الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق لـ 20 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

عباءة الجمهوريّة

" ربما ستكون فرنسا في حالٍ أفضل لو ذهب المتمسّكون بالنمط الإسلامي فيها إلى بلدان إسلاميّة كما فعل بن زيمة"!
هذا ما خلص إليه زعيم "الجبهة الوطنيّة" جوردان بارديلا، في معرض تعليقه على ارتداء كريم بن زيمة الزيّ السعودي في العيد الوطني للمملكة، لأنّ اللّاعب في نظر السيّاسي اليميني المتطرّف "متصالحٌ مع نفسه" حتى وإن كان يُروّج للإسلاموية.

و يأتي هذا التّصريح في وقتٍ تشهد فيه فرنسا حربًا رمزيّة تدور حول العباءة التي منعت الحكومة ارتداءَها في المدارسِ باعتبارها من الرموز الدينيّة التي تتناقض مع علمانيّة الدولة ومؤسّساتها.
ويُترجم هذا المنع مخاوف أثارها اليمين حول مستقبل فرنسا و أوروبا التي تشهد تغيّرا ديموغرافيا هائلًا، سيأتي مع مرور الوقت على ثقافتها وطابعها الديني كما تقول بذلك نظرية "الاستبدال الكبير" التي أطلقها "رونو كامي" وطوّرها إيريك زمور، والتي تحذّر من تحوّل الشعوب الأصليّة في أوروبا إلى أقليّة أمام موجات الهجرة المتواصلة من شمال إفريقيا ودول الساحل والصحراء، ويقدّم زمور في مرافعاته لوقف الهجرة معادلة تقوم على زيادة معدلات الهجرة مع تراجع معدل الخصوبة بين الفرنسيين والأوروبيين وارتفاعه بين القادمين من الجنوب، وهو ما يعني أنّ أوروبا الحالية ستختفي بعد ظرف وجيز، لأن الوافدين  المسرفين في التكاثر يرفضون التخلي عن ثقافتهم وعاداتهم الإسلاميّة.  لذلك يقترح تقييد الهجرة وفرض نمط يقوم على الاستيعاب، أي تذويب المهاجر في ثقافة البلد، بداية من فرض اسم فرنسي على مواليد فرنسا ومرورا بالقطائع مع ثقافة بلد "المنشأ".
هذه النظرية العنصريّة، بمقاييس البلد نفسه، تشير وقد تمّ تبنيها على نطاقٍ واسع، إلى "عقم" يعادل العقم البيولوجي الذي يخشى عواقبه إيريك زمور، هو العقم السيّاسي الذي يُعيد أمَماً عظيمة إلى مرحلة الصراع البدائي قافزة على القيّم التي طالما كانت تستخدمها كعنوان فخرٍ وتباهٍ.
وقد تعكس(النظرية) إن صحّت مكر التاريخ الذي قد ينتقم لشعوبٍ استعبدت وأُبيدت ونُهبت ثرواتها لقرون، وها هي الأمم النّاهبة تقف في نهاية القصّة عاجزة أمام المنهوبين القادمين بحرًا مسلّحين بيأسٍ يعفيهم من التفاوض وبخصوبةٍ تجعلهم قابلين للاستنبات في أيّ تربة.
وحقّ لمصطفى سعيد أن يقهقه ويقول لزمور ما تتنبأ به اليوم، قُلته قديمًا يا صاحبي، حين "جئتكم غازيًا".

سليم بوفنداسة

المزيد من الأعمدة

المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
قطارُ الباطل

سلّطت الاحتجاجاتُ الطلابيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة الضوء على هيمنة اللّوبي الصهيوني على...

  • 29 أفريل 2024
صعلكة

  أصبح "خطاب الحق" عنوان ضعفٍ في عالم اليوم الذي باتت تتحكّم في مفاصله قوى ولوبيات لا تبالي...

  • 23 أفريل 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com