• إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية • الشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني • على الحكومة صب كل المجهودات لتحقيق راحة...
شرع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ابتداء من يوم أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى...
أطلقت لجنة تنظيم عمليات البورصة (كوسوب)، أمس السبت، بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» بالجزائر العاصمة، بوابة إلكترونية ونافذة موحدة للسوق...
أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
مجموعات إفتراضية تؤسس لنمط جديد من التكافل الاجتماعي بالوادي
عرفت مؤخرا ظاهرة «التكافل الاجتماعي» بولاية الوادي تفعيلا وتفاعلا مميزا عبر مواقع التواصل الاجتماعي “الفايس بوك» ،وهي ظاهرة إجتماعية صحية –حسب دراسات إجتماعية- تجسدها حالات نفسية دافعها روح “المبادرة” ترتكز عادة على ثلاثية التعاون والتآخي والإيثار بين أفراد المجتمع الواحد بهدف تقديم المساعدات بأشكالها المختلفة لفئات المعوزين والفقراء والمحتاجين ، والتي أكد بشأنها أساتذة مختصون أنها ساهمت في ترسيخ قناعة جديدة في وسط المجتمع مفادها “أن مساعدة المحتاج مسؤولية الجميع” .
وطفت عبر مواقع التواصل الإجتماعي « الفايس بوك» مجموعات إفتراضية يؤطرها ناشطون في مجال التكافل الاجتماعي بأسمائهم الحقيقية بغية إعطاء مصداقية أكبر لحملاتهم الخيرية ،وذهبوا إلى إطلاق تسميات على هذه المجموعات تترجم ظاهرة “التكافل الاجتماعي” كمجموعة «ناس فعل الخير» ، “خدام بيوت الله” .
و تعتمد هذه المجموعات التي تتخذ من الشبكة العنكبوتية فضاءا لتفعيل أنشطتها الخيرية على تقنين أنشطتهم بإعتماد عناوين المقر الاجتماعي لجمعيات خيرية معتمدة قانونا وأرقام حساباتها البريدية والبنكية لإعطاء الصبغة القانونية لهذا النشاط لاسيما أن هذه الجمعيات تنشط في نفس المسعى .
وتعدت أنشطة هذه المجموعات الافتراضية من حملات “للتكافل الاجتماعي” الموجهة للمعوزين والفقراء والمحتاجين، إلى تسطير حملات تطوعية بالتنسيق مع عديد الهيئات الإدارية كالمركز الولائي لحقن الدم للتبرع بالدم مثلا وتحسيس المواطن بأهمية تجسيد “سلوك” التبرع بالدم لما لهذه الممارسة الإنسانية من دور في إنقاذ حياة المرضى من نزلاء المؤسسات العمومية الاستشفائية والحوارية بالولاية .
وقد إستطاعت هذه الأنشطة التطوعية التي سطرتها هذه المجموعات الافتراضية ،حسب الإحصائيات المقدمة من طرف جهاز المركز الولائي لحقن الدم التابع للمؤسسة الاستشفائية العمومية بن عمر الجيلاني بوسط المدينة، إلى حد بعيد لاسيما في الآونة الأخيرة إلى تحقيق زيادة معتبرة في مخزون بنك الدم للمركز .
كما سطرت هذه المجموعات الافتراضية التي تعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي فضاء لنشر وإعلام المواطن بأنشطتها التطوعية “حملات نظافة”، اتخذت في مجملها شعارات ارتكزت «من اجل أحياء نظيفة» وذلك بإزالة كل أشكال الأوساخ والقمامة داخل الأحياء والتجمعات السكانية.
ولم تقتصر هذه الحملات عند هذا الحد بل تعدت إلى تنظيم حملات تحسيسية توعوية لفائدة المواطنين، تبرز أهمية الحفاظ على نظافة المحيط وأثره في تحقيق بيئة صحية خالية من تلوث، إلى جانب إعطاء التأثير النفسي السليم الذي يفرزه المحيط النظيف على المواطن .
وقد ساهمت هذه المجموعات الإفتراضية في حملات واسعة للنظافة على مستوى العديد من أحياء بلديات الولاية، وذلك باستعمال المعدات والآليات المتاحة التي وفرتها كل من مصالح البلديات وأجهزة مديرية البيئة ، كما كان لها دورا بارزا في حملة التشجير الأخيرة التي سطرتها مؤخرا محافظة الغابات رفقة أفراد الجيش الوطني الشعبي .
كما نشأت مجموعات افتراضية أطلقت على نفسها خدام بيوت الله، وهي مجموعات تعنى بتنظيف مساجد بلديات الولاية الثلاثين ، ناهيك عن توجيه قوافل صحية لفائدة سكان البدو الرحل بالمناطق النائية والمعزولة لاسيما بالشريط الحدودي .
و تقوم هذه المجموعات الافتراضية بأنشطتها التطوعية بمختلف أشكالها سواء التكافل الإجتماعي ، التبرع بالدم و نظافة الأحياء، بناء على برنامج مسطر سلفا يحدد طبيعة النشاط ومكانه.
كما اتخذت بعض الجمعيات المعتمدة الموجهة لتفعيل هذا النوع من النشاطات التطوعية إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتعريف والترويج لأنشطتها، بإعتباره أصبح فضاء خصبا حسب رئيس جمعية إيثار لكافل اليتيم للإعلام ونشر أنشطة الجمعية .
وأكد الدكتور رشيد خضير وهو مختص في علم الاتصال الاجتماعي، أن المجموعات الإفتراضية بالوادي أسست لوجه آخر من أوجه التكافل الاجتماعي عبر شبكة التواصل الإجتماعي «الفايس بوك» الذي اتخذته موقعا لطرح برنامج أنشطتها الخيرية وهي الآلية المبتكرة حديثا أثبتت الدراسات الميدانية أنها الأكثر فعالية في تحريك وبعث ثقافة “التكافل” في الأوساط الاجتماعية نحو تجسيد فكرة ليكون التكافل الاجتماعي مسؤولية الجميع .
وأشار ذات المتحدث أنه قام بدراسة يشرح كيف أن هذه الآلية المميزة اعتمدتها هذه المجموعة الافتراضية في أنشطتها التطوعية أخرجت ما أسماها ثقافة “التكافل الاجتماعي” من دائرة المبادرات الفردية الضيقة المبنية على طلبات إلى فكر متأصل بهدف ترسيخه كقناعة لابد أن يتبناه إراديا كافة شرائح المجتمع باعتبار أن مساعدة المحتاج مسؤولية الجميع لا تقتصر على فئة دون أخرى وهو ما نجحت – حسبهم - هذه المجموعة إلى حد الآن في تجسيده ميدانيا .
وهو ما دفعه - حسبه - في دراسته إلى تثمين دور هذه المجموعات الافتراضية في تأسيس ثقافات حضارية متعددة صحية بيئية اجتماعية لدى الجماهير ،مؤكدا أنه بإمكان شبكة التواصل الإجتماعي أن تكون وسيلة من وسائل التربية والتنشئة الاجتماعية السليمة وهو ما تحاول بعض هذه المجموعات الدعوة إليه
ثابت.ب