الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

المخرج عبد الصمد شنافي للنصر: «الدر المكنون في رحاب بوسمغون».. توثيق لهوية المكان

* الجزائر أرض ثقافات مُتداخلة وبيئة خصبة لقصص تستحق أن تُروي
قال المخرج عبد الصمد شنافي، إنه حاول من خلال وثائقي «الدر المكنون في رحاب بوسمغون»، الذي سيُعرض في نيويورك خلال فعاليات المهرجان الدولي المصري الأمريكي، توثيق الهوية الأصيلة لهذا المكان ونقل سحره إلى الأجيال الجديدة، مضيفا أن عمارة القصور الأثرية تحمل تفاصيل مدهشة تكشف عن فترات تاريخية وروح ثقافية فريدة.

حاورته/ إيناس كبير

كما اعتبر شنافي المهرجان فرصة ذهبية للتعلم من تجارب الآخرين، ومشاهدة أعمال متنوعة تفتح آفاقًا جديدة، خصوصا وأن المنافسة تحفز على تطوير الأدوات الإخراجية، واكتساب رؤى فنية أعمق، وفقا له.
من جهة أخرى عبر الشاب في حوار مع النصر، أنه يريد من خلال هذه التجربة أن يتعرف العالم على وجه آخر للجزائر، غني بتراث ويحتاج التقدير والاكتشاف.
انجذبت إلى الطابع الروحي للعمارة القديمة
النصر: لو نتطرق إلى قصة وثائقي «الدر المكنون في رحاب بوسمغون»، ماهي الجوانب التي خاض فيها؟

أود بدايةً أن أشكر جريدة النصر على هذه الفرصة لإجراء هذا الحوار، وعلى اهتمامها بإبراز المواهب والجهود المحلية في مجال صناعة الأفلام الوثائقية، ثم إن فيلم «الدر المكنون في رحاب بوسمغون» يأخذ المشاهد في رحلة لاستكشاف تاريخ وأصالة قصر بوسمغون، بما في ذلك هندسته المعمارية القديمة وتقاليده الثقافية، ركزت على إبراز تفاصيل الحياة اليومية فيه، وجمال بيوته الطينية، وأزقته، وأبوابه الخشبية، محاولاً توثيق الهوية الأصيلة لهذا المكان ونقل سحره إلى الأجيال الجديدة.
ما الذي جذبك إلى العمارة القديمة، وبالتحديد قصور منطقة الجنوب؟
عمارة القصور الأثرية تحمل تفاصيل مدهشة تكشف عن فترات تاريخية وروح ثقافية فريدة، ما جذبني هو كيف تعكس هذه الأبنية انسجام الإنسان مع البيئة والطبيعة، وكيف تبقى صامدة لقرون، هناك طابع روحي في هذه البيوت والأسواق القديمة، وجمال بصري يشدّ أي عاشق للتفاصيل الفنية والأصالة.
كيف كانت ظروف التحضير للفيلم؟
في الحقيقة، كانت ظروف التحضير تحديًا حقيقيًا، واجهتنا صعوبات تتعلق بالمعدات التقنية في منطقة لا تتوفر فيها خدمات بشكل كافٍ، لكن الشغف والإيمان بالمشروع جعلا الأمور تسير، اعتمدنا على إمكانيات بسيطة وكثير من الإصرار، مما خلق تجربة مليئة بالتعلم.
يبدو أن المنافسة ستكون كبيرة في المهرجان الدولي المصري الأمريكي، ما هي الفائدة التي ستعود عليك من خلال هذه المشاركة من ناحية تطوير مهاراتك الفنية والإخراجية وحتى من جانب تنويع الأفكار؟
المهرجان هو فرصة ذهبية للتعلم من تجارب الآخرين، ومشاهدة أعمال متنوعة تفتح آفاقًا جديدة، المنافسة تحفزني على تطوير أدواتي الإخراجية، واكتساب رؤى فنية أعمق، كما أن الاحتكاك بمخرجين من ثقافات مختلفة يساعدني على تنويع الأفكار والبحث في أساليب جديدة.
الوثائقيات تساعد على الفهم العميق للخصوصية الثقافية
هل ترى أنه من الضروري عرض الثقافة الوطنية في محافل دولية، خصوصا في الوقت الراهن الذي يعرف صراعات جذورها تاريخية ثقافية؟
عرض ثقافة الجزائر في محافل دولية يسهم في تصحيح الصور النمطية المغلوطة، ويعزز الوعي العالمي بتاريخ الجزائر العريق وتنوعه الثقافي، وتسمح الوثائقيات للجمهور الأجنبي بالتعرف على ثراء الجزائر الثقافي، مما يساعد في بناء جسور التواصل وفهم عميق لخصوصياتنا الثقافية.
ما هي الرسالة التي ستحملها معك إلى نيويورك كممثل للجزائر في هذا المحفل؟
رسالتي هي أن الجزائر ليست فقط بلدًا عاش أحداثًا تاريخية عظيمة، بل هي أيضا أرض ثقافات متداخلة وبيئة خصبة للقصص التي تستحق أن تروى، أريد أن يعرف العالم أن الجزائر مليئة بتراث غني يحتاج للاكتشاف والتقدير.

وثائقي»الدر المكنون في رحاب بوسمغون»، كان له صدى أيضًا في مهرجان «ميلاف» الذي أُقيم مؤخرا في ولاية ميلة، حدثنا عن تفاعل الجمهور معه؟
التفاعل كان إيجابيًا للغاية، حيث لمس الجمهور الجزائري الرسائل التي حاولت إيصالها عن التراث وأهمية الحفاظ عليه، الأصداء كانت مشجعة، وهذا يزيد من مسؤوليتنا كصناع أفلام لنقل قصص محلية أصيلة تجذب وعي الجمهور وتشكل جزءًا من الهوية الثقافية.
إلى حد الآن، كم فيلما وثائقيا بجعبتك؟ وإلى ما تطرقت؟
أنجزت حتى الآن عدة أفلام وثائقية، تناولت فيها موضوعات مختلفة، من توثيق حياة شخصيات محلية، إلى الحرف التقليدية، إلى العمارة والتاريخ العريق لبعض الأماكن الجزائرية، كل فيلم يحمل جانبًا من جوانب الجزائر المتنوعة ويظهر تنوعها الثقافي.
الوثائقيات توثق التاريخ والثقافة بصدق
لو تشاركنا السر الذي جذبك إلى دخول مجال إخراج الوثائقيات، وما هي الأهداف المرجوة منه؟
دخلت عالم الوثائقيات لأنني وجدت فيه طريقة مثلى لتوثيق التاريخ والثقافة بصدق، هدفي هو إحياء الذاكرة الجماعية للجزائر، ونقلها للأجيال القادمة، وكذلك خلق منصة لجعل الجزائر مرئية للعالم.
ماذا عن العرض التلفزي لأعمالك، هل هناك بوادر لإخراجها إلى الشاشة؟
نعم، هناك محادثات قائمة مع بعض القنوات الجزائرية، وأنا متفائل بأن يتم عرض بعض الأعمال قريبًا، مما يسمح بوصولها إلى جمهور أوسع داخل الجزائر وخارجها.
لاحظنا مؤخرا توجها شبابيا نحو السينما الوثائقية، من منظورك كمخرج كيف تقيم مساهمة الشباب الجزائريين في مجال صناعة الوثائقيات؟
الشباب لديهم طاقات إبداعية كبيرة، والكثير منهم يهتمون بقضايا محلية عميقة، صحيح أنهم يواجهون تحديات كثيرة، ولكن هذا الجيل يثبت نفسه بجهوده الفردية، واهتمامه بالبحث والدقة في السرد، ورغبته في إحداث فرق عبر الأفلام الوثائقية.
كيف تقيم تجربة السينما الوثائقية الجزائرية، ولماذا لا نملك وثائقيات تصنع ضجة رغم الخزان الثقافي والتاريخي الكبير؟
السينما الوثائقية الجزائرية تحمل إمكانات كبيرة، لكنها بحاجة إلى دعم أكبر وتوجهات إبداعية جديدة، للأسف، لا تزال الكثير من الأفلام محصورة في موضوعات تقليدية، بينما نملك تنوعًا ثقافيًا يمكن أن يولّد أفلامًا وثائقية استثنائية تُحدِث ضجة دولية.
في جانب الموضوعات التقليدية، لماذا توقفت صناعة الوثائقيات في الجزائر عند الثورة، أو سير ذاتية لبعض الشخصيات التاريخية؟
أعتقد أن ذلك يعود إلى أن الثورة شكلت محورًا قويًا لهوية الجزائر، ولكن يجب أن نوسع دائرة المواضيع ونسلط الضوء على الحياة اليومية، الحرف، والقصص الإنسانية المحلية، هكذا، ستكون لدينا وثائقيات تعكس جوانب أخرى من الهوية الوطنية.
ما هي العوائق التي تقف حائلًا بين المتخصص في السينما الوثائقية والإبداع؟ وماذا تطلب صناعة وثائقي جاد؟
المخرج الوثائقي يواجه صعوبات نقص الدعم المالي، وتحديات لوجستية في بعض المناطق، أيضا غياب بنية تحتية مناسبة، وأحيانًا غياب الموارد التقنية، علينا إدراك أن الإبداع يحتاج إلى بيئة مساعدة، وعندما لا تتوفر يصبح من الصعب تقديم أعمال مبتكرة، وبالأخص أن صناعة وثائقي جاد تتطلب كل ما سبق، بالإضافة إلى البحث العميق، ووجود فريق مؤهل.
قصص الجالية الجزائرية في المهجر ضمن أفلامي القادمة
الوثائقي يُعرف بصعوبة بعض مراحل تجسيده، خصوصا ما تعلق بجمع المادة العلمية، ما هو أكــــثـر ما يهمك أثناء العمل على أفلامك؟
بالنسبة لي، الدقة والموثوقية هما الأساس، أركز على البحث المكثف والتأكد من مصادر المعلومات، كما أسعى لطرح جوانب موضوعية بعيدًا عن التحيز، لنقل الحقيقة بأمانة.
نشرت مؤخرًا بتأثر عن وفاة بائع كتب، كنت قد أنجزت سابقًا عملًا حوله، فيما يبرز الجانب الإنساني للسينما الوثائقية؟
السينما الوثائقية تتميز بلمستها الإنسانية، فهي تتعامل مع الأشخاص كأبطال حقيقيين، عملت على توثيق حياة هذا البائع كونه يمثل جزءًا من ثقافة القراءة والكتب في مجتمعنا، وفقدانه كان مؤلمًا لأنه كان جزءًا من ذاكرة محلية عزيزة.
في الأخير، ما هي المواضيع التي تجول في ذهنك وتنوي إخراجها إلى الشاشة؟
لدي عدة أفكار أطمح للعمل عليها، منها مواضيع تتناول المجتمع الجزائري، قصص الجالية الجزائرية في المهجر، وأخرى تتعلق بالتحديات البيئية والحياة في الأرياف، كلها تعكس نواح مهمة أود توثيقها.
إ.ك

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com