربي من تبسة، يقدر تعداد سكانها بنحو 20 ألف ساكن يعيشون على مساحة إجمالية تقارب 255 ألف كلم مربع بمعدل 77 نسمة في الكيلومتر المربع الواحد، ويعيش أغلب هؤلاء في المنطقة الحضرية، فيما يتوزع 3300 ساكن على المناطق المبعثرة.
وتقول الروايات أن العقلة منبع مائي ومعقل سابق للإبل ومكان لراحة المتجهين للصحراء، بحيث يتنقل المسافرون عبر تضاريسها الصعبة في أقل وقت ممكن للوصول إلى البوابة الجنوبية التي لا يفصلها عنها سوى 60 كلم، والعقلة ليست غبارا في الصيف ووحلا في الشتاء مثلما يعتقد البعض، إذ بين جنباتها يصدح التاريخ بأرقى صور الشجاعة والبطولة، فغير بعيد عن المنطقة الحضرية اندلعت أكبر معارك ثورة التحرير كمعركة جبل الجرف الأشم و إرقو وجنان الرومي، كما أنجبت الكثير من الأبطال من أمثال الوردي قتال وشوشان لوصيف وعبيدات الميداني، ويحلو لسكانها إطلاق تسمية مدينة الشيخين في إشارة إلى العلامة العربي التبسي و سعدي الطاهر حراث.
تفتقر العقلة لمنشآت اقتصادية ومؤسسات كبرى قادرة على امتصاص طالبي العمل الذين يجدون متنفسهم فقط في ما تطرحه مديرية التشغيل من مناصب إدارية، وفي المقابل ظل الاستثمار العمومي هو المهيمن على الاستثمار بالعقلة التي استفادت من 40 مشروعا عموميا للاستثمار في إطار البرنامج القطاعي اللامركزي وبغلاف مالي يقارب 276 مليار سنتيم، غير أن نسبة تجسيد هذه المشاريع المبرمجة في عدة قطاعات تبقى دون الخمسين بالمائة، وقد دفعت هذه الوضعية بوالي تبسة إلى تشديد لهجته والتأكيد على الإسراع في تجسيد مختلف تلك العمليات لتفعيل التنمية والاستجابة لمختلف انشغالات المواطنين، مع العمل على تثمين ممتلكاتها بما يفيد سكان 63 مشتى.
حفر الآبار حلم الفلاحين الذي بقي بعيد المنال
يتفق غالبية سكان العقلة على حقيقة أن القطاع الفلاحي لم يحقق التنموي الاقلاع المنشود بالنظر لما تزخر به هذه البلدية من إمكانات مادية وبشرية، فقد ظل النشاط الفلاحي مقتصرا على إنتاج القمح والشعير ومعتمدا كليا على ما تجود به السماء، ويحمل الكثيرون هذا الفشل لتبعات قرار حظر حفر الآبار الفلاحية الصادر في ثمانينيات القرن الماضي، بحجة المحافظة على المائدة المائية الجوفية، وقد كان للقرار انعكاسات خطيرة على أغلب البلديات الجنوبية الغربية. ويأمل رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية العقلة العيفاوي الحفصي إعادة النظر فيه بما يخدم هذا القطاع، ويقترح في هذا الشأن رفع الحظر عن التنقيب ولو في شكل مجموعات لتحقيق تلك الغاية وذلك بسهل قساس وتامروت وأولاد بوقصة وذراع العربية و قابل قساس والحميمة. كما يشتكي عدد آخر من الفلاحين من عدم ربط بعض الآبار بالكهرباء الفلاحية، وفي رده على انشغالات السكان دعا والي تبسة علي بوقرة إلى تفهم دوافع الحظر، وأشار إلى أن مصالحه لا تمانع تدعيم البلدية بآبار جديدة، وربط تلك الاستفادة بتقديم الفلاحين لملف إداري يتضمن البطاقة المهنية وملكية الأرض والموافقة منذ البداية على نظام سقي معين، تحدده مديرية الري بالتنسيق مع المصالح الفلاحية.
و ذكر المسؤول ردا على مطالب الفلاحين بالترخيص لهم بحفر آبار أن مديرية الفلاحة هي صاحبة القرار الأول والأخير وهي التي ستوكل لها مهمة النظر في الملفات ومنح التراخيص، أما مديرية الري فقد أوضحت أن العقلة استفادت من 40 بئرا في ثمانينيات القرن الماضي، ويأمل الفلاحون أن تحرك العملية الجديدة قطاعهم وقد تساهم تسوية العقود الخاصة ببعض المستثمرات في الغاية المرجوة، غير أن ذلك مرتبط بتوسيع تجربة غراسة أشجار الزيتون، وإدخال تطبيقات تخزين المياه السطحية باسترجاع مياه الأمطار وإنجاز الأحواض المائية بكل من شط قساس لتغذية المائدة المائية، وتوسيع المساحة الزراعية المسقية عن طريق استغلال الرعي الفلاحي.
ويؤكد الضالعون في الفلاحة أن العقلة بإمكانها أن تكون منطقة لتنمية زراعة الأعلاف والخضروات، والعمل على التقليل من عوامل التعرية والانجراف وغول التصحر القادم من الجنوب، ومن أجل تثبيت السكان في المناطق الريفية واستقرارهم يطالب الفلاحون بمضاعفة الحصة الممنوحة لهم من السكن الريفي في الوقت الذي تؤكد فيه البلدية إحصاءها لـ 1358 ملفا متعلقا بطلبات البناءات الريفية وهي بصدد إعداد القوائم النهائية وتوجيهها لمديرية السكن، هذه الأخيرة أكدت استفادة البلدية من 1018 مسكن ريفي في العشر سنوات الماضية، منها 934 مسكن انتهت بها الأشغال و76 في طور الإنجاز في الوقت الذي لم تسجل المصالح ذاتها إقبالا على السكن التساهمي.
كما وزعت على مواطني العقلة 162 مسكن اجتماعي إيجاري، ومن المتوقع توزيع 228 مسكن أخرى هي الآن في درجات متقدمة من الإنجاز، كما تم استحداث 837 قطعة أرضية في تحصيصين اجتماعيين جديدين للتغلب على مشكلة السكن، ويعول رئيس البلدية على التحصيص البلدي بمنطقة ذراع العربية الذي يضم 311 قطعة أرض معدة للبناء بغرض التخفيف من طلبات المواطنين للسكن التي تجاوزت الـ 2000 طلب، وسبق لبلدية العقلة أن قامت بإحصاء 750 مسكنا معنيا بعملية الهدم والترميم، كما سبق لها وأن قامت بتهديم 70 مسكن لا شرعي أنجز بالجهة الشمالية للمدينة.
التغطية بالغاز والكهرباء دون الثمانين ومشاتي تئن تحت الظلام
رغم بلوغ شبكة الغاز مدينة العقلة وأحياءها المختلفة، إلا أن أحياء أخرى لا زالت في انتظار تعميم هذه الخدمة التي حسنت الإطار المعيشي للمواطنين، كما يترقب عدد من القاطنين بالأرياف بشغف وصول شبكة الكهرباء لمساكنهم، و سجلت مديرية الطاقة 3210 ربطا بالكهرباء بنسبة 76 بالمائة، في الوقت الذي قدرت فيه نسبة التغطية بالغاز 84 بالمائة، وينتظر المواطن ببعض الأحياء والمناطق الريفية ربط مساكنهم بالكهرباء وتدعيم البلدية بمحطات أخرى لتدعيم محطة الوقود الوحيدة التي تبعد قرابة 4 كلم عن المدينة، وعلمنا في السياق ذاته بأنه سيتم ربط المنطقة الريفية ذراع لحنوش بشبكة الإنارة، وفق ما خصصته المديرية المعنية.
و يرغب ساكنو حي الأمل و التحصيص الاجتماعي الجرف في ربط حيهم بشبكة الكهرباء وعلمنا أن العملية مبرمجة حسب رئيس البلدية، في الوقت الذي يأمل فيه عدد من ساكني أطراف المدينة ربط مساكنهم بشبكة الإنارة العمومية، كما يطالب رئيس البلدية بإعانات خاصة ببرنامج التجمعات الريفية بعدما اختارت 5 أرضيات لاستيعاب هذا البرنامج، خاصة إذا علمنا أن البلدية استفادت من حصة واحدة للسكن الريفي المجمع ضمت 5 مستفيدين.
من جهة أخرى يشتكي السكان من تذبذب في توزيع المياه ويطالب هؤلاء بخلق مشاريع جديدة لتدعيم الآبار الحالية الثلاث الممونة للبلدية التي تتراوح معدلات ضخها بين 5 لتر و33 لترا في الثانية، وهي تمون إلى جانب ذلك مناطق بئر التراب والشط والقرود و الجدوع والقرون، وتراهن السلطات على مشروع جلب المياه من عين شرود لرفع نسبة المياه الموجهة لسكان المدينة وتزويد ذراع العربية بهذه المادة الحيوية، والمناقصة في طور الانتهاء لاختيار المقاولة التي ستسند لها مهمة الانجاز.
أما بالنسبة للبئر الثانية بمنطقة البسباس فقد أنجزت في انتظار الربط بالكهرباء والعملية في طور الانجاز لتدعيم العقلة مركز وتموين بعض المناطق الريفية كذراع العربية تامروت و جبايرية وأولاد لمرة حسب المسؤولين.
التهيئة العمرانية بمدينة العقلة متفاوتة من حي لآخر وغائبة في أحياء أخرى، وقد صعبت هذه الوضعية كثيرا من حياة السكان الذين باتوا يعانون الأمرين، فالغبار يحاصرهم أيام الحر والأوحال تعرقل خروجهم أيام الأمطار والثلوج، ومشكلة التهيئة الحضرية مقتصرة على الأحياء القديمة وغير مطروحة بالنسبة للأحياء الجديدة والمجمعات السكنية، وكان والي الولاية قد دعا إلى إعطاء الأولوية للقطب الحضري الحالي بمدخل المدينة، وتحديد الأولويات مع التركيز على الإنارة العمومية.
وكانت مصالح مديرية التعمير قد أعدت دراسة حول الأحياء التي تحتاج للتهيئة، وتجري حاليا الأشغال لتهيئة حي هواري بومدين في الوقت الذي لا يزال سكان أحياء دعاس عمارة والعربي التبسي وفارسي محمد وحي 50 مسكن تطوري و40 مسكن تطوري و 70 مسكن و التحصيص البلدي رقم 02 في انتظار تجميل محيطهم، بالإضافة إلى تهيئة مداخل المدينة وتعبيد شوارعها الواسعة.
و بالنسبة لقطاع الأشغال العمومية فإن الشغل الشاغل لسكان بلدية العقلة هو فك العزلة عن مشاتي القصعة والحميمة وسن أولاد بوضياف الذين يعانون وخاصة في الشتاء، في حين استفادت منطقة أولاد سالم من فتح الطريق الذي يشرف عليه قطاع الغابات، ورصدت البلدية 566 مليون سنتيم لصيانة وتصليح الطرق البلدية غير الصالحة والمحور الرئيسي في إطار ميزانية 2015، بينما يمر بها طريق وطني واحد تحت اسم 149 أ.
معاناة المرضى تتواصل في غياب المستشفيات
يعاني المرضى بالعقلة من انعدام مستشفى ويضطر غالبيتهم إلى التوجه صوب مستشفى الشريعة أو خنشلة، وشكل هذا الموضوع أحد أهم الانشغالات لساكني العقلة الذين يستعجلون نهاية الأشغال الخاصة بمستشفى 60 سريرا، التي انطلقت سنة 2010، ويؤكد المواطنون أن المستشفى المنتظر سيسمح بمعالجة مرضى بلديات المزرعة وبجن وسطح قنتيس، وأكد مدير الصحة والسكان أن هذا المرفق الهام سيتم فتحه شهر أوت القادم، بعدما توقف المشروع لمدة سنتين وأعيدت انطلاقته، مذكرا في السياق ذاته بأنه سيكون قطبا صحيا بهذه الدائرة التي تضم 4 بلديات، مع العلم أن بلدية العقلة تتوفر على 4 قاعات علاج بكل من قساس و تامروت والعقلة مركز وبئر التراب، كما تسلم القطاع واحدة أخرى بمنطقة الفجوج في حين يأمل سكان منطقة ذراع العربية في الاستفادة من هذا النوع من الهياكل.
قطاع التعليم هو الآخر شهد تطورا في عدد المؤسسات والهياكل وكذا في تعداد التلاميذ، بحيث تتوفر العقلة على 14 مدرسة ابتدائية منها واحدة في طور الانجاز، و4 متوسطات وثانويتين، ومن المرتقب تدشين الثانوية الثالثة شهر فيفري المقبل حسب والي تبسة، وتم خلال الموسم الدراسي الجاري إعادة فتح مدرسة بوعبيدة الصديق التي ظلت موصدة لسنوات.
ويقترح رئيس البلدية إنجاز متوسطة بمنطقة عين التراب التي يتمدرس بها 400 تلميذ ويتنقلون يوميا إلى مدينة العقلة على مسافة 6 كلم، في الوقت الذي عمدت البلدية إلى تخصيص 6 حافلات لنقل تلاميذ المناطق النائية وعدد الحافلات يبقى غير كاف والبلدية بحاجة لـ 3 حافلات أخرى لتأمين النقل من أولاد سالم وتامروت وقابل أولاد لمرة و البسباس.
ولمواكبة ارتفاع عدد التلاميذ على المديين القريب والمتوسط فإن تقديرات مديرية التخطيط تذهب في اتجاه حاجة العقلة لإنجاز 32 حجرة دراسية في الابتدائي و8 حجرات في المتوسط ومثلها في الثانوي.
بلدية العقلة بما تحقق فيها من منجزات و ما تنتظره من مشاريع عبارة عن ورشة مفتوحة لا زالت بحاجة لتوسيع شبكة الإنارة العمومية وإلى قاعة متعددة الرياضيات ومسبح نصف أولمبي ومفرغة عمومية ومحطة للمسافرين ووحدة ثانوية للحماية المدنية وعيادة ولادة ومنطقة نشاطات تجارية و3 مكاتب بريدية وخطوط هاتفية جديدة.