* الجوائز الأدبية العالمية لا تكافئ الكتاب النزهاء
اعتبر الروائي ياسمينة خضرة ما يحدث في فلسطين وغزة ظلما فظيعا تجاوز القيم الإنسانية، ويشير في هذا الحوار الذي أجرته معه النصر، على هامش تنظيم أول بيع بالتوقيع له في الجزائر بعنابة، لإصداره الجديد «قلب اللوز» بأن الحصول على الجوائز الدولية المرموقة في الأدب، مرتبط بالمواقف، مؤكدا نجاح روايته وانتشارها عبر العالم، لم يُحققها الذين تحصلوا على جوائز نوبل.
وعرفت، أمس، جلسة البيع بالتواقيع لروايته «قلب اللوز» إنزالا للجمهور على مكتبة الثورة بعنابة، للقائه والحصول على توقيعه الشخصي للرواية الصادرة في طبعتها الجزائرية عن دار القصبة، والتي تدور أحداثها حول شاب يواجه التحديات بقلب حي «برباس» وسط العاصمة الفرنسية باريس، الذي يشكل بؤرة تروي قصص ثقافات وأعراق مختلفة، يجد الشاب في جدته مصدر الحنان والدفء الذي يفتقده من والدته.
وقال الكاتب محمد مولسهول «بعد وفاة أبي وأمي، بقي أكبر اسم في حياتي، وهو اسم زوجتي أردت أن أخلده، وهذا سر حمل كتابتي تسميتها ياسمينة خضرة»
ما هو موقف الكاتب ياسمينة خضرة مما يحدث في الشرق الأوسط، وفي غزة تحديدًا ؟
لم يبق عالم نتحدث عنه، ما يتعرض له الشعب الفلسطيني ظلم فظيع، لقد انهارت القيم وذهبت معها المواثيق الدولية وحقوق الإنسان، وغيرها من المسميات، رجعنا إلى ما قبل العصر الحجري، ربما قديما كان الاحترام للحياة، اليوم لم يبق شيء انكشف الستار، ونحن العرب والمسلمون لم نفهم بعد بأن هناك حربا ضدنا، نحن نظن بأن الحرب ضد فلسطين، لكن هذا الأمر غير صحيح، فهي مجرد بداية للحروب القادمة، ضد المسلمين، فهي تهدد الجميع، فكل ما هو ليس غربيا مهدد اليوم، وبالأخص المسلمين، للأسف ليس لدينا من يقرأ ويستشرف الكارثة التي ستحدث في المستقبل، مازلنا متخلفين ذهنيا وفي جميع المجالات، هناك من يبحث عن المال، ويساهم في تفشي الرشوة، فالوطن يحتاج لمن يبنيه وهو في خطر أكثر مما نتصور.
لماذا يغيب اسم ياسمينة خضرة عن قوائم المرشحين لجوائز أدبية دولية؟
صحيح، هذا مرتبط فعلا بالمواقف من الصعب أن يكون اسمي حاضرا، الإنسان النزيه يدفع فاتورة غالية، ما يهمني كابن الصحراء هو جمهوري وقرائي فهم جوائزي، هم قدموا اليوم للقائي، ليس لدي جائزة كبرى طبعا، لكن من أخذوا تلك الجوائز لا يملكون ما أملكه أنا من صدى حول العالم، لا يوجد أديب حصل على جائزة نوبل، ووصل إلى ما حققته من شهرة وانتشار لرواياتي التي تقرأ بـ 62 لغة عبر العالم، حمدا لله، هذا جاء بالعمل، والإيمان بوطني، وطموحات هذا البلد وسنكون عند حسن ظن الوطن دائما.
ترجمت رواياتك إلى مختلف اللغات، كيف تنظر إلى هذه الترجمات وهل أنت راضٍ عنها؟
هذا يتوقف على مستوى كل مترجم، هناك من يجيدون الترجمة، وآخرون أظهروا نقائص، ومسألة الترجمة ترتبط بما يريد الكاتب إيصاله، والتعامل مع الرواية، مسألة يمكن تشبيهها بمعاملة الطفل الصغير، وما تقدمه له من أشياء ومعارف يبني عليها شخصيته، وقفت على ترجمات باللغة الألمانية والاسبانية أعتبرها جيدة، وباللغات الأخرى الأمر متفاوت خاصة في دول آسيا، هناك ترجمات حسب الانطباعات التي وصلتني باللغة اليابانية والصينية ليست جيدة.
ما شعورك و أنت ترى المئات من جمهورك وقرائك يتزاحمون للحصول على روايتك موقعة ؟
الجمهور الكبير الذي حضر لتوقيع الرواية، يعبر عن فخره بجزائري رفع راية الجزائر في العالم، ونحن نحتاج إلى ذلك، صورتنا في العالم مشوهة كثيرا، من الواجب تصحيح حقائق هذا البلد، هذا الجمهور هو إسناد لي، وأنا أحتاج لذلك مهما كانت سمعتي، و أنا أيضا جد فرح بتواجدي اليوم بعنابة وأتشرف بذلك، بعد غياب عن هذه المدينة لمدة 10 سنوات، فقد قررت إطلاق أول حملة للبيع بالتوقيع لإصداري الأخير « قلب اللوز» ولقاء قرائي من عنابة، أحب هذه المدينة، جمهور اليوم الحاضر أغلبه من النساء، أدعوا الرجال أيضا لتعلّم القراءة!
حاوره : حسين دريدح