كلما هلَّ الليلُ..
ينام قلبي على كفي !!
تعودت مذ صباي أن أغرز روحي في الظل..
أرسم وردة الظلام ثم أتوارى في عبيرها الشفيف
النجوم كانت دوما تحدق إلي بخجل..
منثورة في سماء تشبه حدائق الياسمين
كنت أطير مثل فحل اليمام..
محاولا اقتناص ما تيسر لي من ضياء
لعل القبح يكف بأسه عني ويرحل في سديم الكلام
كنت أذبح القصائدَ..
وأعيش على دمها أعوامٌ وأعوامٌ
...لكن سرعان ما أندمُ وأضيعُ في متاهة بلا منتهى !
وبعد التعب..
أسنُدُ ظهري إلى سارية تتأوَّهُ من قيظِ الظهيرة
وأستغرقُ في كسلٍ لذيذ.. لذيذ !
كنت أتغطرس مثل طاووسِ الأحاجي !
أو سمكِ الإستاكوزا..
طالعٌ من أغوار الجنونِ
أتغندرُ ..
وأُلولِب الإبهامَ على الإبهام
في طقوس الصمت أتأملُ شهقةَ الفجر..
والناسُ نيام
عيني ترفرفُ في انتشاء خُرافي..
ولا أحلى !
وفي خلوةٍ مع الذات..
أشتهي العزلةَ و رحيقَ الصمتِ
أرى الناسَ يفترسون أرواحَهم
يتلون كتابَ الغرورِ..
يتلمَّظونَ العِظام !!
الزمانُ يذوب بين أصابعهم مثل شخاليلِ الماءِ
ما ضرَّهم لو يغسلون سريرتَهم من اللعنة و مقاصلَ الضجر !؟
أنا الفارس الضّليل..
لستُ نبيا
ولا عرافا
ولا شيخَ قبيلة
ولذلك تراني أحثُّ الخطى في كل مرة..
راجعا صوبَ أطلالي
بعد أن تتقرَّح مُهجتي من فرط الحزن
ومن حرقة الانتظار..
أنا طائرُ النار
سلطانُ الحوتِ
كوزُ الندى
الريحُ خيمتي
و وشاحُ ملكوتي
أنا المذنِبُ والتائبُ والإمام !
كلماتي
عُشِّي
وفراديسي
القلمُ زِريابي
و الخيالُ بُراقي
..انتهى الكلامْ !!