الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

يَغيبــــونَ صَـوبـَكْ

سربٌ يُظلّل صحن الكلام الفسيحِ
وقبرٌ بألف طريقٍ سريعٍ
هُمُ الرّاحلون
يغيبون صوبكَ كي يستبدّ الحضورُ
خطاهم بأرض على الأرضِ دومًا تدورُ
يُذيبون ليلاً على قبّة الشمسِ،
من قِشْر عَبّادها المرتمي في كراسي الحدائق، يستبذرون اللقاءْ.

* عادل بلغيث

مائلون على القلبِ، مثل الجراح على ضفّة النّهرٍ
أو بُوصة النَّوْءِ تُحقنُ في الأرض بعد الشتاءْ
تراهُم بِعَيْنَيْ سمائك
حتّى إذا سرتَ في الدّرب صاروا الصّنوبرْ
غزتها السّحابات في الصُّبح شيبًا، وما ظلّ في الكون إلّاكَ يَكبُرْ
يجيئون منك إليكَ
أتت طفلة من طُلول المَدارس في الرّوح، تَفتح كرّاس قلبكْ:
«لقد صرتُ أمًّا.. ومازلتَ حُلْمًا، حفيداً/أبًا يُنجب الغائبين»
شهيدٌ غريقُ الكتاباتِ
لم يأتِ إلاّ لتكرار دفنهِ
أعلى من العُشبِ والشّعبِ والحَاكمينْ
شريدٌ يُشيّد بيتاً من الأرصفهْ،
كبيرًا إلى أنْ يُجاور فُرنَ النّجومِ
وخزّانَ مَاءِ المَجازْ.
يقتاتُ خبزَ المُشاة
وخوفَ المُحبيّنَ مِنْ رَبّهمْ،
ثمّ يأكلُ لَحْمَ العَقيقةِ حتّى
علىَ السَّقطِ.. حَسبَ اِبنِ بازْ.
هنا هكذا
حينَ تُضحي الكراسيُّ طُوطُوم أرضي
تطول تَرابيزةُ المحسنينْ
*******
هُمُ الرّاحلون
علاجٌ لنا من زكام التّوحّدِ
لو هبّتِ الرّيحُ في جَمْعِ أغصانِ ليمونةٍ في الرّبيعْ
عادونَ في القلبِ ضَبْحًا
مُغِيرونَ في هَدْجِ سَرْب الحَمامِ
وهَدِّ الكَمانِ وفي نَقر عُودٍ سريعْ
لأنفاسهم.. قال نايٌ: أنا عُقَلٌ تِسْعةٌ بعد خطّ النهاية
وما غاب ثلجٌ عن العام إلاّ تهاطل من هرمونيكا الشوارع أو ساحةٍ في البداية..
لهمْ ما لكُلّ البِحارِ
مِنَ الوقتِ كي يَستردّوا البعيدْ
يجرّون مِسْلَفةً فوق أرواحِنا كلّما جاءَ فصل الخريفْ
يُعيدون جُرحا تَقَشْقَشَ فوق قرميدِ بيتِ الحياةِ
ويُدنون منّا صفيرَ القطارات بين العيونْ
يُحَيّوننا باِنكسار البُروق على لحم أحضاننا الفارغهْ
يَخُطّونَ بَعْضَ الرّؤى بالنّسيم البليلِ على النّافذهْ
ونَسمعُ طقطقة الجَوز مِنْ مَنزلٍ لا يكونْ
*******
هُمُ الرّاحلونْ
وليس لدينا سوانا
كما قال شيخٌ:
«هُنا كم تفيضُ الصّباحاتُ عن حاجتي
والبَراويزُ والوجهُ عن صُورتي
أستفيض اِنتهاءً ولا يَنتهون....»
وليسَ مع الوقتِ وقتٌ لِيَرْفَأ أقمارَنا مِثلما يَفعلونْ
يَلعبون بفيزيائنا
يَنقلون على ظهر يوليو الجليد
يَمرّون بالقشّ بين الطّيورِ
يُذيبونَ في الشّمس ضوءَ اليراعاتِ
يَقضون أيّامَنا في اِبتلاع الشّرودِ
فنطلبُ شيئا وحيداً من الأرض: جُذْمُورَ هذا الوُجودْ
يَعونَ الحمامَ الّذي طار بين الخُطى
يَعشقون السّماء بلَأْلاءِ أسنانِها مِنْ قلوب اليتامى تعضُّ المدى
يَركبون القصيدَ ولا يَنزعون العُباب ولا يحملون الثيابَ ولا يَصِلونْ
*******
هُمُ الرّاحلونْ
غِيَارُ المعامل كي تدخلَ النّارُ للبيتِ، كي تَخرجَ الرّوحُ مِن مِدخنه
وتبقى المقابرُ سِكْباجَ كلّ المذاهب والأنظمه
لذا حين يزهو الظّلامُ اِرتفاعًا
تعود البرايا إلى فجرها
والأمّهاتُ إلى الحقل يكشطنَ شيئاً من الجاذبيّة،
لكنّه الحبّ صنّارة لاصطياد الزّمانِ بِطُعْمِ المكانِ
ولو قال شخصٌ غريبٌ لشخصٍ غريبٍ
إلى أينَ: تذهبْ؟ لصارا الهويّة
لَهُمْ نَفتح الرّوحَ في الرّيحِ
نَسحب مِنها سقيفة غيمٍ
ونَحْصر في الذّهن ماءَ السّنينْ
فتقفز فينا القلوبُ التي قد عرفنا
كقفز الشَّفانينِ في البحرِ
نتركُ كرسيّ آلامِنا فارغاً للإله
ونلتفُّ حوله مادّينَ أنّاتنا فوقَ قُضبان ساداتِنا، مِثلَ تَحْويطَة اليَاسمينْ

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com