الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

الروائية هبة حناش للنصر: رواية «بية» انتصرت لشخصية نسائية سقطت من الذاكرة


ترجع الروائية الشابة هبة حناش، إلى أعماق تاريخ قسنطينة لتبعث الحياة في شخصية «بية» القسنطينية التي تدور حولها قصص تحكي عن نضال امرأة، مؤكدة أنها شخصية حقيقية عاشت في فترة سبقت سقوط المدينة، لكن الأسطورة غيبتها وحولتها إلى وهم اسمه «شوالق» وهي قصة متداولة في التراث الشعبي المحلي.واستغربت حناش، من سبب دفن الشخصية في مقابر النسيان، مرجعة السبب ربما إلى تأثير العولمة على أقلام شباب أصبح يفضل الخوض في ثقافات أخرى بدل النبش في التراث لإثراء الخيال.
حاورتها/ إيناس كبير

تقول الكاتبة الشابة التي نفذت نسخ روايتها خلال عرضها مؤخرا في معرض الكتاب بدار الثقافة مالك حداد، إن «بية» ثائرة متمردة خرجت بكل عنفوانها لطلق صوت يشق صخور «سيرتا» العتيقة، معلنة عن مشاركتها في جزء مهم من تاريخ المدينة، عن طريق صمودها في وجه المحتل الفرنسي، وقوتها وتمردها على بعض الأعراف التي كانت تجبر المرأة على التخفي خلف أبواب بيتها.
وأوضحت صاحبة الرواية هبة حناش، أنها نبشت في أوراق التاريخ وأعادت الحياة لشخصية توارت خلف الأسطورة، التي طمرت جمال القصة،واستحضرت «شوالق» التي أسكتت دمويتها أصوات أطفال الأحياء العتيقة وقت القيلولة.
الرواية مبنية على أحداث حقيقية
ناقشت الروائية من خلال رواية «بية»، قضايا فكرية واجتماعية، متطرقة للحديث عن عراقة مدينة قسنطينة وأصالتها، والقصة حسبها، مبنية على أحداث حقيقية جرت قُبيل سقوط المدينة سنة 1837، تحكي عن امرأة كانت تلبس «ملاءة» وتخرج لاصطياد عساكر العدو، كما عُرفت أيضا بتمردها على سلطة الأعراف مثل الحرمان من التعليم، وكانت مولعة بالقراءة وقد تتلمذت على يد الشيخ «محمد» أحد شخصيات الرواية، الذي كان يعلمها القرآن والعلوم.
وذكرت الشابة، بأن تقنية «تعدد الأصوات الروائية» ساعدها في عرض توجهات فكرية عديدة، وتقديمها في شخصيات مختلفة تناقض بعضها، فنجد «زبيدة» والدة «بية»، التي كانت ترمز إلى المرأة المهتمة بالعادات والتقاليد، وضمنت فيها كل ما يمثل قسنطينة، مصورة بعض الطقوس القديمة.كما توجد صديقتها بلقيس، التي رمزت للحيلة والدهاء، فضلا عن الباي الذي كان يمثل السلطة، أما صوت «الشيخ محمد» فقد كان يحكي عن دور الزوايا التي وقفت في وجه تشويه المعتقد الديني، ومحاربة الجهل الذي عمل الاحتلال على نشره بين أبناء الجزائر، وهناك أيضا، شخصية «وليد» الثائر الذي وقف إلى جانب «بية».
التراث الشعبي كان ملهمي
وينجذب القارئ إلى إهداء الرواية حيث ذكرت فيه الشابة، أسطورة «شوالق»، وقد أخبرتنا محدثتنا، أنه وبحسب مخيال النسوة قديما، فقد كانت امرأة ترتدي «ملاءة» سوداء وتخرج وقت القيلولة لتخطف الأطفال في حين تخبرنا الروائية، بأنها بحثت في الأرشيف ووجدت إشارة إلى شخصية أكثر واقعية وهي بية.
ويذهب آخرون حسبها، إلى أنها قد تكون إحدى زوجات الباي غير الرسميات، ويرى تيار آخر أن «بية كانت واحدة من نساء القصر، عملت كناقلة للرسائل بين الثوار، وكلهم يؤكدون على قصة الحب التي جمعتها بالباي ويمكن البحث عن الأمر في الأرشيفات.
ولأن تاريخ الشخصية غير كامل بالإضافة إلى غياب اسمها الحقيقي، فقد أخذ جمع مادتها التاريخية، وكتابتها ثلاث سنوات كما أوضحت الكاتبة، مشيرة إلى أنها اعتمدت كثيرا على مذكرات أحمد باي، ومصادر أخرى تحدثت عن تلك الفترة من تاريخ قسنطينة، خصوصا بعض المصادر التاريخية في الفكر الصوفي، تفاديا لأية مغالطات.
كما جعلت هبة، من حي القصبة العتيق محورا للرواية، بالإضافة إلى إشارتها للحياة الاجتماعية في المدينة القديمة، والدخول بالقارئ إلى حماماتها وأسواقها وقصر الباي، وبعض الطقوس كالتحضير للشعبانية. وفي هذا الجانب، تأسفت الشابة، من محاولات تقزيم الموروث الشعبي المحلي، بفعل العولمة بالرغم من ثرائه وعلقت قائلة :»أصبحنا نرى كتابا يتحدثون عن الثقافة الأمريكية والبريطانية في مؤلفاتهم دون أن يحتكوا بها، ويحجمون عن الاستنباط من الموروث الشعبي الكبير، مثلما هو الحال، ولدينا في رواية «حيزية» لواسيني الأعرج خير مثال».
التاريخ يعطي الرواية سحرا
وترى محدثتنا، بأن الرواية التاريخية، ستعيد القراء إلى كتب التاريخ، وقد توصلت إلى ذلك حسبها، من خلال دردشات جمعتها بشباب التقت بهم في معرض الكتاب مؤخرا، قالت إنهم انجذبوا للمعلومات التي قدمتها، حيث حاولت أن تنقل إليهم بعضا مما تعلمته خلال بحثها، مردفة بأن أساتذة أثنوا على خروجها عن المألوف وتطرقها إلى شخصية سقطت من الذاكرة.
وحسبها، فإن الروائي الذي يكتب في التاريخ، عليه أن يدرك صعوبة المغامرة التي هو مقدم عليها، لأنها تتطلب بحثا معمقا، فضلا عن ضرورة شعوره بالمسؤولية اتجاه القارئ فيما يتعلق بالمعلومات التي يوظفها.مضيفة، أن دار النشر التي تعاملت معها، ركزت كثيرا على تنقيح الأحداث التاريخية المذكورة، إلى جانب السلاسة في ربط الأحداث وإضفاء الحيوية عليها، لأن القارئ أصبح ينفر من الكتب الجافة.كما اعتبرت، بأن الرواية التاريخية تعد وسيلة جذب سياحي، وأعقبت بأنها كانت حاضرة خلال نقاشات لمثقفين وروائيين حول هذا النوع الأدبي وأهميته في إحياء جوانب منسية من ماضينا يمكن أن تشكل عناصر جذب مشيرة، إلى أنها تأمل في أن تحظى روايتها التي ستكون حاضرة في معرض الجزائر الدولي للكتاب « سيلا»، بنفس الصدى الذي حققته في معرض قسنطينة المنقضي.
إ.ك

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com