السبت 19 أفريل 2025 الموافق لـ 20 شوال 1446
Accueil Top Pub

استدعاء المُؤسّسين

يستمرّ روّاد الأدب الجزائري من خلال إتاحة نصوصهم للأجيال الجديدة من القرّاء، عبر المنصّات الالكترونيّة أو في طبعاتٍ مدعومة تكون في متناول الطلبة والتلاميذ.

فليس من العدل أن تختفي روايات الآباء المؤسّسين أو تظهر في طبعاتٍ مشوّهةٍ، أو تنتشر "ملّخصات" عن الروايات يكرّرها "وكلاء" آلاف المرّات باسم الحبّ والتخصّص و الجهوية أو بعنوان الدّرس الأكاديمي أو بما تقتضيه طقوس الظّهور!
لا يحتاجُ الأدب إلى ناطقٍ رسميّ أو مُدافعٍ، فالنصّ يأخذ مجراه تمامًا كالحياة،  ومن حقّ المتلقي الجديد أن يتذوّق ديب وحداد وياسين و بوجدرة وبن هدوقة و وطار... من دون إرشاد، وفي ذلك خيْرٌ للكاتبِ والقارئ معًا، ولا تتطلّب هذه المُعادلة سوى توفّر ناشرٍ يستحقّ اسمه يستفيد من دعمٍ عموميّ لأنّ الأمر يتعلّق بإرثٍ وطنيّ تقتضي الضّرورة المحافظة عليه، وبحقّ مُغفلٍ في القراءة وبموقع على المسرح القومي يستدعي إلقاء ما أنتجته العبقرية الوطنيّة على الطاولة.
وربّما سمحت إتاحة النّصوص المؤسّسة للأدب الجزائري للجمهور الواسع بتشكيل صورةٍ جديدة عن الكتّاب ونظرة مختلفة لأدبهم، بعيدا عن الصوّر النمطيّة التي شكّلتها انتماءاتهم السياسة وعلاقتهم أو اصطداماتهم مع السلطة، أو التأويلات الإعلاميّة والنقدية، و كذا الفكر الديني الذي انتشر في المجتمع والمدارس والجامعات  ونَشرَ التوجّس والتخويف من الأدب والفن، فضلًا عن التصريحات التي وضعت كتّابا في قلب العواصف، كما حصل مع ياسين و بوجدرة و وطار، على سبيل المثال، على عكس ديب الذي قال بعد الاستقلال إنه أصبح كاتبًا فحسب، لا التزام له سوى أمام نصّه ولا كلام إلا ما يتدفّق من نصوصه.
وقد يساهم مشروعٌ من هذا النّوع في تحرير الكتّاب والذائقة، واستعادة الكلاسيكيين الكبار كما تفعل كثيرٌ من الأمم،  وهو مشروع يحتاج إلى مساهمة المؤسّسة التعليميّة التي تحتاج إلى مصالحة نفسها مع الأدب الحقيقي والقطيعة مع فكرٍ مدرسيٍّ يقيّم الأدب بمقاييس الالتزام، والانفتاح على مختلف الرياح، لأنّ الحرية شرطٌ أساسيٌّ للإبداع تمامًا كما هي شرطٌ لبناء الإنسان. 

سليم بوفنداسة

المزيد من الأعمدة

ظُلمات

تعرفُ العلاقات الدوليّة مقدّمات أزمة أشبه ما تكون بحربٍ كونيّة جديدة تعيدُ توزيع الأدوار بين سكّان غابتنا،...

  • 14 أفريل 2025
اسمي حمزة

اسمي حمزة، كان لي رأسٌ. كانت لي عينان و أحلامٌ صغيرة لا أعلنها. ربما أشبه أحمد الذي لم يعثـروا على رأسه،...

  • 07 أفريل 2025
هوس فرنسي

تحوّلت الجزائر، هذه الأيام، إلى «لازمة» على ألسنة السّاسة والنّخب في فرنسا، وإلى موضوع أثيرٍ على...

  • 24 فبراير 2025
«واقعيّة قذرة»

لن تهنأ الإنسانيّة بعائدات التطوّر العلمي الذي يفترض أن يساعد في حلّ المشكلات ويجعل الحياة أيسر...

  • 17 فبراير 2025
العالمُ برواية «ماسك»!

تحوّل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى كابوسٍ حقيقيٍّ يُؤرّق ساسةً وصنّاعَ قرارٍ في أوروبا، وفق...

  • 20 جانفي 2025
سوارٌ إلكتروني

ظلّت الثقافة على الدوام من أدوات الهيمنة التي تستخدمها قوى استعمارية، في آلية فكّكها إدوارد سعيد...

  • 13 جانفي 2025
حياة في الثقافة

غادر بوداود عميّر فجأة، بعد أن لمّح إلى غيّابٍ مُؤقّت اتقاء شرّ مُنتحلٍ سرق هويّته، قبل أن ينجح...

  • 23 ديسمبر 2024
أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com