الأربعاء 2 أفريل 2025 الموافق لـ 3 شوال 1446
Accueil Top Pub

خزان

تؤشر حالات الاعتداء على «الآخر» بالمفرقعات في مناسبة دينية في مجتمع يتظاهر بالإفراط في التدين، إلى ارتفاع منسوب العنف إلى مستويات قياسية، فإلقاء مفرقعة على عابر ليس تسلية تمارسها سيدة في شرفتها أو لعب أطفال، بل  عملية قتل رمزي تحيل إلى خزان عدوانية، والمعتدي في هذه الحالة يقوم بتعويض عن حرمانه من ممارسة العنف على وجهه الصحيح.
وليس طقس العنف الجماعي الذي نشهده في ليلة المولد سوى حلقة في سلسلة من أعمال العنف تمتد من القتل إلى الخطاب، وتحيل إلى مرض خطير في المجتمع الجزائري لم يتم علاجه أو لم يتم تشخيصه بدقة.
فأخبار القتل لأتفه الأسباب أصبحت مادة يومية لوسائل الإعلام الوطنية، و كثيرا ما يرجع دارسون الظاهرة إلى تأثير سنوات الإرهاب وقبلها عقود الاستعمار على نفسية الفرد الجزائري الذي تربى في مناخ يتقاسم فيه أدوار البطولة  مقتولون وقتلة، ويحتاج التخلّص من النموذجين إلى عمل عميق تقوم به المؤسسة السياسية ومؤسسات التعليم التي يفترض أن تضطلع في المقام الأول ببناء إنسان سوي مؤهل للعيش المشترك وتلقي المعارف، وأي خلل في عمل المنظومتين سينعكس على المجتمع والأفراد.
ونلاحظ اليوم أن “إنتاج” العنف تحوّل إلى بطولة تثير الإعجاب حتى لدى وسائل إعلام صارت تستدرج نجوم الخطاب العنيف الذي يروق المتلقين المفترضين، بل وحتى بعض الفئات المصنفة في خانة النخبة باتت تنتج هذه السلعة المشؤومة، ويكفي مراجعة ما يصدر عنها  على شبكات التواصل الاجتماعي للوقوف على خطورة الحالة.
ونحتاج  إلى اعتراف بأننا في حالة حرب غير مرئية، لنشرع في وضع التسويات الضرورية التي تزيل هذا السلوك البدائي من حياتنا. وربما كنا في حاجة إلى إحياء عقد اجتماعي ينهي حالات الإقصاء والريبة واليأس والشك والخوف والعدوان، و يعيد بناء الجسور و تعريف العلاقات بين المؤسسات والأفراد على أساس الاستحقاق الذي يقتضي دمقرطة حقيقية لحياتنا العامة، لأن محاولات فرض الأمر الواقع من طرف النخب السياسية والاقتصادية، ستؤدي إلى استفحال المرض الذي يتطلب علاجه أيضا تنمية بشرية، لا تقوم على فرنسة اللسان  كما يعتقد البعض ولكن على تأهيل الإنسان الجزائري لكي يكون فاعلا بالإيجاب في زمانه ومكانه، يشعر بأنه قابل للإحترام  فيتحوّل مع مرور الوقت إلى إنتاج هذه السلعة النادرة.
ملحوظـة
لن نفلح في القضاء على الشرّ إذا كنا نجامله هنا ونحاربه هناك.
سليم بوفنداسة

 

المزيد من الأعمدة

هوس فرنسي

تحوّلت الجزائر، هذه الأيام، إلى «لازمة» على ألسنة السّاسة والنّخب في فرنسا، وإلى موضوع أثيرٍ على...

  • 24 فبراير 2025
«واقعيّة قذرة»

لن تهنأ الإنسانيّة بعائدات التطوّر العلمي الذي يفترض أن يساعد في حلّ المشكلات ويجعل الحياة أيسر...

  • 17 فبراير 2025
العالمُ برواية «ماسك»!

تحوّل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى كابوسٍ حقيقيٍّ يُؤرّق ساسةً وصنّاعَ قرارٍ في أوروبا، وفق...

  • 20 جانفي 2025
سوارٌ إلكتروني

ظلّت الثقافة على الدوام من أدوات الهيمنة التي تستخدمها قوى استعمارية، في آلية فكّكها إدوارد سعيد...

  • 13 جانفي 2025
حياة في الثقافة

غادر بوداود عميّر فجأة، بعد أن لمّح إلى غيّابٍ مُؤقّت اتقاء شرّ مُنتحلٍ سرق هويّته، قبل أن ينجح...

  • 23 ديسمبر 2024
أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com