الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

مســرحيّــة "بوستيـشــة".. نـورٌ و ظـلمــات

أثارت مسرحية «بوستيشة» الاهتمام وصنعت الحدث الثقافي، في الفترة الأخيرة، وقد يكون ذلك لطريقة إعدادها الفريدة، وطموح القائمين عليها للتأسيس لمسرح اجتماعي برؤية ومقاربة إنسانية، تقوم على العمل التطوعي والتضامني، انطلاقا من البوح  بفكرة آنية  والرمي بها في ملعب الفنانين لاحتضانها ورعايتها إلى أن ولدت وهي كبيرة، إذ لقي نداء المخرج أحمد رزاق لإقامة عرض ضخم تعود عائداته للأطفال مرضى السرطان، تجاوبا كبيرا عرف حضور 200 فنان ومبدع من ممثلين وموسيقين وراقصين، بالإضافة إلى الطاقم الفني والتقني من مخرجين وسينوغرافيين، ومختصين في الأنفوغرافيا،  قدموا من مختلف جهات الوطن ومن 50ولاية، أين انصهرت اللهجات وغابت الخلافات لإنجاح الفكرة، في أقل من عشرة أيام بالتنسيق بين مصمم العرض ومخرجين منفذين، كلف كل واحد منهم بالكتابة الآنية لمشاهد تكون وليدة اللحظة مع مراعاة السياق العام للفكرة، والحفاظ على التتابع والتنسيق العام في عرض وتداول المشاهد التي تمتزج فيها عروض المسرح والتمثيل مع لوحات الرقص والكوريغرافيا لتنتج عرضا متكاملا حمل تسمية (بوستيشة) وهي كلمة تعني في القاموس الشعبي الجزائري المشكلة أو المصيبة الصغيرة .

أعد الملف: عثمان بوعبدالله

الاستثناءات التي حققتها هذه المسرحية، بتدافع الفنانين والممثلين واشتغالهم بالتطوع، لبلوغ الفكرة وتحقيق الغاية الانسانية، كانت حسب تصريحات المشاركين في هذا الملف، فرصة لإخراج عمالقة وقامات الفن الجزائري من سبات وحجر فني فرضته جائحة كورونا، وانتشالهم من دائرة التهميش والنسيان، أين كانت الفرصة سانحة ليمدوا أيديهم للجيل الصاعد من الشباب، في مبادرة ثقافية وفنية انصهرت فيها اللهجات والعقليات، وتزاوجت فيها مختلف العروض والمشاهد، في قالب كوميدي مبهج، أنسى المتابعين والمهتمين بجديد الساحة الثقافية وجمهور العروض الثلاثة المقامة على ركح المسرح الوطني محي الدين بشطارزي المعاناة مع كورونا، وجعلهم يساهمون بدورهم في إنجاح هذا العمل، من دون أن يهملوا الرسالة التي شكلت محور العرض المسرحي، بإبراز الصراع بين الأجيال والصراع بين نور العمل والعلم وظلام اللامبالاة والاتكالية و»السذاجة»، إذ افتتح العرض على مشهد مجموعة من الشيوخ وهم منهمكون في صراع ومناوشات لعبة (الدومينو) التي تسببت في تحطيم وإطفاء مصباح النور الوحيد بالحي السكني في العاصمة، لتبدأ الحبكة من تنصلهم من المسؤولية، و تحميلها لشاب مثقف اسمه (ابراهيم)، مستغلين ترفعه عن الدخول في صراعات، لتشتعل أحداث المسرحية من ( مشكلة صغيرة) إلى أحداث ومآس تفرعت عنها، يأتي في مقدمتها إلقاء اللوم وأصابع الاتهام على الشاب البريء والتستر عن الفاعل.
وربما حملت المسرحية على عاتقها سرد تاريخنا المعاصر متوارية خلف رمزية تُظهر أكثر مما تُضمر ويستطيع المتلقي معرفة الإشارات والإيماءات واستخلاص القصّة المستترة بسهولة.  
جمالية العرض وما حققته من غايات انسانية بجمع مبلغ يقارب 100 مليون سنتيم، لفائدة الأطفال مرضى السرطان، وذلك العدد الهائل من الممثلين، جعلت أغلب المتابعين والمهتمين يضعون عرض (بوستيشة) ضمن العروض المسرحية الضخمة المميزة في تاريخ المسرح الجزائري، ولمعرفة السر في نجاح هذا العرض وكواليس إنجازه في وقت وجيز وظروفه الاستثنائية، اتصلت النصر بمجموعة من الممثلين والمخرجين الذين كشفوا عن تفاصيل مهمة في هذا الملف .

* أحمد رزاق / ممثل ومخرج مسرحي مصمم العرض
بوستيشة عمل مفتوح وهو تنبيه إلى دور الثقافة في بناء الحضارة
أجرى الحوار: عثمان بوعبدالله
يكشف الممثل والمخرج المسرحي أحمد رزاق، مصمم مسرحية بوستيشة، في هذا الحوار الذي خص به النصر، عن جوانب هامة جعلته يوفق في تحقيق لقاء أزيد من 200 فنان وانجاز هذا العرض المسرحي الضخم في أقل من عشرة أيام، معتبرا أن كل هذا لم يكن تحديا، بل كان تأكيدا على قوة وكفاءة المبدع الجزائري، فضلا عن روح التعاون والتضامن لتقاسم الفكرة واخراجها من ظلام الخلافات إلى نور الاتحاد والتآزر والتآخي، كاشفا عن مشاريع جديدة بنفس الضخامة والحجم .

قلتم في تصريحاتكم أن (بوستيشة)، كانت مجرد عنوان وتحولت إلى فكرة وعرض، كيف تجسد هذا العنوان في ظرف وجيز، و قبل كل هذا لماذا ( بوستيشة) بالتحديد، مصطلحا وفكرة؟
بداية شكرا على اهتمامكم بالعمل المذكور، فبوستيشة كمصطلح في المجتمع يعني المشكلة الصغيرة، و فعلا انطلق العمل من عنوان، قلت هيا نعمل (بوستيشة) في المسرح، هذا لا يعني أنه لم تكن لدي فكرة قائمة عن العرض، لكنني لم أكن أملك مدى حدود قابلية مشاركة الأصدقاء معي والإمكانيات اللازمة لتجسيد الفكرة، وأدركت بعدها أن الميدان الفني في الجزائر يزخر بأناس يجمعون بين الكفاءة والطيبة والنزاهة والإبداع وفوق كل هذا العفوية والإقدام على المساهمة في الأعمال الخيرية، فلنا من التراث البشري ما تحسدنا عليه دول أخرى، ومن الإمكانيات ما يكفي لتجسيد حتى ما يفوق الخيال و الحلم، يكفي أن نلتقي ونتقاسم الفكرة مهما كانت صعوبتها و مهما كان وقت الإنجاز قصيرا ومدته وجيزة .
جمعتم لهذا العرض 200 فنان، برأيك ما الذي يحرض أي مبدع على الانغماس في تحد مثل هذا بإمكانيات تكاد تكون منعدمة كما قلتم، وفي ظل اجراءات مشددة للوقاية من وباء كورونا؟  و ما الفائدة من ذلك ؟
بالعكس العدد الحقيقي أكبر بكثير، والإمكانيات لم تسمح للكل بأن يلتحق، فظروف الإقامة لم تستوعب عددا أكبر ولعلّ أكبر تحدٍّ لكلّ هؤلاء كان العمل و المشاركة بصدق، لذا أشكر باسمهم كل المؤسسات التي شاركت وساهمت في إنجاح العرض، على غرار الديوان الوطني للثقافة والإعلام والمسرح الوطني الجزائري ومسرح مستغانم الجهوي، ومسارح أخرى لا أدري مدى مساعدتها بالتحديد، و باسم كل من آمن بالفكرة وبالعمل أعتذر لمن لم يتمكن من الالتحاق بنا لضيق الوقت و نقص إمكانيات الاستقبال وأكبر فائدة من إنجاز هذا العمل هو التجربة في حد ذاتها فقد تكون درسا لنا كلنا في كيفية التصدي للوباء والتصدي للركود التام الذي أصاب الثقافة و المجتمع جراء بعض العوامل.
كتابة نص مسرحي بهذا الحجم، توزيع الأدوار والحوار و مزجها بعروض الرقص والكوريغرافيا،  ليس عملا سهلا وربما من الصعب أن يجسد في مدة تقل عن أسبوعين، كيف حققتم كل هذا ؟
كانت هناك لوحات مكتوبة، لم يكن النص مكتوبا، بل اعتمدنا على ورشة كتابة مفتوحة، حسب المشهد و حسب التوزيع و الأدوار، شارك معنا مخرجون ذوي كفاءة يقومون بعمل «جبار» أثناء التدريبات، كل هذا ساعد على إنجاز العمل في فترة وجيزة تقل عن العشرة أيام، ما جعل العمل يتقدم هو التنسيق فيما بين الكل و تخلي الجميع عن الأنانية في تجسيد الدور ، كان الهدف هو العرض، و قد كان لكبار فنانينا حضور بسيط اكتفوا به أمام أدوار لشباب أكثر منهم مساحة في العمل تشجيعا لهم من أجل إنجاح  العمل كعمل جماعي .
ألا تعتقد أن عامل الوقت كان ضدكم وأثر على نوعية العرض، أم أنه كان محفزا وزاد من حماسة الشركاء والفنانين لتحقيق التحدي؟
لا أرى فيه تحد من نوع البطولة، هو عمل عادي له ما له وعليه ما عليه، و ربما أكثر ما حققه هو الكم و الكيف في مدة قصيرة، يعني أن نلتقي و نتقاسم الفكرة مهما كانت اختلافاتنا من أجل هدف أسمى هو أكبر انتصار للكل .
ربما يعتبر عرض بوستيشة من المبادرات الانسانية الشحيحة في الجزائر، التي تخصص فيها عائدات أول عرض لفائدة مرضى السرطان، كيف ولدت الفكرة وكيف استقبلها الحضور ؟
من الطبيعي القيام بمثل هذه المبادرات بين الفنانين، و لكن هذا لا يعني أن الفنان الجزائري لا يقوم بمثل هاته الأعمال الخيرية من قبل، لو أبدأ بسرد ما يقومون به كأشخاص و ما يقدمونه من مساعدات إنسانية في الخفاء لصالح الفقراء واليتامى و المرضى وكثير من المبادرات، لفهم الكثيرون كبر ونبل الفنان و قيمته الحقيقية في المجتمع، مثل هاته الأعمال الخيرية و التي يروج لها ليست إلا لزرع المحبة والتآزر و قيم التعاون، و ما خفي قد يكون أكبر، رغم أن الفنان في الجزائر لا يملك أبسط الحقوق .
ربما هذا ما يميز بوستيشة عن باقي العروض والأعمال، فما الذي  التمسته أيضا من لقاء مختلف الأجيال ؟
بوستيشة فكرة مختلفة عن باقي المسرحيات، فقد جاءت لتطرح مشكلة وأسئلة عن الفعل المسرحي، و مدى إمكانية العمل و خلق فرص العمل والقول بأن المسرحي موجود كطاقة بشرية وكإرث جمالي و إنساني، و كمادة خام لها قيمتها في المجتمع و أن الثقافة هي الحل الوحيد و الأوحد من يصنع الأمم والحضارات و أرقى الاقتصادات، كما لنا مثلا مشروع بوستيشة في الفنون الجميلة الذي نحضر له مستقبلا، وسيكون عملا كبيرا أيضا و سيكشف لنا كنوزا أخرى مخفية ليست في باطن الأرض بل بسطحها وشوارعها وأزقتها.
بوستيشة ولدت وتجسدت من فكرة استعجالية، هل من مشروع لتطويرها ودعم عروضها مستقبلا، وهل ما تزال مفتوحة  لممثلين وفنانيين آخرين ؟
الجانب الجميل في بوستيشة أنها لم تكتمل و لن تكتمل و كل ممثل يريد الحضور، فإن دوره ينتظره، وهي مسرحية تجريبية و لو كره بعض نقاد الزور، وأنا متأكد من أنها ستبرمج وسنلتقي بالجمهور مرة أخرى رغم ضخامة المتطلبات و الإمكانيات.                                                           
ع/ ب

* بوتشيش بوحجر / ممثل ومخرج مسرحي
بوستيشة كانت حالة اجتماعية بامتياز لجمع شتات الفنانين ولقاء الأجيال
يعرض، الممثل والمخرج المسرحي بوتشيش بوحجر، تجربته في مسرحية بوستيشة، في حديثه للنصر، معتبرا أن هذه التجربة استثنائية على جميع الأصعدة في مشواره الفني والعمل المسرحي تحديدا، انطلاقا من الفكرة إلى التجسيد والعرض .

وأشار إلى أنه لم يكن يتوقع جمع كل ذلك العدد من الفنانيين، وتحقيق الفكرة التي أطلقها المصمم أحمدرزاق،بعدما تلقى اتصالا منه وشرح الفكرة العامة، مع تكليفه بدور مساعد مخرج أو مخرج منفذ لإحدى المشاهد، ومنحه الحرية في اخراجه شريطة عدم الخروج عن الخط الدرامي والفكرة العامة للعرض .
و يضيف «في الأول لم نكن نتوقع، أن نجمع كل ذلك العدد من الفنانين والممثلين، فإذا كانت مسارح وطنية وجهوية وبالدعم الذي تتلقاه من الدولة لا تستطيع جمع كل ذلك العدد، فما بالك بشخص واحد (أحمد رزاق) أن يصمم لهذا العمل حتى ولو قبل الجميع بالمجيء مجانا»، فمن الصعب أن توفر الاقامة والاطعام، كما أن أي عرض يحتاج على الأقل لمدة لا تقل عن 20 يوما لتظهر ملامح المسرحية، و يمكن أن تنجز وتصمم نهائيا في فترة تتراوح بين شهر و خمسة أيام إلى أربعين يوما من التدريب المتواصل والتعديل لاكتماله وبلوغ مرحلة التنسيق والعرض، مضيفا أن بوستيشة كانت الاسثناء، إذ استطاع فريق العمل تقديم العرض في أقل من عشرة أيام، وتمكن بفضل تعاون الجميع، من الوصول إلى التنسيق والتكامل المرغوب، رغم أن المهمة لم تكن بالسهولة التي يتوقعها البعض، في ظل ضيق الوقت، و وجود كوكبة من الممثلين والفنانين من أجيال ومدارس ومسارح مختلفة، يضاف لذلك تقديم عروض التمثيل والرقص والتلحين، و فوق كل هذا كان الرهان على كيفية تسير العقليات والنفسيات بصفة أكثر في هذا الظرف، ومسابقة الزمن بالعمل المتواصل لأزيد من 16 ساعة في اليوم .وقال بوتشيش أنه لم يتفاجأ باكتشاف وجوه جديدة ومواهب مغمورة، من منطلق قناعته بأن أغلب الجزائريين يمتلكون طفرة جينية للإبداع، وأن الجزائرغنية بالطاقات الابداعية والفنية التي لو توفرت لها الامكانيات اللازمة وصناعة سينمائية وتلفزيونية بأتم معنى الكلمة، فإنها ستكتسح المشهد العربي وحتى العالمي، لأن الثروة في الجزائر في شعبها .
و بخصوص الاحتكاك بين مختلف الأجيال، أشار بوتشيش أن فرحة الممثلين الكبار كانت أكبر بكثير من الشباب، لخروجهم من حصار فني وثقافي استمر طيلة فترة جائحة كورونا، فضلا عن التهميش الذي طال بعض الممثلين القدماء، ومنهم من لم يستطع توفير تذكرة السفر، كما أنهم اثبتوا بحضورهم وتفاعلهم مع جيل الشباب، أن كل ما يقال حول وجود  صراع بين الأجيال هو مجرد كلام فارغ، لا وجود له حينما يحضر الابداع والعمل الابداعي الجدي، وهو ما تجسد في العرض حسب ما أضاف، أين كان العمل جماعيا يسوده التنسيق والتكاتف، مضيفا أنه وبغض النظر عن العرض والعمل الفني كانت تجربة اجتماعية مميزة، وتفاعلا وتضامنا بين الممثلين لا نظير له، لأنه كان عرضا إنسانيا بامتياز مبنيا على التضامن والتطوع، فمشاهد الحضور المكثف من أجل مساعدة المرضى والاقبال على العرض و دفع تذكرة ألف دينار لأجل ذلك، كلها مشاهد تجعل، كما قال، كل من ساهم في هذا العمل يفتخر بما قدمه ويتمنى لهذا العمل الفني الاستمرار.

* صبرينة قريشي/ ممثلة
تجربة فريدة في مساري
اعتبرت الممثلة صبرينة قريشي، مشاركتها في عرض بوستيشة من أجمل العروض والأعمال التي جعلتها تفتخر بالمشاركة والمساهمة فيها، لما كان لها من وقع اجتماعي ودواعي انسانية، خاصة وأن جميع الفنانين تطوعوا لإدخال الفرحة على قلوب العائلات ومساعدة المرضى المصابين  بالسرطان، من خلال تخصيص العائدات المالية للعرض لفائدتهم.

و زيادة على العمل الإنساني، قالت إنها تشارك لأول مرة في مسيرتها الفنية، في عمل خطط له فنانون وممثلون، بعيدا عن الإنتاج المؤسساتي والهيئات التي ترعى مثل هذه الأعمال الضخمة، مضيفة أن المشاركة في مسرحية بهذا الحجم تشعر أي فنان مهما اكتسب من تجربة وخبرة،أنه يقدم عرضا مكتملا لأول مرة، مضيفة أنها كانت تجربة مميزة ومفيدة، وقالت « لم أؤد دورا كهذا من قبل، بمشاركة كل هؤلاء الفنانين والممثلين والراقصين والموسيقيين، حتى الجو العام كان مميزا ومواتيا لإخراج عرض مكتمل بمثابة مهرجان، حتى في المهرجان الوطني للمسرح لا يمكن جمع كل ذلك العدد من الممثلين» .

* عقبة بوعافية / ممثل
مشاركتي رفقة ممثلين كبار أكسبتني الثقة بالنفس
اعتبر، الممثل الصاعد عقبة بوعافية، مشاركته في مسرحية بوستيشة أكثر من ناجحة، لأنها سمحت له زيادة على اكتساب الخبرات من ممثلين كبار وفنانين قدموا من مختلف جهات الوطن، بتحقيق شعور الثقة في النفس وفتح أفاق الطموح للمشاركة في عروض ضخمة بحجم هذه المسرحية.

وأضاف أنه قدم من ولاية برج بوعريريج، ليحقق رغبته في العمل مع واحد من كبار المخرجين في الجزائر،ولقاء 200 فنان من حوالي 50 ولاية، ما سمح له بالتعرف على ممثلين آخرين وإبراز قدراته ومواهبه، فضلا عن الاحتكاك ومشاركة الخشبة مع قامات وممثلين لهم تجربة طويلة في المجال الفني.
وأشار إلى أن مشاركته في هذا العرض، كانت عبارة عن مشاهد مقتضبة، بحكم العدد الكبير للممثلين، وتمثل في مشهد البحث عن الماء، الذي انقطع عن الحي، فيحاول مع الجيران أن يوصلوا انشغالهم لضمان حقهم من هذه المادة الضرورية، والانتقال من مجرد الاكتفاء بالكلام إلى الفعل لأن قطع الماء يعني قطع الحياة.

* وتيق ميلودة / ممثلة
سافرت من تمنراست إلى العاصمة إيمانا بالواجب الفني والإنساني
قالت الممثلة وتيق ميلودة، ابنة ولاية غرداية والمقيمة حاليا بولاية تمنراست، إنها لم تتوان في تلبية دعوة المشاركة في المسرحية بالتطوع، بعد تلقيها لاتصال من قبل مصمم العرض، باعتبارها واجبا فنيا وانسانيا، خاصة بعدما علمت بتخصيص عائدات العرض لفائدة مرضى السرطان.

وأشارت إلى أنها سارعت لدفع تذكرة الطائرة والتنقل من تمنراست إلى العاصمة للمشاركة في التدريبات والتحضير لمشاركتها في أكبر عرض مسرحي على مر تجربتها الفنية، مضيفة أنها لم تكن مع فريق العمل منذ البداية والتحقت بعدها، بعدما اكتشفت أن المداخيل ستخصص لمرضى السرطان، وأضافت «كان لي فخر كبير أن أقطع المسافة وأدفع ثمن التذكرة للمشاركة في هذا العمل، من أجل المصابين بالمرض وحبا في الفن ورسالته الهادفة» بالإضافة إلى اكتساب التجربة والاحتكاك بكبار الممثلين، مع تحقيق أملي في العمل مع المخرج أحمد رزاق الذي كان يعدني في كل مرة بالاشتغال مع بعض، وكنت أتحين الفرصة لتحقيق ذلك لأنه إنسان يحب الفن ويعمل على منح الفرصة للشباب وإبراز المواهب المغمورة، ناهيك عن كونه مخرجا مبدعا، وهو ما تحقق في صناعة فرجة لاقت استحسان الجمهور وكذا المهتمين بالشأن الثقافي.
كما أشارت إلى أن مشاركتها في هذا العمل الضخم، سمح لها بلقاء  كبار الممثلين الذين لم يبخلوا عليها بالنصائح التي ستساعد على تطوير شخصيتها الفنية، فضلا عن لقاء الكثير من الأصدقاء لأول مرة، بعدما كانت صداقتهم تقتصر على التواصل عبر فضاءات التواصل الاجتماعي.

* حورية بهلول / ممثلة
العرض انتشل قامات فنية من التهميش
أثنت، الممثلة حورية بهلول، على فكرة العرض، خاصة ما تعلق منها بجمع المبدعين من مختلف ولايات وجهات الوطن، على اختلاف لهجاتهم وعقلياتهم، أين انصهر الجميع في عرض واحد، و كان هدفهم انجاح المسرحية في ظرف وجيز، مع منح الفرصة للمواهب الشابة بالصعود لأول مرة على ركح المسرح الوطني، اذ كانت هذه الفرصة كما أضافت بمثابة حقل لاكتشاف المواهب الشابة والمغمورة، وانتشال قامات فنية قدمت الكثير للمسرح والسينما الجزائرية من وحل التهميش والنسيان.

و أوضحت، الممثلة حورية بهلول، التي قضت عقودا وسنوات من عمرها في خدمة الفن والمسرح، بخصوص هذه التجربة، أنها كانت مجرد فكرة أراد من خلالها المصمم أن يجمع  مجموعة من الفنانين الجزائريين من الجيل السابق والصاعد، و ممثلين همشوا وغيبوا عن المشهد الثقافي والفني، فكانت بوستيشة فرصة لاستعادتهم وعودتهم لمعانقة الخشبة وجمهور الركح، مانحين بذلك فرصة لتلاقي مختلف الاجيال مع فتح المجال للبعض الذين لم يسعفهم الحظ من قبل للصعود فوق الخشبة، مقدرة أنها كانت تجربة ناجحة بكل المقاييس، لأن التركيز فيها لم يقتصر على الجانب الفني فحسب بل تعداه إلى جوانب اجتماعية وانسانية.
كما كانت الفكرة لجمع الممثلين من مختلف ولايات الوطن في عمل واحد، ما أدخل الفرحة والارتياح كما قالت في نفوس الممثلين وبالأخص الشباب منهم، حيث استغلت المسرحية كحقل اختبار للكشف عن العديد من المبدعين المغمورين و قدرات شباب مميزين، و تعتبر أول تجربة لعمل مسرحي ضخم، يجمع فنونا مختلفة من تمثيل وموسيقى ورقص و لوحات كوريغرافية، بغض النظر عن الملاحم والأوبيرات و الكوميدية الموسيقية.
و أضافت أنها ربما التجربة الوحيدة التي سمحت بلقاء مجموعة من المخرجين في عمل واحد، اذ وزعت عليهم الأدوار وتولى كل مخرج مهمة تقديم مشهد وتدريب مجموعة من الممثلين، مع تحقيق التنسيق بين مختلف المشاهد واللوحات، وبين الممثلين القادمين من مختلف المسارح ومناطق الوطن، وتحقيق التواصل بين الجيل الصاعد والممثلين القدماء في صورة الممثلة فضيلة حشماوي ولطفي بن سبع و ليندة سلام وغيرهم، الذين عادوا إلى خشبة المسرح بعد فترة طويلة من الغياب،كما منحوا الفرصة لجيل الشباب باعتبارهم مستقبل المسرح، متمنية أن تستمر مثل هذه المبادرات للقيام بأعمال خيرية وتقديم رسالة هادفة و فن هادف.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com