الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
عمـود البخــار بالشــلال الشهيــر..ظاهــرة فيزيــائيــة سـاحــرة تثيــر الاهتمــام
يرتفع في سماء مدينة حمام دباغ السياحية الجميلة عمودا من البخار الكثيف يظهر كل ليلة من ليالي الشتاء و الربيع من مسافات بعيدة، كأنه دخان مصنع عملاق أو بركان ثائر لا يتوقف عن النشاط. البخار يبدأ في التشكل و الانبعاث من الشلال الشهير بعد غروب الشمس و يستمر في النشاط طيلة ساعات، حتى يكاد يغطي المدينة بأكملها و يحجب الرؤية كأنه ضباب قطبي كثيف.
ظاهرة فيزيائية جميلة و مثيرة للاهتمام، ظلت تتكرر منذ نشأة الشلال و المنابع الساخنة قبل مئات السنين، كلما حلت ليالي الشتاء الباردة و صقيع المنخفضات و ندى الربيع الذي يزيد من كثافة الظاهرة و يحولها إلى سحب ماطرة تسقي الحقول و الحدائق و البساتين القريبة من المكان.
و كلما كانت السماء صافية و درجات الحرارة منخفضة، يكون عمود البخار كثيفا و مرتفعا إلى السماء و عندما يبلغ مسافة معينة يتجمد و يزيد وزنه ماء، فيعود إلى الأرض و ينتشر على مساحات واسعة و يحجب الرؤية في الطرقات و بين الأودية و السهول الممتدة من الجوهرة السياحية إلى مشارف بلدية مجاز عمار المجاورة.
و يختفي عمود البخار الجميل، عندما ترتفع درجات الحرارة ليلا و عندما تكون السماء ملبدة بالسحب الجافة و الماطرة، فالظاهرة الفيزيائية المثيرة لا تحدث إلا إذا كانت السماء صافية و درجات الحرارة منخفضة ليلا، حيث تعمل البرودة القوية على تكثف البخار المنبعث من المنابع الساخنة التي تغذي الشلال، فيتجمد عندما يبتعد عن الأرض و يتحول إلى سحاب يمطر ندى كثيفا يسقي الحدائق و البساتين.
و بمرور الزمن تحولت ظاهرة عمود البخار إلى مصدر اهتمام السياح و حتى الباحثين المهتمين بفيزياء البخار و المنابع الطبيعية الساخنة، فيتجمع السياح كل ليلة و كل صباح بساحة الشلال و حول منابعه الساخنة ليستمتعوا بالبخار الساخن الكثيف و يأخذون صورا تذكارية جميلة وسط الضباب و الندى الذي يبلل ملابسهم و أحذيتهم و تنبعث منه برودة شديدة تسكن أجسادهم حتى تشرق الشمس و تبدد الضباب و تجفف الحدائق و البساتين و تعيد وضوح الرؤية إلى الفضاءات السياحية الجميلة. و يعتقد السكان القدامى بأن بخار الشلال يرمز للخير الوفير، فكلما كان كثيفا و متواصلا في ليالي طويلة من الشتاء و الربيع، كان الزرع و كانت السعادة و الخيرات. و كلما كان الشتاء ماطرا ، كان بخار الشلال كثيفا حيث يؤدي ارتفاع منسوب المياه الجوفية إلى تنشيط المنابع الساخنة و انبعاث البخار الساخن الثقيل الذي يتكثف في سماء المدينة، ثم يعود إلى الأرض و ينتشر على مساحات واسعة حتى يخيل للزائر أول مرة، أنه في قلب عاصفة ماطرة لكن بلا رياح و بلا رعود.
تتشكل لوحة فنية ساحرة كل ليلة، عندما تبلغ كثافة البخار ذروتها و تتوقف حركة السيارات و الراجلين، بعد منتصف الليل فاسحة المجال لصوت خرير المياه الساخنة المتدفقة على واجهة الشلال و ضباب ينبعث في السماء ثم يعود إلى الأرض مثقلا بالندى، ليغطي الحدائق و يحجب نور المصابيح الكهربائية المختلفة الأشكال و الألوان.
و يقضي عشاق السمر و الطبيعة الهادئة ساعات طويلة من الليل بساحة الشلال، للاستمتاع بالظاهرة الفيزيائية النادرة التي تكاد تتحول إلى تقليد سنوي يحتفي به السكان المحليون كل ربيع و يجلب إليه آلاف السياح من كل مكان.
فريد.غ