أكد وزير التربية الوطنية، محمد الصغير سعداوي، أمس السبت، التزام دائرته الوزارية بانتهاج أسلوب الحوار والعمل التشاركي، للرفع من أداء القطاع وتحقيق...
* درست في الجزائر لأجل مواقفها القوية من القضايا الإسلامية"حلم حققته بعد عمل شاق ودؤوب"، هي عبارة وصف من خلالها المفتي العام للقسم الآسيوي للإدارة...
* أرغب بتطوير برنامج خاص بالذكاء الاصطناعي في الجامعات الجزائريةأشاد الباحث في الذكاء الاصطناعي ومدير تخطيط السعة للذكاء الاصطناعي التوليدي في شركة...
استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الخميس بقصر المرادية، وزير الداخلية للمملكة العربية السعودية، الأمير عبد العزيز بن سعود، الذي قام...
سليم الفرقاني و أحمد عوابدية الأعلى و البقية يخضعون لمعيار الشهرة
أجمع من تحدثنا إليهم من فناني قسنطينة على اختلاف الطبوع التي يؤدونها ، سواء المالوف ، أو الشعبي، أو البدوي ،أو السطايفي ، أو الفقيرات،أو العيساوة على أن «بورصة» تنشيط الحفلات تختلف من مطرب إلى آخر،رغم الإجماع على أن سليم الفرقاني، و أحمد عوابدية و حكيم بوعزيز، و توفيق تواتي، هم الأعلى سعرا في الأعراس و كذا الحفلات الرسمية ، نظرا لمكانتهم وحضورهم على الساحة الفنية ، وتجربتهم.
محدثونا أكدوا بأن معدل سعر تنشيط العرس في قسنطينة، لا ينزل عن 5 ملايين سنتيم و لا يتجاوز 15 مليون سنتيم، و يدخل في حساب ذلك ، عدة اعتبارات ،إضافة إلى خبرتهم و حضورهم في الساحة الفنية ، منها عائلة الفنان و المعرفة المسبقة بها ، وكذا أجواء أعراسها ، و نوعية المدعوين إليها، وهذا لأخذ « الرشق « بعين الاعتبار و الذي قد يكون سببا في تخفيض المستحقات ، وتعويضها بما يتم جمعه أثناء السهرة ، من مال لا يدخل في حساب مقابل السهرة الفنية التي يزيد من نجاحها كثافة «الرشق»، لأنه يرفع معنويات أعضاء الفرقة ، مما يجعلهم يطيلون الوصلات الموسيقية .
كان أول من تحدثنا إليه شيخ جمعية مريد الطريقة العساوية ، المطرب أحمد بن خلاف، باعتباره الوحيد الذي يحوز على اعتماد كمتعهد حفلات بقسنطينة ،من وزارة الثقافة .و بالتالي هو على علم ودراية بالأسعار المطبقة في إحياء الأعراس والحفلات العامة ، والتي تحاشى ذكرها بالأرقام ، لما قد يسببه ذلك من حساسيات، وسوء فهم من بعض زملائه، فأوضح للنصر ،بأن هذه الأسعار تتحكم فيها شهرة الفنان ومكانته وشخصيته ، وما يحيط به نفسه من إشهار و دعاية ،وكذا ما يطرحه من أقراص مضغوطة في السوق. وعن السعر الذي يتعامل به مع زبائنه ، أضاف أنه بين 5 و7 ملايين سنتيم ،و لكل أعضاء الفرقة نصيب من المبلغ إلى جانب تكاليف أجهزة تكبير الصوت ، والنقل. وقد يوافق على إحياء حفل دون مقابل ، عندما يتعلق بإدخال الفرحة على بعض الفئات من محدودي الإمكانيات ، ممن يعرفهم شخصيا أو يتصلوا به ، بينما يخضع مقابل تنشيط الحفلات العامة والمهرجانات للجدول الذي تطبقه وزارة الثقافة على جميع الزملاء.
محمد بوديدة، مطرب الأغنية الشعبية ، أوضح لنا بأن الإقبال على الشعبي في الأعراس بقسنطينة محدود جدا بل نادرا.لكنه مطلوب هو وزميله طارق ديفلي فقط في هذا الطابع ، وهذا ما جعله يطلب مستحقات شبه رمزية ، لا تتجاوز 5 ملايين سنتيم ، يقتسمها و أعضاء فرقته الخمسة و يضاف لها مصاريف أجهزة تكبير الصوت، و النقل ، مما يجعل ما يحصل عليه مجرد مصروف جيب فقط ، هذا اسهاما منه في المحافظة على النغمة الشعبية في المدينة. و أضاف بأن الأسعار تخضع للتفاوض والتفاهم إذا دعي لإحياء عرس خارج قسنطينة. و عن الحفلات الرسمية قال بأن عدد أعضاء فرقته يزيد ليصبحوا 8 أفراد و يطبق الجدول الذي تعمل به مديرية الثقافة على الكل. و استطرد قائلا: «قد تصادفنا بعض الحالات المعوزة فندخل على قلوبها الفرح دون مقابل.
في اتصال بعمار كاوة مناجير الشاب خلاص، مغني النغمة السطايفية العصرية ، أوضح هذا الأخير أن الشاب خلاص يحيي حفلات الجمعيات الخيرية، دون مقابل بل يتحمل مصاريف التنقل مع فرقته على عاتقه . ويخضع تنشيط خلاص لبقية الأعراس والحفلات للتفاوض مع الزبائن بما يتناسب ،ومكانته الفنية ، على المستوى المحلي والوطني والدولي ، مما يجعل المستحقات المطلوبة تخضع لهذا المعيار ، رافضا الكشف عن قيمتها ،لأنه يعتبر الأمر من أسرار المهنة، فيما قال أن الحفلات الرسمية يتراوح مقابل تنشيطها ما بين 40 و45 مليون سنتيم للسهرة كاملة ، وقد يزيد ذلك أو ينقص ،لاعتبارات أخرى ، حسب بنود العقد الذي يربط الفنان بالجهة المنظمة للحفل.
ا فنان النغمة البدوية في قسنطينة شرح لنا من جهته بأن سعر تنشيط العرس في ظل انعدام الدعوات الرسمية ، يخضع للتفاوض مع صاحب الفرح ، وتدخل فيه الكثير من الاعتبارات ، على رأسها بعد المسافة ، فتنشيط حفل داخل المدينة و ضواحيها لا يخضع لنفس التقييم .
خارج الولاية لا بد من توفير النقل ، وأجهزة تكبير الصوت ، وأحيانا «الديسك جوكي « في ظل قلة عدد القصابة ، وهي اعتبارات كلها تدخل في التقييم. و الأسعار لا تنزل عادة عن 5 ملايين سنتيم ، وقد تزيد عن ذلك بكثير ،بما يغطي كل المصاريف ، إضافة إلى مدخول محترم لأعضاء الفرقة ، الذين يعيش معظمهم على هذه المداخيل.
الهواوي أضاف أن الطلب كبير على فرقته ونغمة البدوي عموما ،ما يجعلهم أحيانا لا يرتاحون طوال أيام الأسبوع . مشيرا إلى أن «التبراح»يضاعف دخلهم . ورغم ذلك، يعمل محدثنا كمصلح متجول للقصع ، لضمان قوت عائلته.
للإشارة الكثير من الفنانين القسنطنيين رفضوا الخوض في موضوع ما يتقاضونه مقابل إحياء الأعراس،واعتبروه شأنا خاصا ، رغم أنهم يعدون من الشخصيات العمومية ، التي تخضع لمجهر محبيهم الذين يعتبرون بعضهم نجوما ،من حقهم معرفة تفاصيل حياتهم ، كما هو الشأن في الدول الكبرى التي يتتبع أصحاب الجرائد الصفراء فيها كل تفاصيل يومياتهم ، ولا يجد نجومهم حرجا في ذلك رغم تضايقهم من اقتفاء أثرهم من الصحافة المختصة في الحياة المشاهير. في حين يطالب من يسمون أنفسهم نجوما للفن في بلادنا ، بأجور كبار الفنانين ، في حين اعتبر آخرون الخوض في مثل هذا الحديث وقاحة وقلة أدب.
مدير الثقافة لولاية قسنطينة أوضح في اتصال هاتفي ، بأن هناك معيارا تتبعه مصالحه لتحديد مستحقات الفنانين الذين ينشطون مختلف المواسم الفنية في الولاية.مشيرا إلى أن البعض يتهمونه سرا، بأنه غير عادل ، وبمحاباته للبعض على حساب الآخر، في دفع مقابل تنشيط الحفلات ، لكنهم رفضوا ذكر هويتهم علانية. و شرح محدثنا:» لا يمكن مقارنة ما لا يقارن ، بين الجديد المبتدئ الذين نأخذ بيده لتكون هذه المناسبات فرصة لشهرته ، واخراجه من الزوايا المظلمة ، إلى نور الشهرة ، و من قضى عشرات السنين في تطوير فنه ، ومستواه الأدائي والفني ،لأن ما ندفعه يسمى مستحقات وليس أجرا، لأننا لسنا بصدد عملية تجارية ، بل نحن أمام عملية ابداع تدخل فيها معطيات كثيرة ، فالحاج محمد الطاهر الفرقاني مثلا ،لا يمكن أن تتساوى مستحقاته بمبتدئ مازال يشق طريق الفن ،ونحن نأخذ بيده ونرافقه ، وعلى هذه المواهب تثقيف نفسها ، فالشمس لا يمكن مقارنتها بالقمر ، فنصر الدين شمة المبدع في فنه ، بتطوير العود عالميا ،له ما يميزه بأبحاثه ، وفنه متفق عليه.» وأضاف فوغالي :فنان عالمي من صنف الشاب خالد لا قدرة لي على استضافته ، نظرا لما يتطلب ذلك من قدرات مالية غير متوفرة في قسنطينة ، فمعايير الجودة والابداع والتاريخ والحضور وحدها، تحدد مستحقات المشاركين في ذات المواسم الفنية». هذا ونفى دفع مستحقات الفرق الأجنبية بالعملة الأوروبية الموحدة ، وقال: «الكل يأخذ مستحقاته من الخزينة العمومية بالعملة الوطنية ، وعليه التصرف في تحويلها ، و هؤلاء الضيوف يخضع اختيارهم ، بعد دراسة سيرهم الذاتية ،والتحقق منها لشروط يحددها عقد واضح البنود وهم ممن تخصصوا في فن أصيل ، ولغة أصيلة ،وحضور دولي مميز ، حتى نأخذ من تجربتهم المميزة ، باعتبار الثقافة حق دستوري لكل المواطنين ، لأن هذه الأسماء لها تاريخ وحضور وقدرة على تقديم فن في المستوى».
ص.رضوان