النصّ و المتخيل المستقبلي..
وليد بوعديلة
صدر عن منشورات الوطن اليوم رواية جديدة من الروايات القصيرة ، للمبدعة الجزائرية أمواج دواس، موسومة ب “ثيرالوزيا ما وراء المجهول”، ضمن سلسلة كتاب الجيب .
علما أن الرواية هي التي فازت بالمرتبة الأولى في جائزة الوطن اليوم للرواية القصيرة الخاصة بالشباب سنة 2019. ويشرف الروائي كمال قرور على منشورات الوطن اليوم ويديرها، ويقدم الكثير للتسويق للإبداع الجزائري والتعريف به عربيا.
والمقصود بعنوان الرواية هو”أرض النور”، وتتحرك في عوالم الخيال العلمي، وفيها مغامرات شباب يطمح لاكتشاف الفضاء والأمكنة الأخرى، وعبر المزج بين الفني والعلمي يتمتع القاريء بحكي مشوق، في بنيات حوارية ووصف خارق للأحداث مع اعتماد المنولوغ كثيرا.. ومن ثمة فالسرد كلاسيكي والمضمون مستقبلي خيالي علمي.
إن الراوي في نص أمواج دواس عارف بكل أحداث القصة، مع حضور كائنات غريبة تتحاور مع البشر بحثا عن حل للخراب والدمار الذي أصاب الأرض، ويحدث التحول السردي عندما يكتشف القارئ بأن الأحداث لم تكن في كوكب بعيد وإنما في الأرض ، عبر السفر في الزمن، ونقرأ في الرواية :» أين سكان الأرض؟ وكيف وصلت إلى الأرض بعد أن ابتلعني ذاك الثقب الأسود اللعين؟ هل من الممكن أن يكون ذلك؟ أمن الممكن أن أكون قد سافرت عبر الزمن؟ هل ذهبت إلى المستقبل أم أني عدت إلى الماضي”(ص28).
وتتلاحق الكلمات العلمية على وعي القارئ ومنها: الشق الزمكاني، النظام الكوني، التفريغ الطاقوي، الطاقة الحرارية...، كما نجد الانتقالات الزمانية نحو الماضي ثم المستقبل بطاقة خفية تسافر في الزمن، وتسعى لإحداث تفاعل مع رمزيات دينية وأسطورية عن العودة للحياة بعد الغياب(الموت، النوم الغريب العميق...)، ومن ثمة تحتاج الرواية لتأمل عميق يكاشف المتخيل والمستقبلي وينتظر خرق الوعي في كل لحظة سردية.
هي رواية لمبدعة في بداية المشوار الفني، و هوعمل أدبي من أعمال أدب الشباب في جزائر الراهن المتحول والمتغير، حيث الشوق لمعانقة كل ما هو علمي مستقبلي، ننصح بقراءة الرواية ، وهي لبنة أخرى تضاف للكتابة في ميدان أدب الخيال العلمي، فيها المتخيل وفيها ترقب الزمن الآتي.