* دعوة لانتفاضة من المجتمع الدولي لصالح حقوق الشعب الفلسطيني * ثمن الصمت والتقاعس أمام المأساة الفلسطينية سيكون باهظاأكد رئيس الجمهورية السيد، عبد...
التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
تخليد 2000 شهيد جزائري يرقدون في المقبرة العسكرية الفرنسية بدمشق
أصدرت مؤخرا الكاتبة الشابة لطيفة منطاش، الشهيرة باسم عاشقة بغداد، رواية جديدة عنوانها"المقبرة العذراء"، تتكون من 158صفحة من الحجم المتوسط ، من منشورات دار نوميديا بقسنطينة، و قد حاولت من خلالها أن تسلط الضوء على غصة مكبوتة و جرح غائر يرفض أن يندمل في ذاكرة الوطن، منذ أن جندت فرنسا عنوة خيرة شباب الجزائر في صفوف جيشها الدموي الغاصب ، و من بينهم بطل الرواية عبد الرزاق و إخوته، و نقلهم المستعمر على متن باخرة، دون أن يعلموا وجهتهم، و وجدوا أنفسهم في نهاية المطاف في ساحة الوغى بالزي العسكري الفرنسي أمام عدو مجهول ، كان ذلك في بداية عشرينيات القرن الماضي.
الجزائريون الشباب اكتشفوا لاحقا بأنهم في سوريا و بأن من كلفوا بمقاتلتهم هم إخوة لهم في الدين و اللغة، فرفضوا إعادة تجسيد قصة قابيل و هابيل و كل المهام القذرة التي أوكلت إليهم، و لاذ بعضهم بالفرار لينضموا إلى السوريين في مقاومتهم للفرنسيين، في حين قتل الفرنسيون معظمهم دون رحمة، و دفنوا في المقبرة العسكرية الفرنسية بريف دمشق، و علقت أمام قبورهم لوحة كتب عليها: «ماتوا من أجل فرنسا «، و طواهم النسيان و لاحقتهم تهمة الخيانة لعقود طويلة، لكن الكاتبة لطيفة منطاش استحضرت أرواحهم في روايتها مؤكدة «كتبت روايتي لأصرخ بكل حناجرهم و بملء براءتهم: لم نمت لأجل فرنسا، لا تصدقوا بهتان تلك الأحرف، لأننا كجزائريين جبلنا على الوفاء».
منطاش نصبت في روايتها محكمة خاصة لإنصاف هؤلاء الشهداء و تخليصهم من الذل و المهانة و التشويه و تهمة خيانة الجزائر، قائلة « لا بد من مبايعة براءتهم»، و مؤكدة «الجرح لم يغلق بعد، و استقلالنا لن تنضج فرحته المتلعثمة، حتى يستعيد الوطن كل شهدائه»، و نطقت بالحكم المنشود «حكمت الجزائر ببراءة 2000جثة جزائرية من كل الأباطيل و تطويقها بعودة مستعجلة ممهورة بالتقدير و الأكاليل»، داعية إلى تحرير تاريخنا من النسيان و استرجاع ماضينا الثوري من كل بقاع المعمورة.
الكاتبة و هي أستاذة للغة العربية و التربية الإسلامية في الطور المتوسط، أطلقت في روايتها «المقبرة العذراء» العنان لفرس الخيال الجامح، لينطلق في رحلة عبر التاريخ، و يصهر في يوميات الشاب الجزائري عبد الرزاق، المولود في سنة 1896 بقرية المنصورة بالشرق الجزائري، شظايا من القصة المبعثرة الفصول و القبور. فهذا الشاب الذكي و الطموح، حرص على تنفيذ وصية والده و هي تعلم اللغة العربية حتى لا يغادره الوطن دون رجعة، لكنه اضطر لتكريس جهوده لخدمة الأرض طلبا للرزق، و أول صدمة عاشها هي تجنيد المستعمر لصديقه و ابن عمه الدراجي في صفوفه خلال الحرب العالمية الأولى، و كانت كل ذرة من كيانه تصرخ» ارحلي عنا يا فرنسا»، و سرعان ما تجسدت مخاوف و كوابيس أمه، عندما اقتحم الفرنسيون كوخهم ليلا و اقتلعه هو و إخوته من دفء حضنها و قالوا لوالده بأن أبناءه سيحاربون الأتراك و البريطانيين في صفوفهم و يصبحون أبطالا»، و عندما قاومهم أردوه قتيلا.
الكاتبة اعتمدت على السرد السلس و الانسيابي للأحداث بلغة جميلة متماسكة ، انتقت كلماتها بذكاء و دقة و فيض من مشاعر الغضب و الحزن، فوصفت رحلة عبد الرزاق و أشقائه عبر الشاحنات و السفن الفرنسية، و دخولهم في معارك غريبة خلال الحرب العالمية الأولى ، ثم جرهم إلى حرب قابيل و هابيل في سوريا، دون أن يعلموا بذلك، فاستحضرت الوقائع التاريخية في قلب الحبكة الروائية المحكمة.
جدير بالذكر أن برصيد الكاتبة خمس روايات و توجت بالعديد من الجوائز في مسابقات وطنية و عربية، من بينها مسابقة العلامة عبد الحميد بن باديس في سنتي 2012و 2014 و جائزة الدكتور محمد بن شنب للأبحاث و الفنون في المدية في 2014. و هي الآن بصدد وضع اللمسات الأخيرة على روايتها السادسة «لا توجد أخبار لهذا اليوم».
إلهام.ط