* دعوة لانتفاضة من المجتمع الدولي لصالح حقوق الشعب الفلسطيني * ثمن الصمت والتقاعس أمام المأساة الفلسطينية سيكون باهظاأكد رئيس الجمهورية السيد، عبد...
التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
الشعوذة تنتشر بين التلاميذ و الطلاب و الإطارات
حذر أئمة و أساتذة جامعيون و مختصون في علم النفس شاركوا في يوم دراسي بقالمة من المخاطر المتعاظمة لطقوس الشعوذة و السحر المتفشية وسط مجتمع جزائري قالوا بأنه أصبح يعاني من الانهيار النفسي و أمراض الوهم و لم يعد قادرا على الصمود و مواجهة آثار الغزو الفكري القادم مع ثورة تكنولوجية جديدة قلبت سلوكات المواطن الجزائري رأسا على عقب و تسللت إلى كيانه و بدأت تنهش فكره و مقدساته الدينية و مقوماته الروحية و تضرب استقراره النفسي و صحته بشكل مخيف و مثير للقلق.
و قال المتدخلون في اليوم الدراسي الذي نظمه ديوان مؤسسات الشباب «أوداج» بقالمة بأن ظاهرة الشعوذة و السحر و الاعتقاد بهما لم تعد مقتصرة على الأميين و كبار السن بل امتدت أيضا لتطال تلاميذ المتوسطات و الثانويات و طلاب الجامعات و نخب المجتمع من إطارات و موظفين في مختلف القطاعات أصبحوا يؤمنون أيضا بطقوس الرقية و الشعوذة و السحر و يلجؤون إليها كلما ضاقت بهم الحال أو أرادوا تحقيق أهداف لم يبلغوها بالعمل و إمكاناتهم الذاتية.
وحسب مدير ديوان مؤسسات الشباب بقالمة فإن هذه المعتقدات الخاطئة تعرف تطورا غريبا بتطور المجتمع و وسائل الاتصال و انتقلت الظاهرة الاجتماعية الخطيرة من الطلاسم البدائية إلى تطبيقات الهواتف الذكية و القنوات التليفزيونية و الصحف، و أضاف المتحدث «نحن اليوم امام ظاهرة اجتماعية جديدة لها جمهورها المميز من المثقفين و الطلاب، الجميع على يقين بأن هذا تصرف منبوذ و هو من الشيطان، الغربيون أيضا ينبذونه و الكل يتذكر كيف أعدم ستالين مشعوذا قدموه له ليعينه على شؤون الحرب العالمية الثانية فأمر بقتله و لما سألوه قال لهم لو كان يعلم الغيب و يعرف بأنني سأقتله ما أتاني».
وحذر الدكتور فاتح دبيش من جامعة 8 ماي 45 بقالمة من خطورة الوضع على صحة المجتمع و أمنه قائلا بأننا أمام ظاهرة اجتماعية صعبة، مرض جسدي و نفسي، أسرة مرهقة و مدرسة عاجزة، العولمة نشرت الوعي لكن جيل اليوم مسطح الفكر لم يستفد من إيجابيات هذه العولمة و فضل الانغماس في مساوئها و ظواهرها المدمرة، مضيفا بأن المجتمع أرهق نفسه بنفسه و لابد من تحرك فعال لمواجهة الوضع بالتوعية المستمرة، و خلص إلى القول بأن جامعة قالمة كانت سباقة لإثارة الطابو المسكوت عنه و نظمت ملتقى حول طقوس الشعوذة و السحر و أثرهما المدمر على المجتمع، كان هذا قبل 10 سنوات و لم يكن الاهتمام بالموضوع كبيرا آنذاك لكن اليوم تطورت الاوضاع و أصبح الامر في غاية الاهمية و الخطورة و لذا بدا الجميع مهتما بهذا المرض الذي ينخر المجتمع في صمت.
و قال مسعود مديني أحد أبرز أئمة مدينة قالمة بأن المجتمع الجزائري أمام تحد كبير و خطير و لا يمكن تحميل المسؤولية للإمام وحده لأن ما يحدث اليوم يتجاوز منابر المساجد و أصبح الكل مسؤولا و الجميع مطالبون بالعودة إلى الدين الإسلامي لأنه كلما تراجع المعتقد الصحيح كثرت الشعوذة و كثرت الظواهر الاجتماعية المدمرة.
و ذهب المتدخل إلى حد المطالبة بالتصدي لمن وصفهم بالمشعوذين و الدجالين الذين لا يترددون في إثارة الفتن بين الناس و يحدثون الفرقة و الشقاق بين الأسر، متسائلا «لماذا لا يعاقب الدجالون و المشعوذون يجب أن يعرف الجميع بأنه يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن».
أفارقة ومغاربة نشروا السحر الأسود ببلادنا
و خلص مسعود مديني الى القول بأن «الغرب لا يدين بالإسلام لكنهم مستغربون منا و من أفعالنا و سلوكنا المنحط، إن أساس العلاج هو العودة إلى قيمنا الدينية الصحيحة لأن الدين هو الغذاء الروحي و صمام الأمان».
و أوضح عبد الحق حريدي أحد الإطارات المتقاعدين من قطاع التربية و إمام متطوع بأننا أمام فكر بدوي و سلوك تربوي مضطرب انتج مشاكل اجتماعية عويصة.
و أرجع الطاهر مقرودي أحد إطارات دار الشاب العلمية بقالمة أسباب انتشار الشعوذة و السحر و الطلاسم وسط المجتمع الجزائري إلى مهاجرين أفارقة و عمال مغاربة ينتشرون على نطاق واسع بالجزائر و يحترفون فنون الزخرفة و العمارة و ينشرون ما وصفه بالسحر الأسود، مضيفا بأن هذه المجموعات تستهدف الجزائر في أمنها و شبابها بنشر طقوس الشعوذة و تسجيل اختراقات خطيرة عن طريق مواقع الانترنت لاستقطاب الشباب و جرهم الى مستنقع يصعب الخروج منه. و حسب مراد قروي أحد المشاركين في اليوم الدراسي فإن المجتمع الجزائري لا يعاني من السحر و الشعوذة فقط بل يعاني أيضا من انتشار خطير لممارسي الرقية غير الشرعية، و أضاف بأن غالبية الناس الذين يستنجدون بالرقاة هم في صحة جيدة لكنهم يتوهمون المس و الجن و المرض و العين و سوء الحظ و كلما زاد الوهم انهارت الأجساد و سقطت الانفس في مستنقع الشعوذة و السحر، و ضرب مثالا على ذلك بفتاة أوقفها والدها عن الدراسة و حبسها في البيت لأسباب أخلاقية فتظاهرت بالصرع و المس و هي في الحقيقة سليمة في جسدها و عقلها و لا تستدعي استحضار الجن و الرقاة الذين زادوا من هموم المجتمع و يعقدون أوضاعه باستمرار في السنوات الأخيرة. و تطرق مختصون في علم النفس من سكيكدة و قالمة إلى السلوك التربوي و دور الأسرة في تعزيز الثقة بالنفس لدى الأطفال قبل بلوغهم مرحلة الشباب ليصبحوا محصنين ضد الظواهر الاجتماعية المدمرة و لا يقعون في مستنقع الشعوذة و لا يسقطون في مواقع مغرية و خطيرة على شبكة الانترنت.
و حسب هؤلاء المتخصصين في علم النفس و تقويم السلوك البشري المنحرف فإنه من الأحسن ترك الحديث عن الظواهر الاجتماعية السيئة حتى لا تنتشر بين الناس لأن الباطل يموت بعدم ذكره و إثارة المواضيع الحساسة أحيانا تحدث نتائج عكسية مدمرة، كما يحدث هذه الأيام مع خرافات التطبيقات الوهمية على الهواتف الذكية.
فريد.غ