الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
رحيـــل المفكـــر السوري جـــورج طرابيشي
رحل نهاية الأسبوع، المفكر و الكاتب و الناقد و المترجم السوري الكبير، جورج طرابيشي، عن عمر ناهز 77 عاما. طرابيشي الذي ولد في مدينة حلب عام 1939، يعتبر من أبرز الكُتاب التنويريين في العالم العربي، و أحد أكبر المدافعين عن أبرز مفكري النهضة العربية، و قد انغمس منذ بدايات مشروعه الفكري و النقدي في التراث الإسلامي والعربي في بحث طويل عن ينابيع الفكر الحر و قيم التسامح و الحرية في محاولات حثيثة منه، لإدخالها في نسيج الواقع العربي المحترق بنار الصراعات الطائفية و الدينية.
اشتغل طرابيشي في بداياته، مديرا لإذاعة دمشق ، ثم رئيسا لتحرير مجلة دراسات عربية، و بعدها مباشرة محرراً رئيسياً لمجلة الوحدة. هاجر من سوريا إلى لبنان، حيث أقام مدة سنوات قليلة، ومع بداية اشتعال الحرب الأهلية، غادر إلى فرنسا، و هناك أقام و تفرغ للكتابة و التأليف و الترجمة، و بدأ في نشر مقالاته و كتابته في أشهر المنابر و دور النشر العربية و الأوروبية.
تفرغ الفقيد للتأليف والكتابة، لم يمنعه من البروز و التميز في مجال الترجمة، إذ اشتهر و تألق أيضا بترجماته الكثيرة التي تزخر بنماذجها القيمة المكتبة العربية، مثل: ترجماته لكتب: فرويد، هيغل، سارتر، برهييه، غارودي، سيمون دي بوفوار و آخرين. و وصل عدد ترجماته ما يفوق عن 200 كتاب في الفلسفة و الإيديولوجية و التحليل النفسي و الرواية، لكنه تخصص في ترجمة كُتب عالم النفس الشهير سيمغوند فرويد إلى العربية، أكثر من أي كتب أخرى. كما برزت مؤلفات طرابيشي في اتجاهات فكرية متنوعة و هامة، في الماركسية، و النظرية القومية، و في النقد الأدبي للرواية العربية، التي كان سباقاً إلى تطبيق مناهج التحليل النفسي عليها.
من أبرز المؤلفات التي اشتهر بها و أصبحت مرجعية فكرية و أدبية تحليلية، يغرف منها أهل الفكر والأدب في العالم العربي نذكر: «معجم الفلاسفة»، «من النهضة إلى الردة»، «هرطقات 1 و2»، «من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث»، «المعجزة أو سبات العقل في الإسلام»، «نظرية العقل العربي»، «إشكاليات العقل العربي»، تمزقات الثقافة العربية في عصر العولمة» و «التحليل النفسي لعصاب جماعي».
كما عُرف طرابيشي بمشروعه الضخم الذي عمل عليه أكثر من 20 عاما، فتعمق من خلاله في التراث و تخصص في نقد العقل الديني، و صدرت من مشروعه البارز خمسة مجلدات: «نقد نقد العقل العربي»، وكان آخرها الجزء الخامس بعنوان «من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث»، الذي صدر عن دار الساقي، بيروت في 2010. و كان يتضمن نقدا لمشروع الكاتب و المفكر المغربي محمد عابد الجابري، وقد وُصف هذا العمل بالموسوعي، لأنه احتوى على قراءة ومراجعة للتراث اليوناني و للتراث الأوروبي الفلسفي و للتراث العربي الإسلامي، و أيضاً التراث الكلامي و الفقهي و الصوفي و اللغوي، وقد حاول فيه الإجابة عن أهم الأسئلة الأساسية، وهي: «هل استقالة العقل في الإسلام جاءت نتيجةً لعامل خارجي، و قابلة للتعليق على مشجب الغير؟ أم هي مأساة داخلية ومحكومة بآليات ذاتية يتحمل فيها العقل العربي الإسلامي مسؤولية إقالة نفسه بنفسه؟».
انتقل أيضا، طرابيشي عبر عدة محطات في مساره الفكري، كان أبرزها: الفكر القومي، والثوري والوجودية والماركسية، و انتهى إلى تبني نزعة نقدية جذرية، يرى أنها الموقف الوحيد الذي يمكن أن يصدر عنه المفكر، لاسيما في الوضعية العربية الراهنة التي يتجاذبها قطبان: «الرؤية المؤمثلة للماضي» و»الرؤية المؤدلجة للحاضر».
ظل طرابيشي على مسافة من الملتقيات و اللقاءات، إذ لم يكن متحمسا لمثل هذه الأضواء التي تزدحم بالضجيج، فلم يحضر طوال حياته إلا القليل جدا من المؤتمرات، و قد انتقدها مرارا و وصفها بــــــ»لقاءات و اجتماعات لا ينتج عنها ما يفيد»، حتى حضوره الصحفي ظل قليلا ومحدودا، باستثناء حوارات قليلة في بعض الجرائد و المجلات، أما مقابلاته التلفزيونية، فتكاد تكون منعدمة. وهذا ما سمح له بالاشتغال بهدوء على مشروعه ومنهجه النقدي والفكري التنويري، بعيدا عن صالونات و منصات المؤتمرات و اللقاءات.
نوّارة/ ل