صليحة نعيجة
بمدينة تضج بالصخب
بالذكريات
و المعاني
ثمة رحلة أخرى
ووجهة سفر جديدة
أنزل من باخرة الأمان
تركت الحالمين
لبوصلة ذكية .
أين تذهب الأمنيات ؟
أين تسافر الأحلام بغتة ؟
لم يكن العمر شحيحا
و لم تك غابة القلب وحيدة
لم تك أهوال المدينة خاوية من الفرح و الترقب
لم تك أحلام القلب بسيطة
و لا أمنيات العقل مجنونة
لم تك لأمي غير أمنيات وزعتها اثر كل فرحة/ زغرودة نجاح
لم تك لأبي غير بهجته ببراءة الطفولة في نظراتنا
و بهجتنا بالهدايا البسيطة
لم تك لحينا أصداء غير زغرودة أمي
لم تك لنا غير أفراح مبرمجة ..!
أتينا
لأرض غريبة
لم نستوعب جنون البشر فيها
لم نحسن التعامل
لم نلتق حلما إلا و شد عضده بنا
و ربت على أكتافنا
يااااااااه
لكم الفرار من هاته الروابي
للعواصم البعيدة .
أحدق في عيني المدينة
لم أبصر غيرها
لم أعشق بعدها
لم أنحن بعدها ...!
علمتنا الغواية و الرواية
أنحني لجلالة القلب
أركض صوب "الذاكرة الحزينة"
أفتح أبوابها العتيقة
لم أسلم مفاتيحها
لم أمنح لغير المقيمين بها "دهرا"
تأشيرة الارتواء بدمع الوحدة الصاخبة
بالذكريات البعيدة
كان لي " برحبة الصوف "
أمنيات / /ذكريات /صديقات /عبرات
كان لي برحبة الصوف
وقود الأحلام و الهواجس و الأمنيات
كان لي برحبة الصوف
صداقات بعدد شعرات الرأس
و صعاليك الطفولة
ملاحم التشرد
و لي بحوانيتها و أسواقها شهقات الفرح العظيم
كلما أيقنت أن جارنا البسيط
أرسل لي - كالمعتاد -باقة ورد
و قبلة العيد
و سلاما مع والدي .
وحده يذكر
إن سقيفة الروح لا تمل الترحاب بكل البسطاء
صناع الفرح
أصدقاء الطفولة .
كان لي قلب
كانت لي مهجة
كان لي روح
و عقل
و صواب
كان لي ماض يرفض أن ينشد غيري
دونا عن كل بنات الرحبة .
أيها الدمع
ترجل قليلا
لي ما يخنق اللغة
لي ما يقض مضجع الفرح ليلة العام الجديد.
أيها النابض
لي ما تخفيه المدينة
و لي مفاتيح مدينة عتيقة
أتعبتني بحبها
أيتها المدينة الشبيهة بغنج الغواني
ما الذي يحرك صخرك القاسي ؟
ما الذي يؤجج نيرانك ؟
ما الذي يغويك؟