الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
مختصون يبينون أهمية هندسة المقابر في دراسة الثقافات
احتضنت جامعة 8 ماي 45 بقالمة على مدى اليومين الماضيين ملتقى دولي حول الممارسات الجنائزية بحوض البحر الأبيض المتوسط، الذي تعاقبت عليه حضارات كبيرة منذ فجر التاريخ،
و تركت بصماتها و معالمها و آثارها خالدة على مر الزمن، و في مقدمتها هندسة المقابر و طقوس الدفن، التي تختلف من أمة إلى أمة أخرى من الأمم التي بنت حضارات كبيرة بحوض المتوسط قلب العالم النابض على مر العصور.
الملتقى، الذي شارك فيه باحثون
و أساتذة و خبراء في علم الآثار من الجزائر و دول أجنبية، تطرق بالبحث و النقاش إلى ظاهرة الموت و ما يتبعها من طقوس بحوض المتوسط من ما قبل التاريخ إلى نهاية العصر الوسيط.
و قال المتدخلون، الذين تعاقبوا على منبر الملتقى، بأن ظاهرة الموت تشكل أحد أهم العوامل التي أدت إلى ظهور الممارسات الجنائزية على مر التاريخ، و مازالت إرهاصات الموت و طقوس الدفن تثير اهتمام الباحثين المتخصصين في علوم التاريخ و الآثار و الانثربولوجيا، الذين يواصلون الغوص في أعماق الحضارات القديمة من ما قبل التاريخ إلى عصور الديانات و المعتقدات التي تحولت إلى ظاهرة اجتماعية و ثقافية لدى الشعوب المتعاقبة على حوض المتوسط.
و يرى الباحثون بأن المدافن الناجمة عن ظاهرة الموت تحتوي على مكونات و وحدات و تفاصيل تميز كل عصر، و يعتمد عليها خبراء الآثار و المؤرخون في بحوثهم و دراساتهم المعمقة، لأن هذه التفاصيل تساهم بشكل كبير في التعريف بعادات و تقاليد و طرق العيش لكل عصر، بما في ذلك الجانب الثقافي و العقائدي الذي يعد من أبرز العوامل المؤثرة في طقوس الدفن و أشكال القبور و المقابر التي تعد الملاذ الأخير للموتى و نتيجة حتمية لظاهرة الموت الذي ظل لغزا غامضا لدى الإنسان القديم على مر العصور، بما في ذلك إنسان حوض المتوسط الذي تأثر بظاهرة الموت و جسد هذا التأثر الروحي في طقوس الدفن و الأشكال الهندسية للقبور و المقابر.
و قد شكّل الموت هاجسا و خوفا للإنسان القديم، و دفعه إلى الاعتقاد بوجود قوى خفية تسبب الموت فتقرب منها بالقرابين و ممارسات جنائزية و شعائر دينية تصاحب طقوس الدفن التي تتواصل إلى اليوم لدى شعوب كثيرة من حوض المتوسط بما فيها الشعوب الإسلامية التي تعتمد على طرق دفن و شعائر تختلف عن باقي شعوب الحوض الكبير.
و قد ترك الإنسان القديم الكثير من المدافن الغريبة عبر مختلف مناطق حوض المتوسط، و مازال الباحثون و المنقبون على بقايا الحضارات القديمة يكتشفون المزيد من الأسرار الدفينة تحت الأرض، و يزيلون عنها الغموض، و يكتشفون حقائق جديدة لم تكن معروفة من قبل، معتمدين على وسائل بحث متطورة سمحت بالغوص في مكنونات الحضارات القديمة، و معرفة أدق التفاصيل عنها، بما في ذلك هندسة القبور و بقايا الهياكل العظمية التي تحولت إلى كلس و طين تحت تأثير عوامل الطبيعة و الزمن البعيد.
و تطرق كل من سفيان بن موسى من جامعة سوسة التونسية، و عبد المالك سلاطنية من جامعة قالمة، و بدر الدين سلاحجة من جامعة قسنطينة 2 ، و حسين محمد الشريف من جامعة سطيف 2 و غيرهم من المتدخلين، إلى طقس و هندسة المقابر في الفترة الفينيقية و المعالم الجنائزية لفترة فجر التاريخ بمنطقة بسكرة و مؤشرات الحياة الاجتماعية و العقائدية من خلال المعالم الجنائزية بموقع الركنية بقالمة و المعالم الجنائزية بالأوراس و التأثيرات الخارجية على الطقوس الجنائزية القرطاجية.
و حسب المتدخلين فإن طرق الدفن و الطقوس المصاحبة لها و هندسة المقابر تختلف اختلافا جذريا من حضارة إلى أخرى و تعبر تعبيرا صادقا عن طبيعة الإنسان القديم و تأثره بظاهرة الموت و لجوئه إلى معتقدات و طقوس لإرضاء هذه القوى الخفية المسببة للموت، و هو ما كشفت عنه الأبحاث الجارية حول بقايا هذه الحضارات بحوض المتوسط، كالحضارة الرومانية و الفينيقية و حضارات الشعوب البدائية التي سبقتهما إلى حوض المتوسط الذي يتميز بالتنوع الحضاري و العقائدي على
مر الزمن.
فريد.غ